الأربعاء، 15 أبريل 2015

العجوز والعقرب

العجوز والعقرب
جلس عجوز حكيم على ضفة نهر
وراح يتأمل في الجمال المحيط به ويتمتم بكلمات


وفجآة لمح عقرباً وقد وقع في الماء

وأخذ يتخبط محاولاً أن ينقذ نفسه من الغرق ؟
 


قرر الرجل أن ينقذه

مدّ له يده فلسعه العقرب
سحب الرجل يده صارخاً من شدّة الألم
ولكن لم تمض سوى دقيقة واحدة حتى مدّ يده ثانية لينقذه
فلسعه العقرب
سحب يده مرة أخرى صارخاً من شدة الألم
وبعد دقيقة راح يحاول للمرة الثالثة
على مقربة منه كان يجلس رجل آخر ويراقب ما يحدث ؟؟
فصرخ به الرجل : أيها الحكيم
لم تتعظ من المرة الأولى ولا من المرة الثانية
وها أنت تحاول إنقاذه للمرة الثالثة؟
لم يأبه الحكيم لتوبيخ الرجل
وظل يحاول حتى نجح في إنقاذ العقرب
ثم مشى باتجاه ذلك الرجل وربت على كتفه قائلاً
يا بني .. من طبع العقرب أن يلسع ومن طبعي أن أُحب واعطف
فلماذا تريدني أن أسمح لطبعه أن يتغلب على طبعي
الحكمة
عَامِل النَآس بطبعِكْ لآ بأطباعهِمْ
مَهْمَا كَانوا ومهما تعدَّدَّتْ تصرفاتهمْ التيّ تجرحكْ
وتُؤلمكْ في بعضِ الأحيان
ولآ تأبَه لتلك الأصْوَات لتي تعتلي طَالبةً منكَ
أن تَتْركَ صِفَاتَكَ الحسنة لأن الطَّرفَ الآخرُ
لآ يستحقُّ تَصَرُّفَاتَكَ النَّبِيْلة ؟!! 

الأحد، 12 أبريل 2015

صدي الصوت

صدي الصوت
يذكر أن رجلاً نزل هو وولده واديًا، انشغل الرجل بعمله ، وأخذ الولد يلهو بكلمات وأصوات
 الصغير ، فوجئ الولد أن لهذه الأصوات صدًى يعود إليه، فظن أن هناك من يكلمه أو يرد عليه،
فقال: من أنت؟
فعاد الصدى: من أنت؟
قال الولد: أفصح لي عن شخصك؟
فرد عليه: أفصح لي عن شخصك؟
فقال الولد غاضبًا: أنت رجل جبان وتخفي عني، فرجعت إليه العبارة نفسها،
فقال الولد: إن صاحب الصوت يستهزئ به ويسخَر منه، فانفعل وخرج عن طوره، وبدأ يسبّ ويلعن، وكلّما سب أو لعن رجَعت عليه مثلها.
جاء الوالد ووجد ولده منهارًا مضطربًا، فسأله عن السبب، فأخبره الخبر، فقال له: هوّن عليك يا بني،
وأراد أن يعلّمه درسًا عمليًا، فصاح بأعلى صوته: أنت رجل طيّب، فرجع إليه الصوت: أنت رجل طيب،
ثم قال: أحسن الله إليك،
فكان الردّ: أحسن الله إليك،
وكلّما قال كلامًا حسنًا كان الرد بمثله.
سأل الولد والده بدهشة واستغراب: لماذا يتعامل معك بطريقة مؤدّبة ولا يسمعك إلا كلامًا حسنًا؟!
فقال له الأب: يا بني، هذا الصوت الذي سمعته هو صدَى عملك، فلو أحسنتَ المنطِق لأحسن الردّ، ولكنك أسأت فكان الجزاء من جنس العمل
 

عقد اللؤلؤ

عقد اللؤلؤ
                                                                    
قصة حقيقيه عجيبة جدا حدثت لأحد أئمة الحديث !!
.
القاضي محمد بن عبد الباقي الأنصاري البزار، المشهور بقاضي المارستان، المتوفي عام 535 للهجرة، هو أحد أئمة الحديث الحفاظ، وقعت له قصة عجيبة فيها أيما عبرة، فقد حكى أنه كان بمكة في موسم حج، وكان مفلساً لا يملك شيئاً من حطام الدنيا، وقد اشتد به الجوع ذات يومٍ فخرج يبحث عن كسرة خبزٍ أو أي شيءٍ يسد به رمقه، فإذا به يجد صرةً من الحرير الأحمر ملقاة على الأرض، ففتحها فوجد بداخلها عقداً ثميناً من اللؤلؤ، تقدر قيمته بخمسمين ألف دينار، فأخذه وقفل راجعاً، ...فبينا هو في طريقه، إذا برجلٍ ينشد العقد، وينادي في الناس؛ يقول أنه افتقد صرة من حرير، فمن وجدها فله خمسون ديناراً!! فسأله وماذا يوجد بداخل الصرة، قال: بداخلها عقد لؤلؤٍ ثمين، فسأله عن علامة العقد، فلما أخبره بها دفع إليه الصرة على الفور، فأخرج له خمسين ديناراً وناولها له، فأبى أن يأخذها، قائلاً: ما ينبغي لي أن آخذ مقابلاً على لقطةٍ وجدتها وأعدتها لصاحبها، فإني ما أعدت لك هذا العقد طمعاً في الجائزة، بل طمعاً في رضا ربي، فرفض أخذ المال وهو حينها يتضور جوعاً ولا يجد كسرة خبز يابسة يسد بها رمقه، فدعى له ذلك الرجل بخير، ومضى لحال سبيله. مكث هذا القاضي المحدِّث بمكة أياماً ثم قرر أن يركب البحر لعله يصيب شيئاً يتموَّل به، فبينما هم في عرض البحر، إذ هبت عاصفة هوجاء، لم تزل تتلاعب بسفينتهم حتى حطمتها وأغرقتها، فتعلق القاضي بلوحٍ من حطام السفينة، وما زال متشبثاً بذلك اللوح والموج يتقاذفه على مدى أيام حتى ألقى به على الشاطئ، وقد بلغ به الجهد والإعياء مبلغاً عظيماً، فاستجمع قواه وجر نفسه حتى وصل إلى أقرب مسجد فارتمى في داخله، وهو لا يدري شيئاً عن هذه المحلة ولا يعرف أحداً من أهلها. ثم لم يلبث أن دخل ذلك المسجد رجل، فلما رآه سأله عن حاله، فلما قص عليه قصته؛ أتى له بطعامٍ وشرابٍ وثوبٍ يستدفئ به، وقال له إنهم يبحثون عن رجلٍ يستأجرونه ليؤمهم في الصلاة في ذلك المسجد، فلما أخبره أنه يحفظ كتاب الله تعالى، سارعوا باستئجاره إماماً للمسجد، فلما علموا أنه يجيد الكتابة، استأجروه ليعلم لهم أبناءهم، قال فتموَّلت، وأصبحت بخير حال، فجاءوني يوماً وقالوا لي: إن لدينا فتاةً يتيمة نريد أن نزوِّجك بها، وألحُّوا عليَّ في ذلك فوافقت، فلمَّا أدخلوني عليها رأيت على صدرها عقداً من اللؤلؤ، فلم أتمالك نفسي من إمعان النظر في ذلك العقد، وأنا في حالٍ من الذهول والعجب، إذ أنه هو ذات العقد الذي وجدته بمكة، فبينما أنا أحملق في العقد؛ إذا بالفتاة تخرج باكيةً منتحبة، وهي تقول إنه لا يريد أن ينظر إلى وجهي، فهو لا يرفع بصره عن العقد ، فلما صليت بهم صلاة الفجر ذكروا لي ذلك، فأخبرتهم أنني قد وجدت هذا العقد قبل كذا وكذا ملقىً على الأرض في صرة من حرير ببيت الله الحرام، وقد أعدته لصاحبه، فكبَّروا جميعاً، حتى ارتجَّ المسجد بتكبيرهم. ثم أخبروني أن صاحب العقد هو والد هذه اليتيمة، وليس لديه سواها، وقد كان يؤمهم في الصلاة بهذا المسجد، وأنه توفي قبل مدة، ولكنه منذ أن عاد من الحج لم يفتأ يدعو بهذا الدعاء، ونحن نؤمِّن من خلفه: (اللهمَّ إني لن أجد أحداً مثل صاحب العقد؛ اللهم لقني به حتى أزوِّجه وحيدتي)، وها قد استجاب الله تعالى لدعائه فجاء بك وزوَّجك من ابنته، ولو بعد موته!!!! وهذا جزاء الأمانة وعفة النفس!!!
القصة صحيحة مروية في كتب الرقاق والتراجم