السبت، 27 يوليو 2019

تعمية CAMOUFLAGE


تعمية  
CAMOUFLAGE

لا يتهيأ لبعض أنواع (أبو جلمبو ) العنكبوت من الأسلحة ما تدفع به الأذى عن نفسها ؛ لكنها تلجأ إلى طريقة رائعة للاختفاء عن أنظار أعدائها ، فهي تضع على ظهورها وأرجلها الطويلة بعض الأعشاب البحرية الرقيقة وحيوانات البحر الصغيرة ، بما ينسجم مع الوسط الذي تعيش فيه ، وقد يغير أبو جلمبو النباتات والحيوانات التي يضعها على ظهره إذا انتقل إلى مكان جديد
وهذه الزخارف الحية التي يحيط أبو جلمبو نفسه بها ليست إلا نوعاً من أنواع التعمية والمخادعة حتى لا يستطيع أحد أن يميزه من بينها .
 




وهناك بعض أنواع الحشرات لها من مظهرها ما يهيئ لها التعمية بشكل طبيعي دون أي جهد يبذل من جانبها ، ومنها مثلاً نطاط الشجر ويبدو كأنه شوكة .
وحشرة " فرس النبي" وبعض أنواع دود الشجر التي تشبه الأعشاب والأغصان الدقيقة في منظرها.
وضفادع الشجر التي تشبه الأوراق الخضراء، وهناك أنواع من الفراشات تتشابه في منظرها بحيث يصعب التمييز بينها من أول نظرة، ولما كان بعضها لا يستسيغ الطيور طعمه . فإن هذه الظاهرة تنقذ كافة الفرشات التي أمامها من البطش والالتهام .
وهذه أمثلة قليلة مما تزخر به الطبيعة من مظاهر التعمية والمخادعة، تعلم منها الإنسان الشيء الكثير .
وهناك موقف من مواقف التعمية في راوية "مكبث " التي ألفها شكسبير :
فقد أعتقد مكبث أنه لا يمكن أن يقتل في المعركة بناء علي نبوءة قديمة تقول أنه لا يمسه سوء إلا إذا انتقلت غابة " برنام " إلى جهة " دنسيس" ولما كان مكبث يعلم أن الأشجار لا تستطيع أن تسير فقد شعر بالأمن والطمأنينة، لكنه كان واهماً / إذ زحف جيش العدو خلال غابة برنام
وأخفي كل جندي نفسه من باب التعمية باجتثاث شجرة صغيرة وحملها بين يديه ، حتى بدا كأن غابة برنام تسير حقيقة إلى دنسنين ، وسقط في يد مكبث ، فحلت به الهزيمة وقتل في النهاية.
والتعمية لها أهمية خاصة في زمن الحرب ، وأغلب الجيوش الحديثة لها خبراء متخصصون في وسائل التعمية .
وفى الحرب العالمية الأولي استخدمت كثير من وسائل التعمية كالألوان والنماذج التي استعملت لإخفاء المركبات والسفن والمدافع ، وفى الحرب العالمية الثانية كانت وسائل التعمية أصعب وأدق من ذلك ، فقد أعدت
المناظر خصيصاً بحيث إذا التقطتها آلات التصوير كانت الصورة الناتجة أبعد ما تكون عن الحقيقة وذلك بفعل الألوان والنماذج المختلفة.



وكان على خبراء التعمية أن يلجأوا إلى ( أبو جلمبو) العنكبوت ليستعيروا منه براعته في فن التعمية ، واستخدموا في بعض الأحيان النباتات والحيوانات الحقيقية بدلاً من صورها ونماذجها .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.