جنوب السودان
قارة أفريقياجنوب السودان، هي منطقة حكم ذاتي في جنوب السودان لديها حكومتها وقواتها العسكرية، وتعتبر مدينة جوبا عاصمتها وأكبر مدنها، ومن أكبر مدنه هي واو وملكال ورومبيك وأويل وياي، ويعد هذا الإقليم من النقط الساخنة في العالم لما يوجد من خلافات بشأنه. تجدو الإشارة إلى أن هذا الجزء قد إنفصل عن باقي السودان في استفتاء شعبي أعلن عن نتائجه النهائية في فبراير 2011، وسيتم الإعلان عن استقلال كامل للدولة في شهر يوليو من نفس العام .
• التاريخ السياسي :
يعد التاريخ السياسي لإقليم جنوب السودان من الملفات المهمة لفهم طبيعة السودان الخاصة، حيث تضافرت مجموعة من العوامل علي تقسيم السودان معنويًا قبل أن تصبح حدوديًا، ومؤججة لكثير من الصراعات حيث انه في باديء الأمر قامت السياسات الاستعمارية علي اظهار الاختلافات الإثنية واللغوية والعرقية والدينية، وفرقت المملكة المتحدة في التعامل مع الجنوب والشمال في قضايا أهمها التعليم، فبدأت تظهر الاختلافات الثقافية وساد اعتقاد لدي الاوساط المسيحية في الجنوب أن الشماليين هم تجار رقيق. وبعد جلاء القوات بريطانيا وانفصال السودان عن مصر طالب الجنوبيون أن يكون لهم نظام خاص لهم داخل الدولة السودانية الموحدة، وهو الأخذ بنظام الفدرالية، ولكن الحكومة رفضت الاقتراح معللة إنه يؤدي الي انفصال الجنوب كا تطور طبيعي. وفي أغسطس 1955 تمرد بعض أعضاء الفرقة الجنوبية من الجيش السوداني بإيعاز من المملكة المتحدة ضد الشمال، حيث كانت هناك شكوك لدي الجنوبيين على سياسات وزارة إسماعيل الأزهري التي تشكلت في يناير من نفس العام. وفي عام 1958 وبعد تولي إبراهيم عبود للسلطة قامت الحكومة العسكرية باتباع سياسة التذويب بالقوة مع الجنوبيين، وأدي ذلك إلى مطالبة الأحزاب الجنوبية وعلي راسهم "حزب سانو" باستقلال الجنوب، كما تم تشكيل حركة أنانيا التي بدأت عملياتها العسكرية في عام 1963، وبعد الشد والجذب تم بحث تسوية سلمية للصراع، حيث عقد مؤتمر المائدة المستديرة عام 1965. وفي عام 1972 تم توقيع اتفاقية أديس أبابا والتي أعطت للإقليم الحكم الذاتي في إطار السودان الموحد، إلا إنه في يوليو وسبتمبر من عام 1983 أصدر الرئيس جعفر نميري عدة قرارات أطاحت بالاتفاق منها تقسيم الإقليم إلى ثلاثة أقاليم ونقل الكتيبة (105) وبعض الجنود إلى الشمال وإتهام قائدها كاربينو كوانين بإِختلاس أموال، كما تم إرسل قوات لإخضاعها فأدي ذلك إلى هروبها إلى الادغال الاستوائية لتصبح فيما بعد نواة لجيش الرب، فكلفت الحكومة العقيد جون قرنق بتأديب الكتيبة، إلا إنه أعلن انضمامه إلى المتمردين مؤسسًا الحركة الشعبية لتحرير السودان ولها جناح عسكري عبارة عن جيش، وأعلن إن هدف الحركة هو "تأسيس سودان علماني جديد" قائم على المساواة والعدل الاقتصادي والاجتماعي داخل سودان موحد، وقام برفع شعارات يسارية فحصل علي دعم من إثيوبيا وكينيا خصوصًا الرئيس الإثيوبي منغستو هيلا ميريام.
وبعد الإطاحة بنظام جعفر نميري عبر انتفاضة شعبية عام 1985 كان هناك أمل في التوصل إلى اتفاق مع الحركة، ولكنه فشل بعد اجتماع رئيس الوزراء الجديد الصادق المهدي مع قرنق بعام 1986. وفي نوفمبر من عام 1988 تم إبرام اتفاق بين قرنق ومحمد عثمان الميرغني في أديس أبابا والذي نص على تجميد قرارت سبتمبر 1983، ولكن هذا الاتفاق لم يأخذ طريقه إلى التنفيذ بعد انقلاب يونيو 1989 بقيادة عمر البشير والتي تبنت شعار "الجهاد الإسلامي" ضد القوى الجنوبية مستعينة بتسليح مليشيات تدعى قوات الدفاع الشعبي، وحققت الحكومة عددة انتصارات عسكرية.
وفي أغسطس 1991 وبعد سقوط نظام منغستو في إثيوبيا وانشقاق الحركة الشعبية، حاولت الحكومة الاستفادة من هذا الانشقاق فأجرت الاتصال منفردة مع لام أكول بوثيقة عرفت باسم "وثيقة فرانكفورت" والتي وقعت في يناير من عام 1992، إلا أن الحكومة السودانية أنكرتها بعد ذلك. وفي مايو 1992 وتحت رعاية الرئيس النيجيري إبراهيم بابنجيدا أجريت الجولة الأولى للمفاوضات في أبوجا، ثم الجولة الثانية في مايو من عام 1993، ولكن لم تسفر هذه المفاوضات عن شيء. وتضاعفت الجهود الدولية من خلال "منظمة الإيغاد" إلى أن تم توقيع اتفاق اطاري يسمي "بروتوكول ماشاكوس" وذلك في يوليو من عام 2005 والذي أعطى للجنوب حكم ذاتي لفترة انتقالية مدتها 6 سنوات، وحق تقرير المصير وفرصة للجنوبيين لتفكير في الانفصال، كذلك أعطى الفرصة في بناء مؤسسات الحكم الانتقالية كنوع من الضمانات. وفي 9 يناير 2005 وقعت الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان اتفاقية السلام الشامل في نيفاشا، والذي نصت بنوده على:
• حق تقرير المصير للجنوب عام 2011.
• اجراء انتخابات عامة علي كافة المستويات في مدة لا تتجاوز عام 2009.
• تقاسم السلطة بين الشمال والجنوب.
• تقاسم الثروة.
• إدارة المناطق المهمشة بين الشمال والجنوب.
• الترتيبات الأمنية.
• التقسيم الإدارى :
يضم إقليم الجنوب على عشر ولايات، وحدوده من الجنوب الشرقي إثيوبيا وكينيا وأوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، ومن الغرب جمهورية أفريقيا الوسطى. ومن الشمال باقى ولايات السودان.
• الخصائص :
تبلغ مساحة جنوب السودان أكثر من 600.000 كم مربع تقريبًا.
• الديانات :
يتكون سكان جنوب السودان من أتباع الديانات الأفريقية التقليدية والوثنيون والمسيحيون بالإضافة إلى المسلمون. ويشكل المسيحيين نحو 70% إلى 85% من السكان.[6] ومعظم المسيحيون هم كاثوليك وأنجليكانيون، على الرغم من نشاط الطوائف الأخرى أيضًا. وتقدر نسبة المسلمين بحوالي 12% من السكان.
• المجموعات العرقية :
يضم جنوب السودان عدد من القبائل الأفريقية النيلية مثل الدينكا والنوير والشيرلوك والشلك وباري والأشولي والجور، وبعضها الآخر قبائل نيلية حامية مثل الباريا واللاتوكا والمورلي وبعضها الآخر سودانية بانتوية مثل الزاندى والفرتيت. ويقدر سكان جنوب السودان بما يقارب 7 ملايين نسمة ولا يوجد تعداد دقيق للجماعات العرقية. إلا إنه يعتقد أن أكبر جماعة عرقية هي الدينكا تليها النوير، الشلك.
• اللغة :
توجد في جنوب السودان مجموعات قبلية ولغات أكثر من الشمال. لغة التعليم والحكومة والأعمال هي الإنجليزية، وهي اللغة الرسمية لجنوب السودان منذ عام 1928، واعترف بها كلغة أساسية لجنوب السودان في أواخر ثمانينات القرن العشرين. واللغة العربية المتميزة في جنوب السودان والتي تعرف باسم عربية جوبا تكونت في القرن التاسع عشر بين أحفاد العساكر السودانيين وهي منحدرة من لغة قبيلة باري التي تستخدم على نطاق واسع.
كما توجد ثلاث لغات أفريقية يتم استخدامها بشكل كبير وهم طوك جينق والتي ينطق بها حوالي 30000، وطوك ناس والتي ينطق بها حوالي1400000، وطوك شلو والتي ينطق بها حوالي 1000000. لغة النوير تستعمل في ولاية الوحدة وولاية جونقلي ولغة شلوك تستعمل في ولاية أعالي النيل.
• الاتفاق الجنوبي – الجنوبي :
بعد موت جون قرنق اتحد جيش تحرير الشعب السوداني وقوات دفاع جنوب السودان في يناير من عام 2006 في ما عرف باسم إعلان جوبا، وتم انتخاب الجنرال ماتيب نائب للقائد وتضاعفت عدد القوات المسلحة من 30.000 إلى 130.000 جندي.
• الاقتصاد :
يمتاز جنوب السودان بأنه منطقة غنية بالموارد الطبيعية، ويعتبر البترول من أهم الصادرات حيث تتركز فيه ما نسبته 85% من احتياطي السودان. وتتركز الثروة البترولية والمعادن في النوير ومدن النيل من الشمال التي توجد فيها تجمعات من النويريين.
• الاستفتاء :
في 9 يناير 2011 يخوض الجنوبيون استفتاء لتقرير المصير حسب ما نصت عليه اتفاقية السلام الشامل والذي سيؤدي حسب مراقبون دوليون إلى استقلال جنوب السودان. ويتهم حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال الحركة الشعبية لتحرير السودان بتشجيع الجنوبين على الانفصال، بينما تتهم الحركة الشعبية المؤتمر الوطني بالفشل في تطبيق اتفاقية السلام. ويتخوف مراقبين دوليين من تجدد الصراع بين الشمال والجنوب بعد إجراء الاستفتاء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.