الاثنين، 29 يوليو 2019

تصوير فوتوغرافي PHOTOGRAPHY


تصوير فوتوغرافي  
PHOTOGRAPHY
 PHOTOGRAPHY


منذ آلاف السنين والناس يسجلون الصور، ولكن إلى نحو 200 عاماً مضت كافة الصور تصنع باليد عن طريق المساعدات المعروفة مثل الأقلام والفرش والبويات والحبر، ثم اكتشف أخيراً أنه يمكن أخذ الصور باستخدام العدسات والأملاح الكيماوية والضوء، وبدأ التصوير الضوئي، إن كلمة فوتوغرافيا   تعني الكتابة بالضوء.
تتغير بعض الأملاح الكيماوية حين يقع عليها الضوء، فتسمي أملاحاً كيماوية حساسة للضوء وهذه الكيماويات جعلت التصوير أمراً ممكناً

لويس داجر

وكان أول من التقط صوراً فوتوغرافية هو " لويس داجير"، وسميت الصور باسم " أشكال داجير “، ولقد وضع داجير ملحاً كيماوياً حساساً للضوء فوق لوح من النحاس، وكانت الصورة النهائية تظهر أيضاً على لوح النحاس، ولم تكن تصنع نسخ من الصورة.
وكان التقدم التالي في التصوير الضوئي هو تغطية ورقة بملح كيماوي حساس للضوء، وتسمي هذه الطريقة باسم " كالوتيب"، وأمكن بها نسخ الصور، ولكن لم ينتشر استخدامها،
وبعد ذلك جاء انتشار ألواح الزجاج المغطاة بالأملاح الكيماوية، وكانت بعض الألواح مبللة رطبة، والبعض جافاً، وفي النهاية فاقت الألواح الجافة على الألواح الرطبة، وكان يمكن عمل نسخ كثيرة من الصور عند استخدام الألواح الزجاجية.
وما زالت الألواح الجافة مستخدمة، ولكن معظم صور اليوم يجري التقاطها على (فيلم)، وهو رقائق رفيعة من البلاستيك الشفاف 
جورج إيستمان


وقد حصل "جورج إيستمان"
الأمريكي في عام 1884 م علي حق التسجيل لاختراعه " فيلماً" ملفوفاً يدور، وكما يتوقع كل واحد فإن فيلم اليوم هو أفضل بكثير من ذلك الفيلم القديم.
وتتم طريقة عمل صورة أسود في أبيض على " الفيلم " بالشكل الآتي:
يوضع الفيلم داخل آلة التصوير، وعند التقاط الصورة يفتح حاجب الضوء ليسمح بدخول الضوء لحظة من الزمن، وربما كانت جزءاً من مائة من الثانية خلال عدسة آلة التصوير، والعدسة تجعل الضوء يكون صورة علي الفيلم للشيء الذي يجري تصويره، وقد تكون الصورة أصغر بكثير جداً من الجسم، وبغير ذلك لم يقدر أحد علي التقاط صورة لمنزل أو لسفينة كبيرة أو لناطحة سحاب، وقبل التقاط الصورة يضبط المصور بؤرة عدسة آلة التصوير بحيث تكون الصورة المتكونة علي (الفيلم) واضحة ومحددة.
ويتغير الملح الكيماوي الموجود علي الفيلم حين تعرضه للضوء، وفي الأماكن شديدة الإضاءة يتغير معظمه، وبعد التقاط الصورة يلزم تحميض " الفيلم"، وفي عملية التحميض يتم غسل أي ملح كيماوي لم يتغير بفعل الضوء، ويجري بعدها تثبيت الملح الكيماوي الذي تم تغييره بحيث لا يتغير بعد ذلك أبداَ، وفي الصورة التي تكون حينئذ علي الفيلم تبدو الأجزاء التي أخذت ضوءاً معتمة، والتي لم تأخذ ضوءاً تبدو أقل أعتاماً وتسمي مثل هذه الصورة باسم " النيجاتيف" أو السالبة.
  ومن السالبة يتم طبع العدد اللازم من نسخ الصور، وذلك بوضعها فوق ورقة مكسوة بملح كيماوي حساس للضوء، وتغطي بلوح من الزجاج، وحينئذ يتم تعريض الضوء للورقة الحساسة والصورة السالبة ولوح الزجاج لضوء شديد،

كاميرا داجير

فيمر معظم الضوء خلال السالبة من الأماكن الأقل إعتاما وأقل كمية من الضوء من الأماكن الأشد أعتاماً، وكلما ازداد مرور الضوء خلال السالبة ازداد تغير الملح الكيماوي الموجود على الورقة الحساسة، وتعود أماكن الظل والنور إلى الظهور كما كانت عليه في الشيء الذي تم تصويره
 أن الصور التي تم طبعها يلزم تحميضها وتثبيتها كما هو الحال مع السالبات، ويمكن عمل عدد من الصور المطلوبة من سالبة واحدة
وقد أمكن في الثلاثينيات من القرن الماضي من عام (1930 إلى عام 1939) التقاط الصور بالألوان، فعلي الفيلم المستخدم توجد أملاح كيماوية مختلفة وكل واحد من هذه الأملاح له حساسية تجاه لون مختلف

و(الفيلم) المستخدم للسينما هو نفس الفيلم المستخدم في التصوير المعتاد والاختلاف هو في آلة التصوير، وتلتقط آلة التصوير السينمائي 24 صورة في الثانية.
إن التصوير الضوئي هواية رائعة وتقام له الكثير من المعارض وتخصص له الكثير من الجوائز، ولكنه أكثر من تسلية، فالصور يمكنها أن تعطينا أفكار أوضح عن كثير من الأشياء التي تعجز الكلمات عن وصفها، فصورة الزرافة ترينا الشكل الذي عليه ذلك الحيوان أوضح مما يستطيع أي وصف، والموسوعة التي تنشر معلوماتها دون أي صور تحتاج إلى كلمات إضافية كثيرة
ويؤدي التصوير الضوئي دوراً هاماً جداً في إعداد معظم الكتب المطبوعة ، وتعتمد الصحف والمجلات كثيرأًعلي الصور الضوئية  لأحداث الأخبار الحقيقية ، وكثيراً ما نستخدم قصاصات الأفلام في المدارس ، وتعد الصور الضوئية عاملاً مساعداً في طبع الخرائط ، وتقوم المصارف المالية بطباعة أذونات الصرف التي تدفعها لأصحابها نقداً  لتحتفظ لديها بسجل لها ، وتقوم المكتبات بتصوير الصحف علي بكرات صغيرة من الأفلام حتي لا تحتفظ بالصحف الكثيرة داخل ملفات ، وتقوم صناعة السينما الضخمة علي أساس التصوير الضوئي ، ولعل داجير لم يكن يحلم بمدي ما وصل إليه اختراعه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.