إنزع سوء الظن وإزرع حسن الظن
حسن الظن خلق حسن يجب أن يتحلي به العبد مع الخالق ومع الخلقحسن الظن مع الله سبحانه وتعالي :
- · ورد في الحديث القدسي (أنا عند ظن عبدي بي )
------------------------------------------------------------------
المعاصي وحسن الظن بالله حسن الظن بالله هو حسن العمل نفسه فإن العبد إنما يحمله علي حسن الظن بالله هو حسن العمل نفسه فإن العبد أنما يحمله علي حسن العمل حسن ظنه بربه أن يجازيه علي أعماله ويثيبه عليها ويتقبلها منه فكلما حسن ظنه بربه حسن عمله , لكن كثيراَ من خلق الله تعالي قد تعلق بنصوص الرجاء وأتكل عليها فتري الواحد منهم إذا عوتب علي وقوعه في الخطأ أو الزلل سرد لك ما
يحفظ من أدلة في مغفرة الله ورحمه وعفوه وجوده وكرمه وأن رحمته سبقت غضبه وكأن حال لسانه :
وكثر ما أستطعت من الخطايا إذا كان القدوم علي كريم
- · **********************************************
} لا ريب أن أن حسن الظن بالله ان يكون مع الإحسان فإن المحسن حسن الظن بربه , أنه يجازيه علي إحسانه ولا يخلف وعده ويقبل توبته , وأما المسيئ المصر علي الكبائر والظلم والمخالفات فإن وحشة المعاصي والظلم والحرام تمنعه من حسن الظن بربه وبالجملة فحسن الظن أنما يكون مع أنعقاد أسباب النجاة , وأما مع انعقاد أسباب الهلاك فلا يتأتي إحسان الظن .
*************************************************
سوء الظن بالله تعالي : - لقد ذم الله تعالي من أساء الظن به فأخبر عن المشركين أنهم يظنون به ظن السوء , قال تعالي :
( ويعذب المنافقين والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيراَ ) الفتح
- · ووصف المنافقين بأنهم يظنون به غير الحق فقال تعالي : -
أل عمران
قال الآلوسي رحمه الله : أي ظن الأمر الفاسد المذموم وهو أن الله عزوجل لاينصر رسوله صلي الله عليه وسلم
, وهذا الظن مما لايليق بالله تعالي وحكمته ووعده الصادق فمن ظن أن الله يديل الباطل علي الحق إدالة مستمرة يضمحل معها الحق أو أن أنكر أن يكون ما جري بقضائه وقدره أو أن يكون قدره لحمكة بالغة يستحق عليها الحمد فذلك ظن الذين كفروا .
****************************************************************
حسن الظن وسوء الظن مع الناس : - يغلب علي البعض من الناس خلق ذميم ربما ظنوه نوعاَ من الفطنة وضرباَ من النباهة وإنما هو غاية الشؤم
بل قد يصل به الحال إلي أن يعيب علي من لم يتصف بخلقه ويعده من السذاجة , وما علم المسكين
إن إحسان الظن بالآخرين مما دعا إليه ديننا الحنيف , فالشخص السئ يظن بالناس ويبحث عن عيوبهم , ويراهم من حيث ماتخرج به نفسه أما المؤمن الصالح فأنه ينظر بعين صالحة ونفس طيبة للناس ويبحث لهم عن الإعذار ويظن بهم الخير .
( ومالهم به من علم إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني عن الحق شيئا ) ( النجم 28 )
, وعليه لا يجوز لإنسان أن يسئ الظن بالأخرين لمجرد التهمة أو التحليل لموقففإن هذا عين الكذب .
( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ) " أخرجه البخاري ومسلم والترمذي "
- · ونهي الرب جلا وعلا عباده المؤمنون من إساءة الظن بإخوانهم
------------------------------------------------------------------------
روي
الترمذي عن سفيان ( الظن الذي يأثم به ما تكلم به فإن لم يتكلم لم يأثم )
وذكر أبن الجوزي قال سفيان هذا عن المفسرين ثم قال وذهب بعضهم إلي أنه
يأثم بنفس الظن ولو لم ينطق به .وحكي القرطبي عن أكثر العلماء أن الظن القبيح بمن ظاهره القبيح لا يجوز وأنه لا حرج في الظن القبيح
بمن ظاهره القبيح أو بمن إعتاد فعل السوء فيما مضي
( بل سولت لكم أنفسكم أمراَ ) " يوسف 83 "
مع أنهم كانوا محقين في دعواهم لكنه أساء الظن بهم لأنهم فعلوا ما يدعو لذلك في الماضي .
وحسن الظن راحة للفؤاد وطمأنينة للنفس وهكذا وكان دأب السلف رضي الله عنهم
قال عمربن الخطاب رضي الله عنه : -
" لاتظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شراَ وأنت تجد لها في الخير محملاَ "
وقال أبن سيرين رحمه الله :-
" إذا بلغك عن أخيك شئ فالتمس له عذراَ فأن لم تجد فقل لعل له عذراَ لا أعرفه "
,,, فهكذا تكون الأخوة الحقيقية إحسان الظن بالاخوان حتي فيما يظهر أنه لا يحتمل وجهاَ من أوجه الخير
- · كان سعد بن جبير يدعو ربه فيقول :-
وعن عبدالله بن عبيد بن عمير عن أبيه قال قال موسي عليه السلام :-
" يارب يقولون بإله يعقوب فبم قالواذلك ؟ أن يعقوب كلما زدته بلاء زادني حسن ظن " تفسير أبن كثير
********
وعن الفضيل بن عياض عن سليمان عن خيثمج قال قال عبد الله :- والذي لاإله غيره ما أعطي عبد مؤمن شيئاَ خيراضمن حسن الظن بالله تعالي .
**********************************************************
إن إحسان الظن بالناس يحتاج إلي كثير من مجاهدة النفس لحملها علي ذلك خاصة وأن الشيطان يجري من ابن آدم مجري الدم ولا يكاد يفتر عن التفريق بين المؤمنين والتحرش بينهم وأعظم أسباب قطع الطريق
علي الشيطان هو إحسان الظن بالمسلمين .
------
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :- ( حسن الظن من حسن العبادة )
رواه الحاكم وأبو داوود وأحمد في مسنده
****************************************************************
" اللهم أني أسألك صدق التوكل عليك وحسن الظن بك "0 رزقنا الله قلوباَ سليمة وأعاننا علي إحسان الظن بأخواننا .
والحمد لله رب العالمين ....