غطس DIVING
الغطس – فيما يبدو- قديم قدم السباحة نفسها، فمنذ قرنين على الأقل والناس يغوصون في البحار بحثاً عن اللؤلؤ والإسفنج، ويستعين الغاطس بحثاً عن اللؤلؤ ببكرة ثقيلة تساعده على الغوص، فيستطيع باستخدامها أن يغوص إلى عمق خمسين أو ستين قدماً تحت سطح البحر، ويغوص الباحثون عن الإسفنج أحياناً إلى نفس العمق حاملين معهم سلالهم التي يعبئون فيها الإسفنج.
واليوم نشاهد الذين يمرون بسفنهم على شواطئ البحار الدافئة يلقون قطعاً من النقود المعدنية أحياناً ليروا الصبية من أبناء المنطقة وهم يغوصون وراء هذه النقود ليأخذوها.
ويغطس هؤلاء الصبية بنفس الطريقة المتبعة منذ القدم في شتي شواطئ العالم.
أما هواية الغطس فهي حديثة العهد إذا لم تنتشر إلا منذ مائتي عام، وقد أصبحت هذه الهواية الآن جزءاً كبيراً من الألعاب الأوليمبية، وجزءاً كبيراً من كثير من المسابقات الرياضية، وفي هواية الغطس يقفز الغاطس عادة إلى الماء بحيث ينزل فيه برأسه أولاً، على أن هناك غطسات ينزل فيها الغاطس إلى الماء بقدميه أولاً.
وفي الغطسة الأمامية البسيطة يرفع الغاطس ذراعيه فوق رأسه، ويضم يديه معاً بحيث يتلامس إبهاماه ولا تتلامس راحتاه، وإنما تكون راحتا يديه متجهين إلي الأمام، وتلمس راحتاه الماء أولاً ويساعد ذراعاه علي وقاية رأسه، و الغطسة الحسنة هي التي لا يثير الغاطس بها رذاذ الماء إلا قليلاً.
ولكي يثب الغاطس في الهواء يستخدم في العادة سلماً متحركاً، ولكي يقوم بغطسة أمامية بسيطة يجب أن عليه أن يقفز في الهواء إلى ارتفاع يساوي ثلثي طوله، والوثب إلى أعلي يتيح له فرصة اتخاذ الوضع المناسب للنزول في الماء، ويحتاج الغطس إلى كثير من المران والمهارة.
والغاطس غير المدرب قد يؤذي نفسه إذا سقط في الماء بجسمه كله، أي في وضع أفقي بدلاً من أن يسقط فيه رأسياً بحيث يشق لنفسه طريقاً في الماء بذراعيه ورأسه، وربما ألحق الغاطس المهمل بنفسه ضرراً كبيراً، ويصاب كثير من السباحين كل عام بسبب اغطس في ماء ضحل.