الجمعة، 27 ديسمبر 2013

مصطفى صادق الرافعى

مصطفى صادق الرافعى 
يناير عام 1880 -10 مايو 1937


رائداً للأدب العربي في الثلاثين عاماً الأولى من هذا القرن، وهو من عظماء الكُتاب الذين خلفوا ورائهم روائع من الأدب العربي، وكانت أعماله عاملاً رئيسياً في تطور النثر الحديث وكتابة المقال.
وُلد مصطفى الرافعي في يناير عام 1880، من أبوين لبنانيين هاجروا إلى سوريا ثم إلى مصر في قرية بهتيم بمحافظة القليوبية، وينتهي نسبه إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب. أتم حفظ القرآن الكريم بمساعدة والده قبل بلوغه العاشرة من عمره، انتسب إلى مدرسة دمنهور الابتدائية، ثم انتقل إلى مدرسة المنصورة الأميرية، التي حصل منها على الشهادة الابتدائية وعمره آنذاك سبع عشرة سنة.
أصابه مرض لم يتركه حتى أضعف سمعه وفي سن الثلاثين أضحى أصماً تماماً، وهو ما اضطره إلى ترك التعليم الرسمي، مستعيضاً عنه بمكتبة أبيه الزاخرة بنفائس الكتب، إذ عكف عليها حتى استوعبها وأحاط بما فيها، وبفضل قوة عزيمته وثقافته الذاتية استطاع الرافعي أن يُعد من كتاب الأدب والمفكرين. عمل في عام 1899 ككاتب محكمة في محكمة طخا، ثم انتقل إلى محكمة طنطا الشرعية، ثم إلى المحكمة الأهلية، وبقي فيها حتى لقي وجه ربه الكريم.
ونظراً لموهبته الرفيعة فقد كتب الرافعي الشعر منذ سن مراهقته، فتبع الاتجاه المحافظ الذي قاده الشاعر العظيم البارودي، حيث أصدر ديوانه الأول عام 1903 قبل بلوغه العشرين من عمره، والذي كان له صدى عظيماً بين كبار شعراء مصر، وأُعجب بشعره البارودي وحافظ إبراهيم.
ظهرت موهبة الرافعي في ثلاث اتجاهات رئيسية:
النثر الشعري: وكتب فيه أعمالاً رائعة مثل "حديث القمر" و "أوراق وزهرة" و "السحابة الحمراء" و "الفقير" وفى هذه الأعمال ظهرت رغبته في استعمال الشعر المقفى والشعر الحر.
الدراسات الأدبية: وكان أهم كتاب له في هذا الاتجاه هو "تاريخ اللغة العربية" ومهد هذا الكتاب غير المسبوق الطريق أمام الرافعي ليعلو درجات المجتمع الأدبي.
المقال: كانت عبقرية الرافعي واضحة في مجال كتابة المقال وفى سنواته الأخيرة كرس حياته لكتابة المقال فكتب كثير من المقالات القيمة والتي تم جمعها في كتابه المشهور "وحى القلم".
في عام 1912 رحل إلى لبنان، حيث ألف كتابه حديث القمر، وصف فيه مشاعر الشباب وعواطفهم وخواطر العشاق في أسلوب رمزي على ضرب من النثر الشعري البارع. وبعد وقوع الحرب العالمية الأولى، نظر الرافعي حوله فرأى بؤساً متعدد الألوان، مختلف الصور والأشكال، فانعكس ذلك كله في كتابه كتاب المساكين، وفي عام 1924 أخرج كتاب رسائل الأحزان، عن خواطر في الحب، ثم أتبعه بكتاب السحاب الأحمر والذي تحدث فيه عن فلسفة البُغض وطيش الحب، تلي ذلك كتابه "أوراق الورد".. أسمعنا فيه حنين العاشق المهجور، ومنية المتمني وذكريات السالي، وفن الأديب وشعر الشاعر.
وجد الرافعي دعوة التجديد قناعاً للنيل من اللغة العربية، يقصد منه الطعن في القرآن الكريم والتشكيك في إعجازه، لذا ما أنفتأ يقاوم هذه الدعوة، جهاداً تحت راية القرآن، فجمع في كتابه "تحت راية القرآن" كل ما كتب عن المعارك التي دارت بين القديم وكل ما هو جديد، ما جعله أفضل الكتب العربية في النقد ومكافحة الرأي بالرأي، ما جعله أعلى كتبه مكانة بعد رائعته "وحي القلم".
في عام 1934 بدأ الرافعي يكتب كل أسبوع مقالة أو قصة، ليتم نشرها أسبوعياً في مجلة الرسالة، والتي أجمع الأدباء والنقاد على أن ما نشرته الرسالة لهو أبدع ما كتب في الأدب العربي الحديث والقديم، جمع أكثرها في كتاب وحي القلم.
توفى رائد الأدب العربي مصطفى صادق الرافعي في 10 مايو 1937، حيث دُفن إلى جوار أبويه في مقبرة العائلة في طنطا، عن عمر يناهز 57 عاماً.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.