بقر البحر
MANATEE
لعل عرائس المارد التي تخيل القدماء رؤيتها
كانت في الواقع أفراد من بقر البحر، وعرائس البحر كانت في زعمهم نصفها الأعلى جسم
امرأة والنصف الآخر جسم سمكة وكل العرائس التي جاء ذكرها في تلك الأساطير
والروايات لم يكن لها في الواقع ظل من الحقيقة، و أنما كانت أوهاماً تخيل وجودها
بعض الجهلة من الناس.
ولعل حكاية عرائس البحر نشأت من رؤية إناث
بقر البحر وهي ترضع صغارها، فبقرة البحر من الثدييات، وهي تنجب في كل مرة صغيرا
واحدا ترضعه اللبن الذي تعد له في جسمها كسائر أناث الثدييات ولكنه يعيش في الماء،
ولذلك تعمد الإناث إلى رفع رؤوسها وأكنافها فوق الماء ثم تحمل صغيرها بزعنفتيها حتى
تتمكن من إرضاعه
وقد تري بقرة البحر في بعض الأحيان محتضنة
صغيرين معاً، وقد يكون السر في ذلك هو أنها تطوعت لرعاية رضيع غير رضيعها تركته
أمه لها وقد ذهبت تبحث عن غذائها.
وتوحي تسمية هذه الحيوانات " بقر البحر
" أنها كبيرة الاجسام ثقيلة الحركة، والواقع أنها كذلك، فبقرة البحر كاملة
التكوين قد تزن أكثر من طن، وفي بعض الأحيان قد تطلق بقرة البحر صوتاً يشبه خوار
البقر حين تطلب أن تحتلب، والأطوم (الدوجنج) وهي من أقارب بقر البحر الأدنين –
تعرف باسم بقر البحر أيضاً، وقد سميت أبقار البحر في الكتابات الهندية القديمة
" الأسماك التي تدر لبن ".
وتعتمد هذه الحيوانات في غذائها على
النباتات التي تنمو في مياه البحر الضحلة (غير العميقة)، وهي تستعين على تمزيق
النباتات بشفتها العليا المشقوقة نصفين كما أنها تستخدم زعنفتيها في دفع الطعام في
أفواهها.
لتحميل الموضوع من هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.