قصة زكريا ويحيي عليهما السلام
زكريا
عليه السلام نبي كريم، بلغ مع زوجه من الكبر عتياً، ولم يرزق بولد، وكان
قد دعا ربه فقال : { قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً ولم أكن
بدعائك رب شقياً (4) وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقراً فهب لي
من لدنك ولياً (5) يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضياً (6) }( سورة
مريم ) . فسأل الله الولد الذي يرثه في النبوة وليست وراثة المال، ولذلك
قال: { ويرث من آل يعقوب} . وآل يعقوب تميزوا بالنبوة وليس بكثرة العرض .
وكان زكريا عليه السلام قد كفل مريم أم عيسى عليهما السلام، فتعجب من
حالها، فكان يرى عندها فاكهة الشتاء في فصل الصيف، وفاكهة الصيف في فصل
الشتاء، فسألها عن ذلك فقال : { إن الله يرزق من يشاء بغير حساب}( سورة آل
عمران ) . فتوجه زكريا عليه السلام بالدعاء إلى ربه فقال : { رب هب لي من
لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء }. فطلب من ربه ذرية طيبة ، وكذلك المسلم
يسأل ربه الذرية وليس ذرية فقط وإنما ذرية طيبة . فاستجاب الله له، ونادته
الملائكة ، قال تعالى : { فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب } وهنا
ملحظ عجيب، وهو أن زكريا عليه السلام مع دعائه ربه وسؤاله الولد، لم ينقطع
عن العبادة والتوجه إلى ربه، فجاءته البشرى وهو في محراب صلاته ، { أن
الله يبشرك بيحيى مصدقاً بكلمة من الله وسيداً وحصوراً ونبياً من الصالحين
}( سورة آل عمران ) . فوصفه الله بأنه سيد، أي : الشريف الكريم، ( وحصوراً)
: أي مترفعاً عن الفواحش والقاذورات . فطلب زكريا من ربه علامة على تحقق
هذه البشارة، وليس هو اعتراضاً أو تكذيباً بخبر الله، وإنما هو من باب
طمأنينة القلب، كما قال إبراهيم عليه السلام { وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف
تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي.. الآية260 }(
سورالبقرة ) . فكانت العلامة أن يمنع زكريا عليه السلام عن الكلام مدة
ثلاثة أيام قال تعالى :{ قال رب اجعل لي ءاية قال ءايتك ألا تكلم الناس
ثلاث ليال سويا(10)فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة
وعشيا(11)} ( سورة مريم ) . فوهب الله لزكريا يحيى ، وآتاه الله الحكم في
الصبا ، { يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبياً } . وكان يحيى باراً
بوالديه قال تعالى : { وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا(13)وبرا بوالديه
ولم يكن جبارا عصيا( 14 ) وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا(15)}
( سورة مريم ).
قال ابن كثير: واختلفت الرواية عن وهب بن منبه، هل مات زكريا عليه السلام موتاً أو قتل قتلاً على روايتين (البداية والنهاية (2/62)) .
وأما يحيى عليه السلام فقد ذُكر في سبب قتله أسبابٌ من أشهرها : أن بعض ملوك ذلك الزمان بدمشق كان يريد أن يتزوج ببعض محارمه، أو من لا يحل له تزويجها، فنهاه يحيى عليه السلام عن ذلك، فبقي في نفسها منه، فلما كان بينها وبين الملك ما يحب منها استوهبت منه دم يحيى فوهبه لها، فبعثت إليه من قتله وجاء برأسه ودمه في طشت إلى عندها فيقال إنها هلكت من فورها وساعتها (البداية والنهاية (2/64)) .
قال ابن كثير: واختلفت الرواية عن وهب بن منبه، هل مات زكريا عليه السلام موتاً أو قتل قتلاً على روايتين (البداية والنهاية (2/62)) .
وأما يحيى عليه السلام فقد ذُكر في سبب قتله أسبابٌ من أشهرها : أن بعض ملوك ذلك الزمان بدمشق كان يريد أن يتزوج ببعض محارمه، أو من لا يحل له تزويجها، فنهاه يحيى عليه السلام عن ذلك، فبقي في نفسها منه، فلما كان بينها وبين الملك ما يحب منها استوهبت منه دم يحيى فوهبه لها، فبعثت إليه من قتله وجاء برأسه ودمه في طشت إلى عندها فيقال إنها هلكت من فورها وساعتها (البداية والنهاية (2/64)) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.