الاثنين، 29 يوليو 2019

تليسكوب TELESCOPE


تليسكوب  
TELESCOPE
تليسكوب جاليليو
في عام 1609 م كان جاليليو العالم الإيطالي المشهور قد سمع أن صانع نظارات هولندياً قد اخترع نوعاً جديداً من الأجهزة ، وبه أمكنه جعل الأشياء البعيدة تبدو قريبة .
وتقول معظم الروايات إن صانع النظارات الهولندي كان أسمه " هانز ليبرشي" وتروي إحدي القصص أن صبياً ممن يتعلمون عنده الصنعة كان يلعب ببعض العدسات التي يستخدمها ليبرشي في صنع النظارات ، وتصادف أن أمسك بواحدة أمام الأخرى، ونظر خلال الاثنتين معاً ولدهشته بدت العدسات وقد قربت ما كان ينظر إليه ، فأطلع ليبرشي على اكتشافه.
وضع ليبرشي العدستين داخل طرفي أنبوبة ، وجعل اللعبة الجديدة في نافذة متجره ، وكانت بالطبع " تلسكوباً " بسيطاً .
وتعني كلمة " تلسكوب" الرؤية عن بعد.
وما أن سمع جاليليو بالتلسكوب حتى صنع واحد لنفسه، وأكتشف جاليليو بواسطة أول تلسكوب صنعه أنه يستطيع رؤية السفن التي تكون أبعد جداَ من أن تراها العين المجردة وهي في عرض البحر.
وسرعان ما صنع جاليليو تلسكوبات " أفضل من تلسكوبه الأول ، وحين انتهي من صنع تلسكوبه ، وأخذ يتطلع إلى السماء به مديراً إياه صوب القمر ، أصابته دهشة مفاجئة بالغة ، أذ لم يجد القمر كرة ملساء لامعة كما كانت كل الناس تقول ، بل رأي عليه جبالاً وودياناً وسهولاً.
ومنذ ذلك الوقت حتى الآن تستخدم التلسكوبات في كشف أسرار السماء ، ومع أنه توجد " تلسكوبات" صغيرة لرؤية الأشياء البعيدة عن الأرض ، فإن التلسكوبات الشهيرة هي التي صنعت لدراسة خفايا السماء .

كانت تلسكوبات جاليليو تصنع من عدستين صغيرتين ، وما زال قليل من أحسن التلسكوبات في العالم يصنع بالعدسات ، وتسمي هذه التلسكوبات المصنوعة بالعدسات " تلسكوبات الانكسار ".
أن أضخم (تلسكوب انكسار ) موجود في مرصد بيركس في ويليامز بي بولاية وسكنسن، ويبلغ قطر أضخم عدسة في هذا التلسكوب ( أربعين بوصة)


تليسكوب نيوتن


وبعد جاليليو بزمن غير بعيد اخترع العالم الإنجليزي المشهور " نيوتن"
نوعاً آخر من التلسكوبات ، وفيه استعمل المرايا بدلاً من العدسات ، وتسمي التلسكوبات المصنوعة بالمرايا (تلسكوبات الانعكاس ).
إن أضخم تلسكوب انعكاس ) في العالم هو ( تلسكوب هيل ) الموجود في مرصد مونت بالومار.
ويبلغ قطر مرآة هذا التلسكوب مائتي بوصة ، أي ما يقرب من سبعة عشر قدماً والمرآة المصنوعة من زجاج المغطى بطبقة رقيقة من الالمونيوم ، وتزن حوالي خمسة عشر طناً ، ويبلغ وزن التلسكوب بأكمله أكثر من خمسمائة طن ، ويصل ارتفاعه إلي ستة طوابق
واقتضي صنعه عشرين عاماً ، وتكلف إنشاؤه ثمانية ملايين دولار
مرصد


وكانت هناك مشاكل كثيرة تتطلب الحل عند بناء هذا التلسكوب الضخم ، وكان من أصعب العمليات صنع مرآة قطرها مائتي بوصة .
وكان المشروع أول الأمر يقتضي بصنع المرآة من الكوارتز النقي ، وقد صرف النظر عن ذلك المشروع ، واستبدل بآخر صنعت به المرآة من زجاج بيركس ، وكان لابد من ترك الزجاج المصهور بعد صبه داخل القالب عاماً كاملاً ليبرد.
وقد ظهرت بعد ذلك مشكلة نقل هذه المرآة من مكان صنعها في مدينة كورننج بولاية نيويورك إلى كاليفورنيا، فصنعت لنقلها عربة خاصة بها ، وكان على القطار أن يذهب إلى كاليفورنيا من طريق غير مباشر لتجنب المرور تحت جميع القناطر المنخفضة والأنفاق الضيقة ، وتمت الرحلة حتى لوس انجلوس في أمان ، وهناك أخذ العمال في صقل المرآة.
واستمر الصقل أحد عشر عاماً ونصف عام، وكان وزم المرآة في بادئ الأمر حوالي عشرين طناً ، فأزال الصقل خمسة أطنان من زجاجها ،وأخيراً نقلتها سيارة مقطورة إلى أعلي الجبل في عام 1947 م
ولزم لذلك تقوية عدة قناطر قبل السماح للسيارة التي تنقلها بالعبور ، وتولت الجرارات في جزء من الطريق المساعدة بالدفع والسحب ، حتى وصلت المرآة إلى مكانها بدون أي كارثة ، فارتاحت النفوس بسلامتها .
وفي اثناء صقل المرآة كان يجري بناء المرصد الذي يضم التلسكوب 


وكذلك جري تشييد جسم التلسكوب ، إن قبة المرصد مكيفة الهواء ، والآلات التي يتم بها دوران التلسكوب دقيقة للغاية ، ، وأي تغيير في درجة الحرارة قد يفسد عمل أيام ، وتوجد بالمرصد حجرة خاصة بالزوار ، وهي مزودة بجدار زجاجي يمنع مرور حرارة أجسادهم إلى " التلسكوب" ، وبالرغم من ضخامة التلسكوب فإنه يمكن تحريكه بسهولة حيث يشير إلى المكان المقصود بالضبط في السماء ، ويكفي المحرك الكهربي " للغسالة العادية" لتحريك التلسكوب.
وقد صار من الممكن للفلكي أن يدرس السماء بالتطلع من خلال أضخم تلسكوبات الدنيا ، إذ أهتدي العلماء إلى طريقة أفضل لإجراء الاكتشافات بها، ان لوح التصوير هو عين أفضل من العين الحقيقية ، لذلك يستخدم الفلكيون التلسكوبات كآلات تصوير ضخمة ، فهم يلتقطون صور الجزء الذي يرغبون في دراسته من السماء وبعدها يقومون بدراسة الصور .
وتلسكوب بالومار الضخم استطاع الفلكيون عمل استكشافات داخل الفضاء أبعد من ذي قبل ، أنهم يرون مدناً نجمية عظيمة على بعد مليون سنة ضوئية ، وهذه المدن بعيدة لدرجة يزعمون معها أن الضوء الذي يصل منها إلى " التلسكوب" قد غادر النجوم منذ بليون عام مضي


تليسكوب حديث
لتحميل الموضوع منسق وجاهز للطباعة من هنا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.