الجمعة، 26 يوليو 2013

مصعب بن عمير

مصعب بن عمير

((مصعب الخير ) (أول سفراء الإسلام ))

• قصة اسلامه:
   هذا الرجل من أصحاب محمد ما أجمل أن نبدأ بة الحديث
غرة فتيان قريش ، وأوفاهم بهاء ، وجمالا ، وشبابا .....
بالله ما أروعة من نبأ .. نبأ مصعب بن عمير أو "مصعب الخير " كما كان لقبة بين المسلمين .
إنه واحد من أولئك الذين صاغهم الإسلام ورباهم محمد عليه الصلاة والسلام .
إن قصة حياته لشرف لبنى الإنسان جميعا .
لقد سمع الفتى ذات يوم ، ما بدأ أهل مكة يسمعونه عن محمد الأمين .....
" محمد الذي يقول أن الله أرسله بشيرا ونذيرا وداعيا إلى عبادة الله الواحد الأحد.
وكان على الرغم من حداثة سنة ، زينة المجالس والندوات ، تحرص كل ندوة على أن يكون مصعب بين شهودها ، ذلك أن أناقة المظهر ورجاحة العقل كانتا من خصال بن عمير التي تفتح له القلوب والأبواب .....
ولقد سمع فيما سمع أن الرسول ومن أمن معه ، يجتمعون بعيدا عن فضول أهل قريش في دار" الأرقم بن أبى الأرقم " فلم يطل به التردد بل صحب نفسه ذات مساء إلى دار الأرقم تسبقه أشواقه ورؤاه .....
هناك كان الرسول يلتقي بأصحابه فيتلوا عليهم من القرآن ويصلى معهم لله العلى الكبير.....
ولم يكد " مصعب " يأخذ مكانه ، وتنساب الآيات من قلب الرسول متألقة على شفتيه ، ثم آخذة طريقها إلى الأسماع والأفئدة حتى كان قلب " بن عمير" في تلك الأمسية هو القلب الموعود !!
كانت أم مصعب " خناس بنت مالك " تتمتع بقوة فذة في شخصيتها وكانت تهاب إلى حد الرهبة .ولم يكن مصعب حين أسلم ليخاف من أحد على ظهر الأرض سوى أمه ولقد فكر سريعا وقرر أن يكتم إسلامه حتى يقضى الله أمرا .
ولكنها علمت فيما بعد فطار صوابها ومضت به إلى ركن قصي من أركان دارها وحبسته فيه وأحكمت عليه اغلاقة وظل رهين محبسه ذاك حتى خرج بعض المؤمنين إلى أرض الحبشة ، فاحتال لنفسه حين سمع النبأ وغافل أمه وحراسة إلى الحبشة مهاجرا أوابا ثم يعود إلى مكة ثم يهاجر إلى الحبشة للمرة الثانية مع الأصحاب الذين يأمرهم الرسول بالهجرة فيطيعون.
وخرج مصعب يوما على بعض الصحابة وهم جلوس حول رسول الله (ص) فما إن بصروا به حتى حنوا رؤوسهم وغضوا أبصارهم وذرفت بعض عيونهم دمعا شجيا ...
ذلك أنهم رأوه يرتدى جلبابا مرقعا باليا ، وعاودتهم صورته الأولى قبل إسلامه حين كانت ثيابه كزهور الحديقة نضره ، وألقا ، وعطرا ....
وتملى رسول الله مشهده بنظرات حكيمة وشاكرة ومحبة وتألقت على شقتيه ابتسامته الجليلة وقال :
" لقد رأيت مصعبا هذا ، وما بمكة فتى أنعم عند أبويه منه ثم ترك هذا كله حبا لله ورسوله " ...
وخرج مصعب من النعمة الوارفة التي كان يعيش فيها وأصبح الفتى المتأنق المعطر لا يرى إلا مرتديا أخشن الثياب ، يأكل يوما ويجوع أياما ، ولكن روحه المتأنقة بسمو العقيدة ، والمتألقة بنور الله جعلت منه إنسانا أخر يملأ الأعين جلالا والأنفس روعه

• أعظم مهمة في التاريخ
وآنئذ اختاره الرسول إلى أعظم مهمة وقت في حينها ، أن يكون سفيره إلى المدينة يفقه الأنصار الذين أمنوا وبايعوا الرسول عند العقبة ، ويدخل غيرهم في دين الله ، ويعد المدينة ليوم الهجرة العظيم .
وحمل مصعب الأمانة مستعينا بما أنعم الله عليه من عقل راجح وخلق كريم ، ولقد غزا أفئدة أهل المدينة بزهده وترفعه وإخلاصه ، فدخلوا في دين الله أفواجا ...
لقد جاءها يوم بعثة الرسول إليها وليس فيها سوى اثني عشر مسلما هم الذين بايعوا النبي من قبل بيعة العقبة ، وفى موسم الحج التالي لبيعة العقبة كان مسلموا المدينة يرسلون إلى مكة للقاء الرسول وفدا يمثلهم وينوب عنهم وكان عدد أعضائه سبعون مؤمنا ومؤمنة جاءوا تحت قيادة معلمهم ومبعوث نبيهم إليهم " مصعب بن عمير"
لقد أثبت مصعب بكياسته وحسن بلائه أن رسول الله (ص) عرف كيف يختار فلقد فهم مصعب رسالته تماما ووقف عند حدودها . عرف أنه داعيا إلى الله ومبشر بدينه الذي يدعوا الناس إلى الهدى وإلى صراط مستقيم وأنه كرسوله الذي أمن به ليس عليه إلا البلاغ .
لقد نجح أول سفراء الرسول (ص) نجاحا منقطع النظير ، نجاحا هو له أهل وبه جدير .

• استشهاد مصعب الخير

وتمضى الأيام والأعوام ويهاجر الرسول وصحبه إلى المدينة وتتلمظ قريش بأحقادها وتعد عدة باطلها لتواصل مطاردتها الظالمة لعباد الله الصالحين وتقوم غزوة بدر فيتلقون فيها درسا يفقدهم بقية صوابهم ويسعون إلى الثأر وتجيء غزوة أحد ويعبأ المسلمون أنفسهم ويقف الرسول (ص) وسط صفوفهم يتفرس الوجوه المؤمنة ليختار من بينها من يحمل الراية ويدعوا مصعب الخير فيتقدم ويحمل اللواء .
وتشب المعركة الرهيبة ويحتدم القتال ويخالف الرماة أمر الرسول(ص) ويغادرون مواقعهم في أعلى الجبل بعد أن رأوا المشركين ينسحبون منهزمين لكن عملهم هذا سرعان ما يحول نصر المسلمين إلى هزيمة ويفاجأ المسلمون بفرسان قريش تغشاهم من أعلى الجبل وتعمل فيهم على حين غرة السيوف الظالمة المجنونة ...
وحين رأوا الفوضى والذعر يمزقان صفوف المسلمين ركزوا على رسول الله (ص) لينالوه ...
وأدرك مصعب بن عمير الخطر الغادر فرفع اللواء عاليا وأطلق تكبيره كالزئير ومضى يصول ويجول ويتواثب وكل همه أن يلفت نظر الأعداء إليه ويشغلهم عن الرسول (ص) بنفسه وجرد من ذاته جيشا بأسره أجل ذهب مصعب يقاتل وحده كأنه جيش لجب غزير يد تحمل الراية في تقديس ويد تضرب بالسيف في عنفوان ....
ولكن الأعداء يتكاثرون عليه يريدون أن يعبروا فوق جثته إلى حيث يلقون الرسول....

• مشهد الاستشهاد
حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد فلما جال المسلمون ثبت به مصعب فأقبل بن قميئة وهو فارس فضربه على يده اليمنى فقطعها ومصعب يقول ما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأخذ اللواء بيده اليسرى وحنا عليه فضرب يده اليسرى فقطعها فحنا على اللواء وضمه بعضديه إلى صدره وهو يقول ما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ثم حمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه واندق الرمح ووقع مصعب وسقط اللواء
وقع مصعب .... وسقط اللواء
وقع حلية الشهادة ، وكوكب الشهداء وقع بعد أن خاض باستبسال عظيم معركة الفداء والإيمان .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.