السبت، 1 فبراير 2014

قصة وعبرة

الزوجة الصالحة
يحكى أن زوجاً عاد من عمله فوجد أطفاله الثلاثة يلعبون أمام البيت
في الطين بملابس النوم التي لم يبدلوها منذ الصباح

وفي الحديقة الخلفية تبعثرت صناديق الطعام وأوراق التغليف على الأرض
وكان الباب الأمامي للبيت مفتوحاً , أما داخل البيت فقد كان يعج بالفوضى ... فقد وجد المصباح مكسوراً والسجادة الصغيرة مكومة إلى الحائط وصوت التلفاز مرتفعاً وكانت اللعّب مبعثرة والملابس متناثرة في أرجاء غرفة المعيشة

وفي المطبخ كان الحوض ممتلئا عن آخره بِالأطباق وطعام الأفطار ما يزال على المائدة و كان باب الثلاجه مفتوحاً على مصراعيه

صعد الرجل السلم مسرعاً وتخطى اللعب و أكوام الملابس باحثاً عن زوجته

كان القلق يعتريه خشية أن يكون أصابها مكروه فُوجئ في طريقه ببقعة مياه أمام باب الحمام فألقى نظرة في الداخل ليجد المناشف مبلله والصابون تكسوه الرغاوي وتبعثرت مناديل الحمام على الأرض بينما كانت المرآة ملطخه بمعجون الأسنان

اندفع الرجل إلى غرفة النوم ,, فوجد زوجته مستلقية على سريرها تقرأ روايه

نظرت إليه الزوجة وسألته بابتسامه عذبه عن يومه

فنظر إليها في دهشة وسألها :ما الذي حدث اليوم ؟

ابتسمت الزوجة مرة أخُرى وقالت .. كل يوم عندما تعود من العمل تسألني بأستنكار !

ما الشيء المهم الذي تفعلينه طوال اليوم,, أليس كذلك يا عزيزي ؟؟

فقال : بلى

فقالت الزوجَه: حسنا أنا لم أفعل اليوم ما أفعله كل يوم !!

العبرة

* الكثيرون حولنا من أهل و أصدقاء يقومون بأعمال لا حصر لها .. قد لا نحس بها و لكن لا غنى لنا عنها ... ان لم نشكرهم فلا داعى لأن نقلل من شان ما يقومون به

فقد روى الإمام أحمد والبخاري في الأدب المفرد و أبو داود وابن حبان والطيالسي عن أبي هريرة مرفوعا: لا يشكر الله من لا يشكر الناس. وهو حديث صحيح صححه الألباني .

ورواه أحمد أيضا من حديث الأشعث بن قيس مرفوعا بمثله، إلا أنه منقطع.
قال الخطابي رحمه الله : هذا يتأول على وجهين:

أحدهما: أن من كان طبعه وعادته كفران نعمة الناس وترك الشكر لمعروفهم كان من عادته كفران نعمة الله تعالى وترك الشكر له.

والوجه الآخر: أن الله سبحانه لا يقبل شكر العبد على إحسانه إليه إذا كان العبد لا يشكر إحسان الناس ويكفر معروفهم. اهـ

وهذا الحديث فيه ذم لمن لم يشكر الناس على إحسانهم، وفيه أيضا الحث على شكر الناس على إحسانهم.

وشكر الناس على إحسانهم يكون بالثناء عليهم، وبالكلمة الطيبة وبالدعاء لهم.

فقد روى الترمذي والنسائي وابن حبان عن أسامة بن زيد مرفوعا: من صُنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيراً، فقد بالغ في الثناء. والحديث قال عنه الترمذي حديث حسن جيد غريب وصححه الألباني ، ويكون أيضا بالمكافأة.

فقد قال صلى الله عليه وسلم: من صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه. رواه أحمد والحاكم وغيرهما عن ابن عمر رضي الله عنهما ، وقال الأرنؤوط إسناده صحيح .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.