الأربعاء، 31 يوليو 2019

تلغراف TELEGRAPH


تلغراف  
TELEGRAPH
تلغراف TELEGRAPH


تنتقل الكهرباء بسرعة مذهلة، وهي ناقل رسائل مدهش، ويعد " التلغراف" أقدم وسيلة لاستخدام الكهرباء ناقلاً للرسائل.
وتعني كلمة " تلغراف" الكتابة عن بعد، وكانت أجهزة استقبال " التلغراف" تتولي كتابة الرسالة، فكانت تكتبها على هيئة نقط وشرط على شريط متحرك من الورق، وأخيراً اكتشف المنشغلون بالتلغراف أنه يمكنهم تلقي رسائل أسرع إذا ما استمعوا إلى أصوات تدل على النقط والشرط.
ويظهر مفتاح الإرسال " التلغرافي" واضحاً للنوع الذي ظل مستخدماً أعواماً كثيرة، وما يزال يشاهد أحياناً، فحين إمساك المفتاح مضغوطاً عليه إلى أسفل، يسمح بسريان الكهرباء إلى المستقبل أو المصوات الذي يتلقى الإشارة فيحولها إلي صوت، وحين يترك المفتاح يرتد إلي أعلي فتنقطع الدائرة ويقف مرور التيار الكهربي.


طريقة عمل التلغراف:
إن أهم أجزاء مصوات " التلغراف" مغناطيس كهربي وساق من الحديد المطاوع، فحين يمر التيار الكهربي في ملفات المغناطيس الكهربي، يعمل المغناطيس على جذب ساق الحديد إلي أسفل، وحين ينقطع مرور التيار الكهربي عن جذب ساق الحديد، يعمل سلك زنبركي علي دفع الساق إلي اعلي، وتوجد الساق وسط إطار بحيث يصدر عنها صوت " تكة" حين يجذبها المغناطيس لأسفل، وتعمل " تكة" أخري حين يتركها المغناطيس فتطير إلي أعلي، ومن أجل إصدار صوت نقطة يضغط المفتاح إلى أسفل وقت قصير.
فيأتي صوت التكة السفلية وصوت التكة العلوية لساق الحديد متتابعين بفاصل زمني قصير للغاية، ومن أجل إصدار صوت "شرطة"
يضغط المفتاح إلى أسفل وقتاً أطول، فتأتي التكتان متباعدتين.


نشأة وتطور التلغراف:
في 24 مايو عام1844 م نقلت الرسالة الأولي عبر أول خط " تلغرافي" وانتقلت هذه الرسالة مسافة أربعين ميلاً من مدينة بالتيمور إلى مدينة واشنطن، والآن لم يمض أكثر من مائة وخمسين عام، توجد عدة ملايين من أميال الخطوط " التلغرافية " المستخدمة فعلاً.
وعلى أثر اختراع التلغراف بدأ العلماء يبحثون عن طرق ينقصون بها كمية السلك اللازمة، أن ثمن السلك اللازم مرتفع، علاوة على ما يتكلفه من نفقات لشده بين الأعمدة أو لإلقائه ممتداً تحت الأرض.
وسرعان ما اكتشف العلماء أنه بدلاً من استخدام سلكين لعمل دائرة " تلغراف " كهربية كاملة بين المرسل والمستقبل فإنه من الممكن استعمال الأرض بديلاً من أحد السلكين، وتوصلوا بعد ذلك إلى إرسال اثنتين ثم أربع ، وأخيراً إرسال عدد كبير من الرسائل عبر السلك الواحد في الوقت الواحد ،بل توصلوا إلي طرق لإبراق الرسائل في كلا الاتجاهين – إرسال واستقبال – عبر السلك الواحد في المرة الواحدة ، وهناك الآن طريقة أخري توصلوا بها إلي إنقاص عدد الأسلاك اللازمة ، ففي كثير من الأماكن يتم نقل الرسائل في جزء من طريقها بواسطة
موجات " الراديو".
وقد تم حتي الآن كثير من التحسينات في طرق إرسال واستقبال الرسائل  التلغرافية" فاليوم تستخدم آلات " التلغراف ( الكاتب ) في كثير من المكاتب ، فبعض آلات التلغراف الكاتب يتولى من يقوم بتشغيلها كتابة الرسالة المبعوثة على آلة كاتبة خاصة تحدث ثقوباً في شريط ، وبعدها يدخل الشريط خلال آلة إرسال أو ما يعرف بالمرسل التلقائي ، ويمكن بهذه الطريقة إرسال أكثر من ثلاثمائة كلمة في الدقيقة ، وتعمل آلة التلغراف الكاتب التي تستقبل الرسالة علي كتابتها بحروف منتظمة ، ومرة أخري يصدق القول بان أسم " التلغراف " يعني الكتابة عن بعد ، ولا توجد في وقتنا الحاضر آلات التلغراف الكاتب في المكاتب فقط ، بل في كثير من دور الصحف والمكاتب التجارية.
ويمكن الآن إرسال الصور عبر أسلاك (التلغراف)، إذ أن هناك آلات خاصة
تسمي آلات نقل الصور طبق الأصل، وتستخدم في إرسال الصور (بالتلغراف ) من مكان لآخر ، وتتولي هذه الآلات إرسال صور الأخبار حول العالم.

لتحميل الموضوع منسق وجاهز للطباعة من  هنا