السبت، 26 أكتوبر 2013

قاسم أمين

قاسم أمين
وُلد قاسم أمين في 1 ديسمبر 1863، لأب تركي وأم مصرية من صعيد مصر، تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة "رأس التين" التي كانت تضم أبناء الطبقة الأرستقراطية، ثم انتقل مع أسرته إلى القاهرة، وحصل على التجهيزية (الثانوية العامة)، ثم التحق بمدرسة الحقوق والإدارة، ومنها حصل على "الليسانس" سنة 1881 وهو في العشرين من عمره. عمل بعد تخرجه فترة قصيرة بالمحاماة ثم سافر في بعثة تعليمية إلى فرنسا لاستكمال دراسته بجامعة مونبلييه، ثم عاد إلى مصر في 1885، ليُعين في سلك القضاء، وفي يونيو 1892 عُين نائباً للقاضي في محكمة الاستئناف، ثم أصبح مستشاراً وهو لا يزال في سن الحادية والثلاثين، فكان أصغر مستشار آنذاك. كان قاسم أمين ضيفاً على صالون الأميرة نازلي الثقافي، والذي كان يضم نخبة من المثقفين والسياسيين المصريين، وفي تلك الفترة تبلورت آرائه نحو فكرة تطوير المجتمع المصري عن طريق تحرير المرأة من الجهل والتخلف فكتب عدة مقالات دون توقيع في جريدة "المؤيد".
أصدر كتابه "المصريون" بالفرنسية سنة 1894 يرد به على هجوم الدوق الفرنسي "داركور" على مصر والمصريين، كما أصدر كتابه" تحرير المرأة" عام 1899، وهو الكتاب الذي أثار موجات من الغضب والسخط في كافة أوساط المجتمع المصري، وفي العام التالي 1900، أخرج قاسم أمين كتابه الثاني "المرأة الجديدة"، كما كان كذلك من أوائل الداعين إلى إنشاء الجامعة المصرية.
تزوج قاسم أمين عام 1884 من ابنة أمير البحر التركي "أمين توفيق"، وأنجب بنتين هما "زينب" و "جلسن".
في أكتوبر 1906 تولى سكرتارية الاجتماع الذي عُقد بمنزل "سعد زغلول"، والذي صدر عنه البيان الشهير الموجه للأمة يدعوها للإسهام في إنشاء الجامعة الأهلية المصرية (جامعة القاهرة)، ثم تولى رئاسة اللجنة بعدما عُين "سعد" وزيراً للمعارف.
توفى محرر المرأة قاسم أمين في 15 إبريل 1908.

أحمد زكي عاكف ‏ ‏‏‏ ‏ ‏‏‏

أحمد زكي عاكف ‏ ‏‏‏ ‏ ‏‏‏
كيميائي، ومؤسس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في مصر، وكان أول رئيس تحرير لمجلة العربي ‏الثقافية الكويتية. ‏ ‏ ‏ ‏ ‏
وُلد أحمد زكي محمد حسين عاكف ـ والذي اشتهر باسم أحمد زكي ـ فى 5 إبريل 1894 بمحافظة السويس . التحق بمدرسة السويس الابتدائية، وحينما انتقل والده إلى ‏القاهرة التحق بمدرسة أم عباس الابتدائية، وظل بها حتى أتم المرحلة الابتدائية عام 1907، والتحق ‏بالمدرسة التوفيقية الثانوية، ومنها نال الشهادة الثانوية عام 1911، وكان ترتيبه الثالث عشر على القطرالمصرى.
التحق أحمد زكي بمدرسة المعلمين العليا، وبعد التخرج عمل مدرسا بالسعيدية الثانوية، ثم رشح للسفر في ‏بعثة إلى إنجلترا لاستكمال تعليمه، لكنه حرم منها بسبب رسوبه في الكشف الطبي.‏ ‏ ‏ ‏‏ ‏
عمل في ميدان التدريس، فاشتغل مدرسا بالمدرسة الإعدادية الثانوية، وهي ‏مدرسة غير حكومية قامت في العقد الثاني من القرن العشرين بجهة الظاهر (حي بالقاهرة) ثم اختير ناظرا ‏لمدرسة وادي النيل الثانوية بباب اللوق بالقاهرة. ‏ ‏‏‏
في عام 1919 استقال من وظيفته وتوجه إلى إنجلترا على نفقته الخاصة طلبا للتخصص في الكيمياء، ‏وهناك التحق بجامعة "وتنجهام" ثم تركها إلى جامعة ليفربول، ونجحت مساعيه في أن تلحقه الدولة ‏ببعثتها الرسمية، ثم حصل على شهادة بكالوريوس العلوم من ليفربول عام 1923، ثم دكتوراه الفلسفة في ‏الكيمياء 1924، ثم انتقل إلى جامعة مانشستر لمواصلة البحث العلمي، فأمضى بها عامين، ثم التحق ‏بجامعة لندن وحصل على درجة الدكتوراة في العلوم عام 1928. ‏‏ ‏ ‏ ‏
بعد عودته من إنجلترا عين أستاذا مساعدا للكيمياء العضوية فى كلية العلوم ، ثم استاذ عام 1930 ليكون أول أستاذ مصرى فى الكيمياء، ثم شغل منصب مدير مصلحة الكيمياء عام 1936 ثم أسس المركز القومى للبحوث، عام 1947 واختير وزيرا للشئون الاجتماعية عام 1952.
تولى اصدار مجلة العربي الثقافية في الكويت، وتولى رئاستها لمدة 17 عام الى ان توفاه الله. ‏ ‏
أهم الأعمال: ‏
‏- تأسيس الجمعية الكيميائية المصرية 1938.‏
‏- تأسيس المجمع المصري للثقافة العلمية 1929.‏
‏- تأسيس المركز القومي للبحوث 1947.‏
‏- تأسيس مجلة العربي الكويتية 1958.‏
‏‏توفى الكميائى أحمد زكى عاكف فى 13 من أكتوبر عام 1975 مـ

الدكتور مجدى يعقوب

الدكتور مجدى يعقوب
ولد د/ مجدى يعقوب عام 1935 في مدينة بلبيس في محافظة الشرقية. حصل على بكالوريوس الطب من جامعة القاهرة مستشفى القصر العيني - ثم عمل جراحاً نائباً في قسم عمليات الصدر في المستشفى . ثم سافر الى ( أنجلترا) عام 1962 لاستكمال دراساته وحصل على درجة الزمالة الملكية في الجراحة من ثلاث جامعات بريطانية هي لندن وأدنبرة وجلاسكو. وعمل باحثاً في جامعة شيكاغو الاميركية عام 1969 م. ولمهارته ترأس قسم جراحة القلب عام 1972م ثم عمل استاذاً لجراحة القلب في مستشفى برومتون في لندن عام 1986، ثم رئيساً لمؤسسة زراعة القلب في بريطانيا عام 1987. وأخيراً استقر في عمله كاستاذ لجراحة القلب والصدر في جامعة لندن. وبلغت أبحاثه العالمية أكثر من 400 بحث متخصص في جراحة القلب والصدر. و قام الدكتور مجدي يعقوب خلال عمله في المستشفيات البريطانية منذ عام 1962 بالكثير من الاساليب الجراحية لعلاج أمراض القلب وخاصة الوراثية. وكان الدكتور ثاني طبيب يجري عملية زراعة قلب بعد الدكتور كريستيان برنارد (1967 م) وقد أجرى ما يزيد على ألفي عملية زرع قلب خلال ربع قرن. وعُرف عن يعقوب التفكير دوماً في الجراحات المعقدة، ورغبته الدائمة في تحدي صعوباتها. وقد اكتشف أيضاً اساليب تقنية من شأنها تعزيز مهارات الجراحين، بما يمكنهم من اجراء عمليات كانت يوماً ما اشبه بالمستحيلة.
وشغل يعقوب منصب مدير البحوث والتعليم الطبي ومستشاراً فخرياً لكلية الملك ادوار الطبية في لاهور في باكستان ، اضافة الى رئاسة مؤسسة زراعة القلب والرئتين البريطانية. نال لقب بروفسور في جراحة القلب عام 1985. وفي عام 1991 منحته ملكة بريطانيا لقب سير.

د / أحمد زويل

د / أحمد زويل
1946 -2016
يعد د. احمد زويل كيميائى وعالم مصرى حصل على جائزة نوبل في الكيمياء لسنة 1999 لابتكاره نظام تصوير سريع للغاية يعمل باستخدام الليزر له القدرة على رصد حركة الجزيئات عند نشوئها وعند التحام بعضها ببعض والوحدة الزمنية التي تلتقط فيها الصورة هي فيمتو ثانية هو جزء من مليون مليار جزء من الثانية ، وقد ساعدت علي التعرف علي الكثير من الأمراض بسرعة كما أن له العديد من براءات الاختراع للعديد من الأجهزة العلمية .
نشأته وتعليمه
- ولد أحمد حسن زويل فى عام 1946 بمدينة دمنهور ثم انتقل مع أسرته إلى مدينة دسوق التابعة لمحافظة كفر الشيخ حيث نشأ وتلقى تعليمه الأساسى .
- التحق بكلية العلوم جامعة الاسكندرية بعد حصوله على الثانوية العامة وحصل على بكالوريوس العلوم بإمتياز مع مرتبة الشرف عام 1967 فى تخصص الكيمياء وعمل معيداً بالكلية ثم حصل على درجة الماجستير عن بحث فى مجال علم الضوء.
- سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية فى منحة علمية وحصل على الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا الأمريكية فى علوم الليزر.. ثم عمل باحثاً فى جامعة كاليفورنيا (1974 ـ 1976) ثم انتقل للعمل بجامعة "كالتك"، وهى من أكبر الجامعات العلمية فى أمريكا.
- تدرج فى المناصب العلمية الدراسية داخل جامعة "كالتك" إلى أن أصبح أستاذ كرسى علم الكيمياء بها، وهو أعلى منصب علمى جامعى فى أمريكا خلفاً للعالم الأمريكى "لينوس باولنج" الذى حصل على جائزة نوبل مرتين الأولى فى الكمياء والثانية فى السلام.
- نشر أكثر من 350 بحثاً علمياً فى المجلات العلمية العالمية المتخصصة مثل مجلة Science ومجلة Nature.
- يعمل أستاذاً زائراً متميزاً فى أكثر من 10 جامعات بالعالم إلى جانب الجامعة الأمريكية بالقاهرة.
- ألقى مئات المحاضرات العلمية فى كافة أنحاء العالم، وورد اسمه فى قائمة الشرف بالولايات المتحدة الأمريكية التى تضم أهم الشخصيات التى ساهمت فى النهضة الأمريكية وجاء اسمه رقم 18 من بين 29 شخصية بارزة باعتباره أهم علماء الليزر فى الولايات المتحدة (وتضم هذه القائمة اينشتين ، وجراهام بل).
الجوائز والتكريمات
حصل الدكتور أحمد زويل على العديد من الأوسمة والنياشين والجوائز العالمية لأبحاثه الرائدة فى علوم الليزر وعلم "الفيمتو" الذى حاز بسببه على 31 جائزة دولية منها :
• جائزة "ماكس بلانك " وهى الأولى فى ألمانيا
• جائزة "وولش" الأمريكية
• جائزة "هاريون هاو" الأمريكية
• جائزة الملك فيصل العالمية فى العلوم
• جائزة هوكست الألمانية
• انتخب عضواً فى أكاديمية العلوم والفنون الأمريكية
• مُنح ميدالية أكاديمية العلوم والفنون الهولندية
• جائزة الامتياز باسم ليوناردو دافنشى،
• حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة أكسفورد بانجلترا والجامعة الأمريكية بالقاهرة وجامعة الإسكندرية
• جائزة ألكسندر فون همبولدن من ألمانيا الغربية وهي أكبر جائزة علمية هناك
• جائزة باك وتيني من نيويورك.
• جائزة الملك فيصل في العلوم و الفيزياء سنة 1989 .
• جائزة في الكيمياء سنة 1993.
• جائزة بنجامين فرانكلين سنة 1998م على عمله في دراسة التفاعل الكيميائي في زمن متناهي الصغر (Femto-Second) يسمى femtochemistry.
• جائزة نوبل للكيمياء لإنجازاته في نفس المجال سنة 1999.
• انتخبته الأكاديمية البابوية ، ليصبح عضوا بها و يحصل على وسامها الذهبي سنة 2000 .
• جائزة وزارة الطاقة الأمريكية السنوية في الكيمياء .
• جائزة " كارس " من جامعة زيورخ ، في الكيمياء و الطبيعة ، و هي أكبر جائزة علمية سويسرية .
• انتخب بالإجماع عضوا بالاكاديمية الأمريكية للعلوم .
• وضع اسمه في قائمة الشرف في الولايات المتحدة الأمريكية .
• كرمته مصر حيث حصل على عدة جوائز مصرية منها وسام الإستحقاق من الطبقة الأولى من الرئيس حسنى مبارك عام 1995 ، وقلادة النيل العظمى وهي أعلى وسام مصري ، وأطلق اسمه على بعض الشوارع و الميادين ، كما أصدرت هيئة البريد طابعين بريد باسمه وصورته ، ومنحته جامعة الإسكندرية الدكتوراه الفخرية وتم إطلاق اسمه علي صالون الأوبرا.
• في أبريل 2009 ، أعلن البيت الأبيض عن اختيار د . أحمد زويل ضمن مجلس مستشاري الرئيس الأمريكي للعلوم والتكنولوجيا ، والذي يضم 20 عالماً مرموقاً في عدد من المجالات .
مؤلفاته
ألف الدكتور أحمد زويل كتابان هما :
 كتاب رحلة عبر الزمن .. الطريق إلى نوبل
 كتاب عصر العلم : وقد تم اصدراه في سنة 2005 وخلال عام وتم طباعة 5 طبعات منه ، حيث نفذت الطبعة الأولى منه خلال ساعتين من اصداره
وتوفي عام 2016 

الجمعة، 18 أكتوبر 2013

ماما ياحلوة

ماما يا حلوة

ماما ياحلوة يا أجمل غنوة                    عايشة في قلبي وجوه كياني 
غالية عليه وضي عنيه                           يا أول كلمة نطقها لساني 
ماما يا ماما ياماما ياماما

إنتي ياماما ملاك من الجنة                    تحت جناحك اعيش وأتهنى 
إنتي حياتي وإبتساماتي                               إنتي منايا وكل هنايا 
مين رباني مين ومين هناني مين
غيرك إنتي يا حلوة ياماما 
ماما يا ماما ياماما ياماما

لما أضمك وتضميني                               تبقى الدنيا مش سايعاني 
ويزيد شوقي وألقى حنيني                             بيخليني أضمك تاني 
مين رباني مين ومين هناني مين 
غيرك إنتي يا حلوة ياماما 
ماما يا ماما ياماما ياماما

مهما الف الدنيا يوماتي                        ما ألقاش زيك في الدنيا دي 
أسعد لحظة في كل حياتي                         لما ألاقيك يا ماما قصادي 
مين رباني مين ومين هناني مين 
غيرك إنتي يا حلوة ياماما 
ماما يا ماما
 ياماما ياماما

ماما يامامتى



ماما يامامتى حلوة يامامتى                  كل حياتنا عشانك انتى
وفى يوم عيدك بنغنيلك ونسليكي ونبوس ايدك وبندعى يارب يخليكي
ياما سهرتى ياما تعبتي ماما ياماما ياحلوة ياحلوة يامامتى
كنت بحوش من مصروفى بقى ويايا جنية وشوية
فتحى عينك بصي وشوفى انا جايبالك احلى هدية
دى علشانك ودى علشانك دنا مش ناسية يامي حنانك ياأمي
وفى يوم عيدك بنغنيلك ونسليكي ونبوس ايدك وبندعى يارب يخليكي
ياما سهرتى ياما تعبتي ماما ياماما ياحلوة ياحلوة يامامتى

بحلف بيكي واقول وحياتك اسمك غالى ياماما عليا
بدعى يارب يدوملى حياتك دانتى حياتي ونور لعينيا
وادعى لبابا وانتى يامام تعيشوا بصحة وخير وسلامة وسلامة
وفى يوم عيدك بنغنيلك ونسليكي ونبوس ايدك وبندعى يارب يخليكي
ياما سهرتى ياما تعبتي ماما ياماما ياحلوة ياحلوة يامامتى
ماما يامامتى حلوة يامامتى                  كل حياتنا عشانك انتى

صلاح الدين الأيوبى

صلاح الدين الأيوبى
عُرف في كتب التاريخ في الشرق والغرب بأنه فارس نبيل وبطل شجاع وقائد من أفضل من عرفتهم البشرية، وشهد بأخلاقه أعداؤه من الصليبيين قبل أصدقائه، إنه نموذج فذ لشخصية عملاقة من صنع الإسلام.. هو محرر القدس من الصليبيين وبطل معركة حطين.
وُلد الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان ـ والذي اُشتهر بـ "صلاح الدين الأيوبي ـ في عام 1138، بقلعة تكريت التي لم تقيم بها أسرته بعد ولادته إلا مدة يسيره، ليقيما عند عماد الدين زنكي بالموصل. ولما ملك نورالدين محمود بن عماد الدين زنكي دمشق لازم نجم الدين أيوب خدمته وكذلك ولده صلاح الدين، الذي تعلم من نورالدين طرائق الخير وفعل المعروف والاجتهاد في أمور الجهاد.
وقد شهدت السنوات الأخيرة من عمر الدولة الفاطمية في مصر صراعاً محموماً بين "شاور" و"ضرغام" على منصب الوزارة، ولم ينجح واحد منهما في حسم الصراع لمصلحته، والذي انتهى بالقضاء على الوزيرين المتنافسين سنة (564هـ = 1168م)، وتولى "أسد الدين شيركوه" قائد حملة نورالدين منصب الوزارة للخليفة العاضد الفاطمي، ثم لم يلبث أن تُوفي شيركوه فخلفه في الوزارة ابن أخيه صلاح الدين الذي كان في الثانية والثلاثين من عمره. وكانت المفارقة أن يتولى صلاح الدين السُّني المذهب الوزارة لدولة شيعية، وأن يدين في الوقت نفسه بالولاء لنورالدين الزنكي سلطان حلب التابع لدولة الخلافة العباسية، وتحولت مهمته من منع مصر من السقوط في أيدي الصليبيين إلى السعي في ردها إلى أحضان الخلافة العباسية.
ولكي ينجح صلاح الدين في تحقيق هدفه كان عليه أن يقوي المذهب السني في مصر؛ واستغرقت هذه المهمة ثلاث سنوات، فعزل القضاة الشيعيين، وأحل محلهم قضاة من أهل السنة، وأنشأ عدداً من المدارس لتدريس الفقه السني. حتى إذا وجد أن الأجواء مستعدة للإعلان عن التغيير، أقدم على خطوة شجاعة، فأعلن في الجمعة الأولى من شهر المحرم (567هـ = سبتمبر1171) قطْع الخطبة للخليفة الفاطمي الذي كان مريضاً وملازماً للفراش، وجعلها للخليفة العباسي، فكان ذلك إيذانا بانتهاء الدولة الفاطمية، وبداية عصر جديد.
قضى صلاح الدين السنوات الأولى بعد سقوط الدولة الفاطمية في تثبيت الدولة الجديدة، وبسط نفوذها وهيبتها على كل أرجائها، وبعد وفاة "نورالدين محمود" سنة (569هـ = 1174م) تهيأت الفرصة لصلاح الدين الذي يحكم مصر نيابة عنه، أن يتطلع إلى ضم بلاد الشام إلى حكمه؛ لتقوية الصف الإسلامي، وتوحيد الجهود ـ وهو ما استغرق أكثر من 10 سنوات في الفترة من 1174 وحتى 1186ـ استعداداً للوقوف أمام الصليبيين، وتحرير الأراضي المغتصبة من أيديهم، ثم أعلن عن استقلاله عن بيت نورالدين محمود وتبعيته للخلافة العباسية، وأصبح حاكماً على مصر.
اطمأن الناصر صلاح الدين إلى جبهته الداخلية، ووثق تماماً في قوتها وتماسكها، فانتقل إلى الخطوة الأخرى، وانصرف بكل قوته وطاقته إلى قتال الصليبيين، وخاض معهم سلسلة من المعارك كُلِّلت بالنصر، ثم توج انتصاراته عليهم في معركة "حطين" سنة (583هـ = 1187م)، وكانت معركة هائلة أُسر فيها ملك بيت المقدس وأرناط حاكم حصن الكرك، وغيرهما من كبار قادة الصليبيين. والذي ترتب عليه، أن تهاوت المدن والقلاع الصليبية، وتساقطت في يد صلاح الدين؛ فاستسلمت قلعة طبرية، وسقطت عكا، وقيسارية، ونابلس، وأرسوف، ويافا وبيروت وغيرها، وأصبح الطريق ممهداً لأن يُفتح بيت المقدس، فحاصر المدينة المقدسة، حتى استسلمت وطلبت الصلح، ودخل صلاح الدين المدينة السليبة في (27 من رجب 583هـ = 2 من أكتوبر 1187م)، وكان يوماً مشهوداً في التاريخ الإسلامي.
لعل صورة الفارس المحارب صلاح الدين قد طغت على الجوانب الأخرى من شخصيته، فأخفت بعضاً من ملامحها المشرقة وقسماتها المضيئة. وأول عمل يلقانا من أعماله، هو دعمه للمذهب السني؛ بإنشائه مدرستين لتدريس فقه أهل السنة، هما المدرسة الناصرية لتدريس الفقه الشافعي، والمدرسة القمحية لتدريس الفقه المالكي، وفي الوقت نفسه قصر تولي مناصب القضاء على أصحاب المذهب الشافعي، فكان ذلك سبباً في انتشار المذهب في مصر وما يتبعها من أقاليم. وعُني صلاح الدين ببناء الأسوار والاستحكامات والقلاع، ومن أشهرها "قلعة الجبل"؛ لتكون مقراً لحكومته، ومعقلاً لجيشه، وحصناً منيعاً يمكِّنه من الدفاع عن القاهرة، غير أن صلاح الدين لم يتمكن من إتمام تشييدها في عهده، وظلت القلعة مقراً لدواوين الحكم في مصر حتى وقت قريب، وأحاط الفسطاط والعسكر وأطلال القلاع والقاهرة جميعاً بسور طوله 15كيلومتر، وعرضه ثلاثة أمتار، وتتخلله الأبراج.
كما استقرت النظم الإدارية؛ فكان السلطان يرأس الحكومة المركزية في العاصمة، يليه نائب السلطان؛ وهو المنصب الذي استحدثه صلاح الدين لينوب عنه في أثناء غيابه يليه الوزير، وكان يقوم بتنفيذ سياسات الدولة، ويلي ذلك الدواوين، مثل: "ديوان النظر" الذي يشرف على الشئون المالية، و"ديوان الإنشاء" ويختص بالمراسلات والأعمال الكتابية، و"ديوان الجيش" ويختص بالإشراف على شئون الجيش، و"ديوان الأسطول" الذي عُني به صلاح الدين عناية فائقة لمواجهة الصليبيين الذين كانوا يستخدمون البحر في هجومهم على البلاد الإسلامية، وأفرد له ميزانية خاصة، وعهد به إلى أخيه العادل، وقد اشترك الأسطول في عدة معارك بحرية في سواحل مصر والشام، منها صدِّه لحملة أرناط على مكة والمدينة.
اشتهر صلاح الدين بسماحته وجنوحه إلى السلم؛ حتى صار مضرب الأمثال في ذلك، فقد عامل الصليبيين بعد استسلام المدينة المقدسة معاملة طيبة، وأبدى تسامحاً ظاهراً في تحصيل الفداء من أهلها، وكان دخول المسلمين بيت المقدس دون إراقة دماء وارتكاب آثام صفحة مشرقة ناصعة، تُناقض تماماً ما ارتكبه الفرنج الصليبيون عند استيلائهم على المدينة سنة (492هـ = 1099م) من الفتك بأهلها المسلمين العُزَّل وقتل الألوف منهم. وفي أثناء مفاوضات صلح الرملة التي جرت بين المسلمين والصليبيين مرض السلطان صلاح الدين، ولزم فراشه، ثم لقي ربَّه في (27 من صفر 589هـ = 4 من مارس 1193م)، وكان يوم وفاته يوما لم يُصب الإسلام والمسلمون بمثله منذ فقد الخلفاء الراشدين.
 

يوسف صديق

يوسف صديق
تخرج فى الكلية الحربية عام 1933 ‏وعندما‏ ‏نشبت‏
‏الحرب‏ ‏العالمية‏ ‏الثانية‏ ‏في‏ ‏أواخر‏ ‏الثلاثينيات‏ ‏شارك‏ ‏في‏ ‏القتال‏
‏الدائر‏ ‏بالصحراء‏ ‏الغربية‏ ‏كما‏ ‏شارك‏ ‏في‏ ‏حرب‏ ‏فلسطين‏ 1948‏ وقاد‏
‏كتيبته‏ ‏بجرأة‏ ‏نادرة‏ ‏واستطاع‏ ‏أن‏ ‏يحتل‏ ‏نقطة‏ ‏مراقبة‏ ‏علي‏ ‏خط‏
‏الدفاع‏ ‏بين المجدل و أسدود .
انضم لتنظيم الضباط الاحرار عام 1951 وكان له دور
المبادأة فى ثورة يوليو 1952 حيث استولى على مبنى رئاسة الجيش واعتقل العديد من
قادة الجيش.
‏دعا‏ ‏يوسف‏ ‏صديق‏ ‏الى عودة‏ ‏الحياة‏ ‏النيابية‏
‏وخاض‏ ‏مناقشات‏ ‏عنيفة‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏الديموقراطية‏ ‏داخل‏ ‏مجلس‏ ‏قيادة‏
‏الثورة‏ وقدم استقالته من مجلس قيادة الثورة عام 1953 إثر اختلافه مع زملائه
بالمجلس وسافر إلى سويسرا وشارك فى المقاومة الشعبية فى العدون الثلاثى عام 1956 . توفى عام 1975 .

الاثنين، 14 أكتوبر 2013

الشيخ محمود علي البنا

محمود علي البنا 
 واحد من قراء القرآن الكريم البارزين وقطب من أقطاب التلاوة ليس في مصر وحدها وإنما علي خريطة العالم العربي والإسلامي.
من مواليد عام 1926 بالمنوفية. حفظ القرآن الكريم، وهو في الحادية عشرة من عمره، ثم التحق بمعهد "المنشاوي الديني" بطنطا، وفد إلي القاهرة عام 1945 في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عام 1948 كان يقرأ القرآن الكريم.
سافر إلي النمسا ليشارك في حفل افتتاح أول مسجد بها، كما سافر إلي العديد من الدول من بينها: (بون – لندن – باريس)، وذلك لزيارة الجمعيات الإسلامية.
تعلم أصول القراءة والقراءات السبع بالمسجد الأحمدي وقام بإنشاء المجمع الإسلامي بقريته. وفي عام 1967 سجل المصحف المرتل بالإذاعة المصرية بقراءة حفص عن عاصم عام1976، وذلك بأسلوب جديد ومتميز وممتع في نفس الوقت. كما سجل القرآن مجودا ومرتلا لدولة الإمارات عام 1985.
أطلقت محافظة الغربية اسمه علي أحد شوارع مدينة طنطا، كما أطلقت محافظة سوهاج اسمه علي إحدى القري الجديدة بالقرب من مدينة جرجا.
نال وسام العلوم والفنون عام 1990 من الرئيس مبارك.
توفي في 20/7/1985

السبت، 12 أكتوبر 2013

نبوية موسى

نبوية موسى
كاتبة ومفكرة وأديبة، وُلدت نبوية موسى محمد بدوية في 17 ديسمبر 1886 بإحدى قرى محافظ الشرقية بمصر، وكان والدها ضابطا بالجيش المصري، توفي قبل ميلاد ابنته.
تلقت نبوية موسى تعليمها في بيتها، ثم التحقت بالمدرسة السنية للبنات بالقاهرة، حيث كانت أسرتها قد انتقلت للإقامة بها، وحصلت على الشهادة الابتدائية سنة 1903، ثم التحقت بقسم المعلمات السنية، وأتمت دراستها في سنة 1906، وعُينت مدرسة بمدرسة عباس الابتدائية للبنات بالقاهرة. ‏
تقدمت نبوية موسى للحصول على شهادة البكالوريا (الثانوية العامة) في أول سابقة من نوعها ونجحت في الامتحان، وحصلت على الشهادة سنة 1907، وكان لهذا النجاح ضجة كبرى، ونالت نبوية موسى بسببه شهرة واسعة. وفي هذه الفترة بدأت نبوية تكتب المقالات الصحفية التي تتناول قضايا تعليمية واجتماعية أدبية، وألفت كتاباً مدرسياً بعنوان "ثمرة الحياة في تعليم الفتاة"، قررته نظارة المعارف للمطالعة العربية في مدارسها. ‏‏‏ ‏ ‏ ‏‏‏‏‏‏
تركت نبوية موسى الخدمة في وزارة المعارف، وتولت نظارة المدرسة المحمدية الابتدائية للبنات بالفيوم 1909، وهي مدرسة أنشأتها مديرية الفيوم، وكانت أول ناظرة مصرية لمدرسة ابتدائية، ونجحت نبوية موسى في نشر تعليم البنات في الفيوم فزاد الإقبال على المدرسة.
انصرفت همة نبوية موسى منذ إنهاء خدمتها بالمعارف سنة 1926 إلى الاهتمام بأمور التعليم في مدارسها الخاصة التي أقامتها في الإسكندرية باسم مدارس "بنات الأشراف"، ثم افتتحت فرعاً آخر لها بالقاهرة، وقد أوقفت مبنى مدرسة بنات الأشراف في الإسكندرية وقفاً خيرياً لوزارة المعارف سنة 1946.
تعتبر الفترة فيما بين 1937 وحتى 1943 هي أزهى فترات نبوية موسى وأكثرها نشاطا وحيوية، فإلى جانب إدارتها للمدارس التي اكتسبت سمعة طيبة قامت بإنشاء مطبعة ومجلة أسبوعية نسائية باسم الفتاة، صدر العدد الأول منها في سنة 1937.
لنبوية موسى تراث في الفكر التربوي، خاصة أنها شاركت في كثير من المؤتمرات التربوية التي عقدت خلال النصف الأول من القرن العشرين لبحث مشكلات التعليم، كما أن لها بعض المؤلفات الدراسية التي قررتها وزارة المعارف. كما كان لها نشاطاً اجتماعياً كبيراً من خلال الجمعيات والمؤتمرات النسائية على المستويين المحلي والعالمي.
توفيت نبوية موسى في سنة 1951

الشيخ محمد متولى الشعراوى

الشيخ محمد متولى الشعراوى
أمام الدعاة 
يُعد أعظم من فسر القرآن الكريم في العصر الحديث، واتفق الكثيرين على كونه إمام هذا العصر حيث لُقب بإمام الدعاة لقدرته على تفسير أي مسألة دينية بمنتهى السهولة والبساطة، علاوة على مجهوداته في مجال الدعوة الإسلامية، وقد كان تركيزه على النقاط الإيمانية في تفسيره ما جعله يقترب من قلوب الناس، وبخاصة وأن أسلوبه يناسب جميع المستويات والثقافات.. فكان أشهر من فسر القرآن في عصرنا.
وُلد فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي في 5 أبريل1911، بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره.
التحق الشيخ الشعراوي بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري في عام 1926، وأظهر نبوغاً منذ الصغر في حفظه للشعر والمأثور من القول والحكم، ثم حصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية عام 1932، ودخل المعهد الثانوي وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وحظي بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيساً لاتحاد الطلبة، ورئيساً لجمعية الأدباء بالزقازيق.
كانت نقطة التحول في حياة إمام الدعاة، عندما أراد له والده إلحاقه بالأزهر الشريف بالقاهرة، فما كان من الشيخ إلا أن اشترط على والده أن يشتري له كميات من أمهات الكتب في التراث واللغة وعلوم القرآن والتفاسير وكتب الحديث النبوي الشريف، كنوع من التعجيز حتى يرضى والده بعودته إلى القرية، غير أن والده فطن إلى تلك الحيلة، واشترى له كل ما طلب قائلاً له: أنا أعلم يا بني أن جميع هذه الكتب ليست مقررة عليك، ولكني آثرت شراءها لتزويدك بها كي تنهل من العلم. فما كان أمام الشيخ إلا أن يطيع والده، ويتحدى رغبته في العودة إلى القرية، فأخذ يغترف من العلم، ويلتهم منه كل ما تقع عليه عيناه.
وفي عام 1937 التحق الشعراوي بكلية اللغة العربية، وانشغل بالحركة الوطنية والحركة الأزهرية، فثورة سنة 1919 اندلعت من الأزهر الشريف، ومن الأزهر خرجت المنشورات التي تعبر عن سخط المصريين ضد الإنجليز المحتلين. ولم يكن معهد الزقازيق بعيداً عن قلعة الأزهر الشامخة في القاهرة، فكان الشيخ يزحف هو وزملائه إلى ساحات الأزهر وأروقته، ويلقى بالخطب مما عرضه للاعتقال أكثر من مرة، وكان وقتها رئيساً لاتحاد الطلبة سنة 1934.
تخرج الشيخ عام 1940، وحصل على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943، وبعد تخرجه عُين في المعهد الديني بطنطا، ثم انتقل بعد ذلك إلى المعهد الديني بالزقازيق ثم المعهد الديني بالإسكندرية وبعد فترة خبرة طويلة انتقل الشيخ الشعراوي إلى العمل في السعودية عام 1950 ليعمل أستاذاً للشريعة بجامعة أم القرى، غير أنه اُضطر أن يدرِّس مادة العقائد رغم تخصصه أصلاً في اللغة وهذا في حد ذاته يشكل صعوبة كبيرة إلا أن الشيخ استطاع أن يثبت تفوقه في تدريس هذه المادة لدرجة كبيرة لاقت استحسان وتقدير الجميع. في نوفمبر 1976 اختار السيد ممدوح سالم رئيس الوزراء آنذاك أعضاء وزارته، وأسند إلى الشيخ الشعراوي وزارة الأوقاف وشئون الأزهر، فظل في الوزارة حتى أكتوبر عام 1978، بعد أن ترك بصمة طيبة على جبين الحياة الاقتصادية في مصر، فهو أول من أصدر قراراً وزارياً بإنشاء أول بنك إسلامي في مصر وهو (بنك فيصل) بالرغم من أن هذا من اختصاصات وزير الاقتصاد أو المالية، الذي فوضه، ووافقه مجلس الشعب على ذلك.
في عام 1987، اُختير فضيلته عضواً بمجمع اللغة العربية (مجمع الخالدين). وقرَّظه زملاؤه بما يليق به من كلمات، وجاء انضمامه بعد حصوله على أغلبية الأصوات (40عضواً).
مُنح الإمام الشعراوي وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى لبلوغه سن التقاعد في 15 أبريل1976، قبل تعيينه وزيراً للأوقاف وشئون الأزهر.
ومنح وسام الجمهورية من الطبقة الأولى مرتان الأولى عام 1983، والثانية عام 1988، وكذلك وسام في يوم الدعاة.
حصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعتي المنصورة والمنوفية.
اختارته رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة عضواً بالهيئة التأسيسية لمؤتمر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية، الذي تنظمه الرابطة، وعهدت إليه بترشيح من يراهم من المحكمين في مختلف التخصصات الشرعية والعلمية، لتقويم الأبحاث الواردة إلى المؤتمر.
جعلته محافظة الدقهلية شخصية المهرجان الثقافي لعام 1989، والذي تعقده كل عام لتكريم أحد أبنائها البارزين، وأعلنت المحافظة عن مسابقة لنيل جوائز تقديرية وتشجيعية، عن حياته وأعماله ودوره في الدعوة الإسلامية محلياً، ودولياً، ورصدت لها جوائز مالية ضخمة.
لإمام الدعاة الشيخ الشعراوي عدد من المؤلفات، قام عدد من محبيه بجمعها وإعدادها للنشر، أشهرها وأعظمها تفسيره للقرآن الكريم، ومن هذه المؤلفات:
الإسراء والمعراج ـ أسرار بسم الله الرحمن الرحيم ـ الإسلام والفكر المعاصر ـ الإسلام والمرأة، عقيدة ومنهج ـ الشورى والتشريع في الإسلام ـ الصلاة وأركان الإسلام ـ الطريق إلى الله ـ الفتاوى ـ لبيك اللهم لبيك ـ 100 سؤال وجواب في الفقه الإسلامي ـ المرأة كما أرادها الله ـ معجزة القرآن ـ من فيض القرآن ـ نظرات في القرآن ـ على مائدة الفكر الإسلامي ـ القضاء والقدر ـ هذا هو الإسلام ـ المنتخب في تفسير القرآن الكريم.
وفي فجر يوم 17يونيو 1998 انتقل الشيخ الإمام محمد متولي الشعراوي إلى جوار ربه بعد رحلة مع المرض.
 

الشيخ محمد محمود الطبلاوى

الشيخ محمد محمود الطبلاوى
ولادته                 :

ولد القارىء الشيخ محمد محمود الطبلاوي نائب نقيب القراء وقارئ مسجد الجامع الأزهر الشريف , يوم 14/11/1934م في قرية ميت عقبة مركز (( إمبابة )) الجيزة أيام كانت ميت عقبة قرية صغيرة قريبة جداً من ضفاف نيل مصر الخالد. كان أهم ما يميز ميت عقبة آنذاك .. انتشار الكتاتيب والاهتمام بتحفيظ القرآن الكريم بصورة لم تعهدها الآن . ذهب به والده الحاج ((محمود)) رحمه الله إلى كتاب القرية ليكون من حفظة كتاب الله عز وجل لأنه ابنه الوحيد . عرف الطفل الموهوب محمد محمود الطبلاوي طريقه إلى الكتاب وهو في سن الرابعة مستغرقاً في حب القرآن وحفظه فأتمه حفظاً وتجويداً في العاشرة من عمره .
كانت بداية شاقة وممتعة في نفس الوقت بالنسبة للفتى المحب لكتاب الله عز وجل والذي لم يرض عنه بديلا .. يقول الشيخ الطبلاوي وهو يسترجع ذكريات لا تنسى مع كتاب الله عز وجل : (( .. وكان والدي يضرع إلى السماء داعياً رب العباد أن يرزقه ولداً ليهبه لحفظ كتابه الكريم وليكون من أهل القرآن ورجال الدين . استجاب الخالق القدير لدعاء عبده الفقير إليه ورزق والدي بمولودة الوحيد ففرح بمولدي فرحة لم تعد لها فرحة في حياته كلها. لا لأنه رزق ولداً فقط وإنما ليشبع رغبته الشديدة في أن يكون له ابن من حفظة القرآن الكريم , لأن والدي كان يوقن أن القرآن هو التاج الذي يفخر كل مخلوق أن يتوج به لأنه تاج العزة والكرامة في الدنيا والآخرة. وهذه النعمة العظيمة التي منّ الله علي بها وقدمها لي والدي على طبق من نور تجعلني أدعو الله ليل نهار أن يجعل هذا العمل الجليل في ميزان حسنات والدي يوم القيامة وأن يجعل القرآن الكريم نوراً يضيء له ويمشي به يوم الحساب لأن الدال على الخير كفاعله ووالدي فعل خيراً عندما أصر وكافح وصبر وقدم لي العون والمساعدة ووفر لي كل شيء حتى أتفرغ لحفظ القرآن الكريم . رحم الله والدي رحمة واسعة إنه على كل شيء قدير .
بعد أن حفظ الفتى الموهوب محمد محمود الطبلاوي القرآن كاملاً بالأحكام ولم يتوان لحظة واحدة في توظيف موهبته التي أنعم الله بها عليه فلم يترك الكتّاب أو ينقطع عنه وإنما ظل يتردد عليه بانتظام والتزام شديد ليراجع القرآن مرة كل شهر. يقول الشيخ الطبلاوي : فبدأت قارئاً صغيراً غير معروف كأي قارئ شق طريقه بالنحت في الصخر وملاطمة أمواج الحياة المتقلبة فقرأت الخميس والأربعين والرواتب والذكرى السنوية وبعض المناسبات البسيطة , كل ذلك في بداية حياتي القرآنية قبل بلوغي الخامسة عشرة من عمري وكنت راضيا بما يقسمه الله لي من أجر والذي لم يزد على ثلاثة جنيهات في السهرة ولما حصلت على خمسة جنيهات تخيلت أنني بلغت المجد ووصلت إلى القمة
  • الموهبة وبداية الشهرة :

لم ينس الشيخ الطبلاوي كل من قدم له نصحاً وإرشاداً وتوجيهاً .. ودائماً يذكر من تسببوا في إثقال موهبته في الحفظ والتجويد بكل خير فيقول (( دائماً أتحين الفرصة التي أخلو فيها مع نفسي وأتذكر بدايتي مع القرآن ونشأتي وأول خطواتي على درب الهدى القرآني وما وصلت إليه الآن فأشعر أنني مدين بالكثير والكثير لكل من هو صاحب فضل عليّ بعد ربي العلي القدير فأدعو لوالدي ولسيدنا رحمهما الله ولزملائي الذي شجعوني واستمعوا إلي وأنا صغير وجعلوني أشعر بأنني قارئ موهوب وأتذكر قول شيخي الذي حفظني القرآن : (( يا محمد أنت موهوب وصوتك جميل جداً وقوي معبر )) .ولأن سيدنا كان خبيراً بالفطرة استطاع أن يميز الأصوات بقوله : محمد الطبلاوي صوته رخيم وفلان صوته أقرع والآخر صوته نحاسي , وكان دائماً يحثني على الاهتمام بصوتي وأولاني رعاية واهتماماً خاصاً على غير ما كان يفعل مع زملائي من حيث التحفيظ بدقة والمراجعة المستمرة.
قرأ الشيخ محمد محمود الطبلاوي القرآن وانفرد بسهرات كثيرة وهو في الثانية عشرة من عمره ودعي لإحياء مآتم لكبار الموظفين والشخصيات البارزة والعائلات المعروفة بجوار مشاهير القراء الإذاعيين قبل أن يبلغ الخامسة عشرة واحتل بينهم مكانة مرموقة فاشتهر في الجيزة والقاهرة والقليوبية, وأصبح القارىء المفضل لكثير من العائلات الكبرى نظراً لقوة أدائه وقدراته العالية وروحه الشابة التي كانت تساعده على القراءة المتواصلة لمدة زمنية تزيد على الساعتين دون كلل ولا يظهر عليه الإرهاق بالإضافة إلى إصرار الناس على مواصلته للقراءة شوقاً للمزيد من الاستماع إليه لما تميز به من أداء فريد فرض موهبته على الساحة بقوة.. ساعده على ذلك حرصه الشديد على صوته وصحته مع المواظبة على مجالسة مشاهير القراء والاستماع إليهم مباشرة وعن طريق الإذاعة أمثال الشيخ رفعت والشيخ علي محمود والشيخ محمد سلامه والشيخ الصيفي والبهتيمي ومصطفى إسماعيل وغيرهم من قراء الرعيل الأول بالإذاعة

  • الالتحاق بالإذاعة  :

يعد الشيخ محمد محمود الطبلاوي أكثر القراء تقدماً للالتحاق بالإذاعة كقارئ بها وقد يحسد على صبره الجميل الذي أثبت قيمة ومبدءاً وثقة في نفس هذا القارىء المتين بكل معاني هذه الكلمة. لم يتسرب اليأس إلى نفسه ولم تنل منه أي سهام وجهت إليه. وإنما تقبل كل شيء بنفس راضية مطمئنة إلى أنّ كل شيء بقدر وأنّ مشيئة الله فوق مشيئة البشر, تقدم تسع مرات للإذاعة ولم يأذن الله له . وفي المرة العاشرة اعتمد قارئاً بالإذاعة بإجماع لجنة اختبار القراء وأشاد المختصون بالموسيقى والنغم والانتقال من مقام موسيقي إلى مقام آخر بإمكاناته العالية , وحصل على تقدير (( الامتياز )) وكانت اللجنة منصفة في ذلك والذي لم يعرف عدد مرات تقدم الشيخ الطبلاوي للإذاعة كان عليه أن يقف مع نفسه وقفة تجبره على السؤال عن سر هذا القارىء الذي ترجم كل شيء وفك رموزاً وشفرات في برهة قصيرة إنه القارىء الوحيد الذي اشتهر في أول ربع ساعة ينطلق فيها صوته عبر الإذاعة من ينكر هذه الشهرة التي عمت أرجاء مصر والأمة العربية والإسلامية بعد انطلاق صوت صاحبها بعشر دقائق فقط .. إنني أسجل هنا حقيقة يعلمها الملايين وهي أن الشيخ الطبلاوي سجل الرقم القياسي من حيث سرعة الشهرة والصيت والانتشار وكأنه أراد أن يتحدث إلى من يهمه الأمر بلغة قرآنية وإمكانات صوتية فرضت على الدنيا اسماً جديداً أراد أن يترجم الصبر إلى فعل وعمل فحقق من الشهرة خلال نصف ساعة مالم يحققه غيره في ثلاثين عاماً لأنه صبر 9 سنوات نصف صبر أيوب الذي صبر 18 عماً فجاءه الشفاء مرة واحدة بعد أن تفجر الماء الشافي تحت قدميه وبمجرد أن وضع قدميه تحقق له من الشفاء ما كان يحتاج إلى عشرات السنين. كانت الفترة ما بين 1975 وحتى 1980 بمثابة غزو مفاجئ من الشيخ الطبلاوي فاحتل المقدمة مع المرحوم الشيخ عبدا لباسط الذي أعطاه الجمهور اللقب مدى حياته .

  • المصحف المرتل :

يقول الشيخ الطبلاوي : (( .. والحمد لله لقد أكرمني المولى جل شأنه بأن مكنني من تسجيل القرآن الكريم كاملاً مرتين .. مجوداً ومرتلاً . وهذا هو الرصيد الذي أعتز به وهو الثروة التي منّ الله عليّ بها في الدنيا والآخرة. أما بالنسبة للمصحف المرتل فهو مسجل بصوتي ويذاع بدول الخليج بناء على رغبة إذاعاتها .. وإذا طلبت إذاعتنا الغالية هذا المصحف فلن أتأخر عن إهدائه لمستمعيها فوراً وبدون مقابل مادي لأن الإذاعة صاحبة فضل على جميع القراء . بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من التلاوات النادرة والحفلات الخارجية التي سجلتها في السبعينيات بالمساجد الكبرى في مصر وفي بعض الدول العربية والإسلامية .

§       السفر والبعثات المتعددة إلى الخارج :

سافر إلى أكثر من ثمانين دولة عربية وإسلامية وأجنبية . بدعوات خاصة تارة ومبعوثاً من قبل وزارة الأوقاف والأزهر الشريف تارات أخرى ممثلاً مصر في العديد من المؤتمرات ومحكماً لكثير من المسابقات الدولية التي تقام بين حفظة القرآن من كل دول العالم
 .
  • تكريم الشيخ الطبلاوي :

حصل على وسام من لبنان في الاحتفال بليلة القدر تقديراً لجهوده في خدمة القرآن الكريم .. ورغم السعادة والفرحة التي لا يستطيع أن يصفها بهذا التقدير إلا أنه يقول : إني حزين لأنني كرمت خارج وطني ولم أكرم في بلدي مصر أم الدنيا ومنارة العلم وقبلة العلماء .