مقدمة
كثيرا ما ننظر إلى قوة الاحتكاك على أنها قوة مبددة ، ومعيقة لحركة
الأجسام ،وعندما نحسب الشغل المبذول ضد الاحتكاك نعتبره شغلا ضائعا ونحاول في
الكثير من التصاميم الميكانيكية تقليل قوى الاحتكاك إلى أقل قدر ممكن بغية تحقيق
أداء أفضل للآلات والماكينات ولكن.. هل الاحتكاك ضار إلى هذا الحد؟ وما الذي سيحدث
لو أن الاحتكاك في لحظة ما قد اختفى من العالم، أي أصبح صفرا؟
إذا اختفى الاحتكاك فلا بد إن السيارات و القطارات و جميع وسائل المواصلات لن
تستطيع أن تتحرك لأنها تتحرك بواسطة الاحتكاك بين الأرض و العجلات. و حتى لو تحركت
فإنها لن تستطيع أن تتوقف، لأن الفرامل تعتمد أساسا على الاحتكاك.كما لن يستطيع
الناس السير أو حتى الوقوف وقفة سليمة، و كأنهم واقفون على أرضية جليدية. و لن
يستطيعوا أن يمسكوا بأي شيء لأنه سينزلق من أيديهم. كما ستتفتت الجبال و لن يبقى
عليها أي غطاء من التربة .و لن تبقى أي بناية سليمة بل ستتهدم. و ستفك الحبال
المربوطة. كل هذا بسبب الانزلاق و انعدام الاحتكاك. باختصار، الحياة مستحيلة بدون
احتكاك.
فوائد
الاحتكاك
فللاحتكاك فوائد مهمة؛ فهو يجعل عجلات السيارة تتحرك على الرصيف، و يجعل عجلات
القاطرة تمسك بقضبان السكك الحديدية. وهو يسمح للسير الناقل بأن يدير البكرة دون
انزلاق.
وأنت لا تستطيع السير دون الاحتكاك لتمنع حذاءك
من التزحلق على الرصيف. ولهذا فمن الصعب السير على الجليد؛ حيث إن السطح الأملس
يسبب احتكاكاً أقل من الرصيف،
وبذلك يسمح للحذاء بالانزلاق. و يثبت التربة على
سطح الجبال و يثبت البنايات و يجعلها قائمة.
و يجعل الحبال المربوطة تبقى ثابتة. بالإضافة
إلى العشرات إن لم يكن المئات من الفوائد الأخرى.
كثيرا ما ننظر إلى
قوة الاحتكاكعلى أنها قوة مبددة،
ومعيقة لحركة الأجسام ،وعندما نحسب الشغل المبذول ضد
الاحتكاكنعتبره شغلا ضائعا ونحاول في
الكثير من التصاميم الميكانيكية تقليل قوى الاحتكاكإلى أقل قدر ممكن بغية تحقيق أداء أفضل للآلات والماكينات
ولكن.. هل
الاحتكاك ضارإلى هذا الحد؟ وما الذي سيحدث
لو أن الاحتكاك في لحظة ما قد اختفى من العالم، أيأصبح صفرا؟
إذا اختفى الاحتكاك فلا بد إن السياراتوالقطارات وجميع وسائل المواصلات لن تستطيع أن تتحرك
لأنها تتحرك بواسطة الاحتكاكبين الأرض والعجلات.
وحتى لو
تحركت فإنها لن تستطيع أن تتوقف، لأن الفرامل تعتمدأساسا على الاحتكاك.كما لن يستطيع الناس السير أو حتى الوقوف
وقفة سليمة،
وكأنهمواقفون على أرضية
جليدية. ولن يستطيعوا أن يمسكوا بأي شيء لأنه سينزلق من أيديهم. كما ستتفتت الجبال ولن يبقى عليها أي غطاء من التربة.و لن
تبقى أي بناية سليمة بلستتهدم.
وستفك الحبال المربوطة. كل هذا بسبب الانزلاق
وانعدام الاحتكاك. باختصار،الحياة مستحيلة بدون
احتكاك.
فللاحتكاك فوائد مهمة؛فهو يجعل عجلات السيارة تتحرك على الرصيف، ويجعل عجلات
القاطرة تمسك بقضبان السككالحديدية.
وهو يسمح للسير الناقل بأن يدير البكرة دون انزلاق.
وأنت لا تستطيع السيردون الاحتكاك لتمنع
حذاءك من التزحلق على الرصيف.
ولهذا فمن
الصعب السير علىالجليد؛ حيث أن
السطح الأملس يسبب احتكاكاً أقل من الرصيف، وبذلك يسمح للحذاءبالانزلاق.
ويثبت التربة على سطح الجبال ويثبت البنايات ويجعلها
قائمة. ويجعلالحبال المربوطة تبقى ثابتة.
بالإضافة إلى العشرات إن لم يكن المئات من الفوائدالأخرى. مساوئ
الاحتكاك
على الرغم
من أهمية الاحتكاك و استحالة الحياة بدونه كما رأينا، إلا إن له مساوئ عديدة قد
تؤدي إلى أضرار كبيرة على المدى البعيد. الشغل المبذول بواسطة الاحتكاك يتم تحويله
إلى تشوه و حرارة.
ففي الآلات، يجعل الاحتكاك جزءا كبيرا من الطاقة
المبذولة يذهب سدى. ويحولها إلى حرارة تتطلب المزيد من التبريد. و أحيانا يؤدي
الاحتكاك إلى ذوبان بعض الأجسام كما يؤدي إلى التشوه، و التشوه في الأجسام صفة
متلازمة مع الاحتكاك. مع انه قد يكون مفيدا في بعض الحالات (مثل صقل الأجسام).
إلا انه عادة يكون مشكلة، لأن الأجسام تبلى و
تفقد قدرتها على التحمل،
و قد
تتعطل بعض الآلات. و على المدى الطويل يمكن أن تؤثر على خصائص السطوح و قد تؤثر
على معامل الاحتكاك نفسه،
و تستطيع أن ترى هذا بنفسك في إطارات السيارات
القديمة، حيث يكون سطحها أملس تماما. هذه هي مساوئ الاحتكاك في الحياة العملية.
و قد كان و ما زال للاحتكاك اثر سلبي في تطور
العلم، فقد تأخر استنتاج قوانين الحركة لسنوات عديدة بسبب الاحتكاك.
و لأن
الحرارة والحركة المتولدة عن الاحتكاك تتبدد بسرعة، فقد استنتج العديد من الفلاسفة
القدماء (و منهم أرسطو) إن الأجسام المتحركة تفقد من طاقتها بدون وجود قوة معاكسة
لها.
و هذه النظرية الخاطئة لم تكن لتصاغ لولا
الاحتكاك.
طرق تقليل الاحتكاك: الآجهـزه : مثل العجلات أوالأنابيب الدوارة المستخدمة في المطارات لنقل الحقائب من مكان
إلى آخر. والتي تحولالاحتكاك الإنزلاقي
إلى احتكاك دحروجي. والذي يقلل من الاحتكاك.
التقنيـآتــ : إحدى التقنيات التييستعملها مهندسو القطارات هي جعل الروابط بين مقطورات القطار
رخوة. وهكذا يستطيعالقطار أن يسحب كل
مقطورة على حدة بدلا من سحبها جميعا. وهذا يقلل الاحتكاكالكليويجعله موزعا على
الزمن.
المزلقات أوسوائل التزليق:
من أهم الوسائل المستخدمة لتقليلالاحتكاك هي استخدام المزلقات، مثل الزيوت والشحوم.
فالزيت يقلل الاحتكاك. فمعاملالاحتكاك لحديد
متدحْرج على خشب مزيت على سبيل المثال يصبح أقل كثيرا من 0,018، لأننوع السطح ليس له أثر تقريباً عندما يكون مغطى
بالزيت أو بسوائل أخرى، وحينئذ يعتمدالاحتكاك على لزوجة
السائل والسرعة النسبية بين الأسطح المتحركة. مع ان معظمالمزلقات تكون سائلة، إلا أن بعضها صلب مثل التلك والجرافيت.
والمزلقات السائلة تكون ذات " لزوجة"
قليلة توضع بين سطحين لتقليلمعامل الاحتكاك
بدرجة كبيرة. والسوائل اللطيفة أقل لزوجة من السوائل الغليظة، وأسرعتدفقًا. فاللزوجة خصيصة من خصائص الموائع تجعلها
تقاوم التدفق. وهي تحدث نتيجةللاحتكاك الداخلي
لجزيئات السائل التي يتحرك بعضها قبالة بعض. فالمائع ذو اللزوجةالمنخفضة (صابون مثلا)، يتدفق بسرعة أكبر من المائع
ذي اللزوجة العالية (صمغمثلا)
ولجميع الموائع، بما في ذلك السوائل،والغازات، درجة معينة من اللزوجة. وبعض المواد التي
تبدو صلبة، مواد ذات لزوجةعالية وتتدفق ببطء
شديد ومثال ذلك القار. ودرجة اللزوجة مهمة جداً في العديد منالاستعمالات. فعلى سبيل المثال، تحدد لزوجة زيت المحرك كفاءته
في تشحيم أجزاء محركالسيارة. وكلما كان
تداخل جزيئات السائل أكثر قوة، كان للسائل لزوجة أكبر. وعموماً،كلما كان حجم أو طول الجزيء أكبر، كان التداخل أقوى.
وتحدد درجة حرارة المائع قوةتداخل جزيئاته، حيث تتداخل الجزيئات في المائع أكثر كلما
انخفضت درجة الحرارة. وهكذا، فإن الموائع الساخنة
تكون ذات لزوجة أقل من لزوجة الموائع الباردة. ولكنجزيئات الغاز تتداخل بقوة أكثر في درجة حرارة عالية.
لذلك فإن
لها لزوجة أكبر منلزوجة الغازات
الباردة. وإحدى طرق زيادة لزوجة سائل هي إذابة البوليمرات (سلاسلجزيئية طويلة) فيه. وتصبح هذه الجزيئات متشابكة
فتقاوم التدفق. كذلك، فإن إضافةجسيمات صلبة للمائع
يزيد أيضًا من درجة اللزوجة.
الالتحام البارد: مع انه كلما زادتالخشونة زاد الاحتكاك. لكن إذا وضع سطحين ناعمين جدا (قريبين
من النعومة التامة) منالمعدن مع بعض
وأزيلت الشوائب بينهما تماما بواسطة الفراغ، فانهما سيلتصقان مع بعضويصبح من الصعب فصلهما وهو ما يسمى
بــ"الالتحام البارد".
هذا يعني انه عندما يصلالجسم إلى مرحلة قريبة من النعومة التامة. يصبح الاحتكاك
معتمدا على طبيعة القوىالجزيئية في مساحة
الالتحام.
لذا فإن
الأجسام المختلفة التي لها نفس درجة النعومةقد يكون لها معاملات احتكاك مختلفة جدا.
تطبيقات على الاحتكاك: يوجدالاحتكاك في كل مكان
ومن أمثلته: 1)
الدراجة فعن طريق الاحتكاك يمكن لراكب الدراجة أن يسوقهادون أن ينزلق 2)
تدليك اليدين: عند تليك اليدين فإننا نشعر بالحرارة ومصدر هذا
الحرارة هو الاحتكاكنتيجة ملامسة اليدين
واحتكاكيهما مما ولد حرارة.
مقاومة الهواء: عندما يخرج أي شخص يده من نافذة سيارة متحركة فإنه
يعرف أن الهواءيدفع يده إلى الخلف
وانه كلما زادت سرعة السيارة كلما زاد ضغط الهواء على يده وبهذهالمناسبة هل تعرف أن ثلثي البترول الذي تستهلكه
السيارة أثناء سيرها بسرعة يستعملللتغلب على مقاومة
الهواء لجسم السيارة؟
وعلى ذلك تصمم عربات السباق على الشكلالانسيابي لتقلل من ضغط الهواء عليها إلى الحد
الأدنى وكذلك الطائرات الكبيرةالسريعة التي تحلق
إلى ارتفاعات عالية في السماء حيث الهواء قليل
وبذلك يكونالاحتكاك أقل.
الخاتمة: هل الاحتكاك نافعأم ضار؟ إن الإجابة بدون شك أنه ضار بالنسبةللماكينات، لأنه يستهلك جزءا كبيرا من الطاقة
المتاحة ولذلك فإننا نصنع كل ما هوممكن لتقليل
الاحتكاك.
فالأجزاء المتحركة في الآلات تصقل جيدا وعندما تدار
فهي تزيتبزيت خاص وهذه العملية تكون
طبقة رقيقة بين الأسطح التي تحتك بعضها ببعض بحيثتجعلها على بعد كاف يمنعها من هذا الاحتكاك.
ومن ناحية أخرى، فانه إذا لم يكن هناكاحتكاك فان حياتنا تغدو غير محتملة ليس فقط لأننا لن
نستطيع أن نخطو بل لأننا لنيمكننا من السير على
الإطلاق وذلك لأنه بدون الاحتكاك الموجود بين أقدامنا والأرضفإننا لابد أن نسقط على الأرض.
كذلك فان السيارات لن يمكنها السير لان عجلاتها لنتثبت على الطريق بل ستتدحرج
وكذلك فإن
الفرامل لن تعمل وحتى الأكل سيصبح صعبا لأنالطعام سينزلق من على الشوكة.
كذلك يستخدم
الناس الاحتكاك لإشعال النار وذلك عنطريق فرك عيدان
الخشب الجافة بعضها ببعض حتى تشتعل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.