السبت، 28 أبريل 2018

بلانكتونPLANCTON


بلانكتونPLANCTON 



لفظ يوناني بمعني "هائم " ويطلق على الكائنات التي تعيش في البحار والمحيطات، والواقع أن الكثير من أنواع البلانكتون يستطيع ان يسبح بسرعة في الماء بل منها ما يسبح بسرعة أيضاَ، إلا أنه بالنظر إلى ضآلة حجمها فأنها تندفع مع التيارات ولا تستطيع التحكم في مصيرها، ويجمع
البلانكتون لدراسته تحت المجهر بشباك مخروطية صغيرة مصنوعة من قماش الحرير ذي المسام الضيقة، وتقطر الشبكة لتصفي الماء ويتجمع البلانكتون في كوب صغير في نهاية المخروط.
ويعد البلانكتون الغذاء الأساسي لجميع أنواع الحياة البحرية الأخرى في البحر، وتستطيع الحيوانات الكبرى أن تتغذي على البلانكتون مباشرة إذا كان لها جهاز يستطيع ان يصفي هذه الكائنات من الماء، ومن العجيب أن أكبر الحيوانات البحرية حجماً تعيش على البلانكتون مثل الحوت الأزرق
وسمك القرش المتشمس الذي يزيد طوله عن 30 قدماً، وهي ترشح البلانكتون من الماء بسرعة وكفاءة، بل أن بعض الحيوانات الأخرى التي تعيش على شكل مستعمرات مثل المرجان وكذلك بعض الحيوانات الثابتة في القاع تستطيع هي الأخرى أن تقتنص البلانكتون بزوائدها الحساسة أو بأجهزة ترشيح خاصة.
ولما كان البلانكتون من الكثرة بحيث إنه يغمر الطبقات العليا لجميع البحار والمحيطات، فقد فكر علماء الحياة في إمكان الإفادة منه كغذاء للإنسان في المستقبل بعد أن يتم ابتكار طرق أجدي لجمعه من الماء على نطاق اقتصادي.
وتعيش أغلب البلانكتون في طبقات الماء العليا، لأن الشق النباتي منه وهو المعروف باسم البلانكتون النباتي (الفينونكتون) يحتاج إلى ضوء الشمس.
ولما كان الشق الحيواني من البلانكتون وهو المعروف باسم البلانكتون الحيواني (الزوبلانكتون) يتغذى علي الأول فإن ذلك يشرح سبب وجود البلانكتون بالقرب من سطح الماء.
وعلى ذلك فالنباتات الميكروسكوبية وحيدة الخلية التي توجد في البلانكتون هي المنتجة للطعام لسائر أنواع الحياة الأخرى في البحر، وهذه النباتات الدقيقة تمتص الأملاح المغذية من ماء البحر وتستعين بطاقة الضوء في القيام بعملية تجهيز الطعام أو تكوين المواد العضوية بعملية التمثيل الضوئي التي تتميز بها النباتات وحدها.
وتنقسم الكائنات البلانكتونية النباتية انقساماً مباشراً إلى أعداد مهولة عندما يتوفر لها القدر الكافي من الضوء والأملاح المغذية، وفي بعض الأحيان تكون هذه الكائنات من الكثرة بحيث تضفي لوناً معيناً ويسمي ذلك " بازدهار البلانكتون "   
ويتكون الفيتو بلانكتون من مجموعات عديدة من الكائنات أهمها:
2-مجموعة الدينو قلا جلات (السوطيات)
----------------------------------------------
1-مجموعة الدياموتات: -
فلها أغلفة خارجية من مادة السيليكا وهي نفس مادة الزجاج، وغلاف الدياتوم يتركب من نصفين يدخل كلمنهما في الآخر مثل شقي العلبة.
ولما كانت الدياتومات تحتاج إلى مادة السيليكا لتبني منها أغلفتها، فأنها تنمو بكثرة في المناطق الباردة حيث تتوافر كميات كبيرة من السيليكا المذابة من الأرض وتنساب إلى البحر مع ذوبان الثلوج في المناطق الباردة، ويلاحظ ان أغلفة السيليكا التي تعيش بداخلها الدياتومات تزيد من الوزن النوعي لهذه الكائنات في الماء فتميل الي الرسوب نحو القاع ، إلا أن هذه الكائنات تبقي طافية في الواقع أو معلقة في الماء نتيجة للنتوءات الخيطية الكثيرة التي تنبثق من اجسامها وتساعدها علي الطفو ، وذلك بالإضافة إلي تكوين قطرات من الزيت داخل الخلية نفسها تجعلها أخف وزناً في الماء لتبقي قريبة من السطح حتي يمكنها الإفادة من ضوء الشمس للقيام بعملية التمثيل الضوئي.
 ولا ينتج عن هذه العملية تكوين المواد النشوية كما هو الحال في أغلب النباتات الأخرى، وأنما تتكون بدلًا منها دهنيات تختزنها الدياموتات في خلايا. وعندما تموت الأحياء الدياتومية تترسب أغلفتها الصلبة على قاع البحر- وبمرور الزمن تكون طبقة من الرواسب تعرف باسم الطين الدياتومي
تكون سميكة جداً في بعض المناطق، وتوجد مثل هذه الرواسب أيضاَ على اليابسة اليوم وذلك في المناطق التي انحسر عنها البحر في الأزمنة القديمة أو في قيعان البحيرات القديمة وتعرف باسم " التربة الدياتومية " ولها فوائد عظيمة في الصناعة.
   -----------------------------------------------
2-مجموعة الدينو قلا جلات (السوطيات)
هي كائنات مجهرية تغلفها أغشية من السليلوز، ولها سوطان يتحرك بهما النبات أحدهما يتصل بالمقدمة والآخر يلتف حول منتصف الخلية، وبعض أنواع هذه السوطيات يستطيع أن يتغذى على كائنات حيوانية، ولذا ثار خلاف بين علماء النبات والحيوان حول وضع هذه الكائنات في عالم الأحياء وما أن كانت تنتمي لعالم الحيوان أو لعالم النبات.
-------------------------------------------------
وإلى البلانكتون تنتمي أيضاَ بعض أنواع من الطحالب الخضراء والطحالب الزرقاء.
وكل تلك الطحالب الملونة تحتوي أيضاً على المادة الخضراء وهي
" الكلوروفيل"، وان كانت تحجبها أحياناً أصباغ أخري حمراء أو زرقاء اللون أو بنية اللون.
ويؤدي طحلب " أنابينا " الأزرق دوراً هاماً في بلانكتون البحيرات حيث
يستطيع هذا الطحلب أن يثبت أيضاً عنصر النيتروجين من الهواء الجوي على شكل نترات وهو الدور الذي تقوم به البكتريا في التربة.
----------------------------------------------------

 أما البلانكتون الحيواني فيشمل هو الآخر مجموعات مختلفة من الأحياء، بعضها يظل ضئيل الحجم طول حياته في البلانكتون، أما البعض الآخر فيمثل دور اليرقة لحيوانات أكبر حجماً، والأولي مثل براغيث الماء القشرية ( الكوبيبودا) وهي ترشح أحياء البلانكتون النباتي الأصغر حجماً لتتغذي عليها، وتستطيع أن تقوم بهذا العمل وهي تسبح في الماء ، ومن أنواع هذه القشريات الضئيلة النوع المعروف باسم( كالانس ) ويوجد بكثرة هائلة في بحر الشمال ويعد الغذاء الرئيسي لأسماك الرنجة ، أما " اليوفوزيا" وهي أيضاً في الزوبلانكتون وإن كانت أكبر قليلاً في الحجم من " الكالانس "
فتعد الغذاء الرئيسي للحيتان وخاصة الحوت الأزرق، وثمة نوع آخر يعرف باسم الديدان السهمية تتغذي بشراهة علي الكوبيبودا ولا يزيد حجمها علي حجم الإبر الصغيرة، وتري لامعة شفافة وسط البلانكتون إذا نظرنا إليها من خلال كأس زجاجي به ماء البحر.
ومن أمثلة ذلك يرقات السرطانات البحرية والأربيان وقناديل البحر والحيوانات الرخوية ونجوم البحر والنجوم الهشة وحتى بويضات ويرقات الأسماك مثل التونة وسمك السيف، وتعيش يرقات هذه الكائنات في هذا الطور الأولي من حياتها هائمة مع البلانكتون.
وهي تختلف في شكلها اختلافاً كبيراً عن الحيوان اليافع الذي تنتمي إليه، كما أن لها هي الأخرى زوائد تساعدها على الطفو أو نتوءات شوكية تدافع بها عن نفسها أحياناً.
وأغلب أنواع البلانكتون حساسة للضوء ، وهي تسبح لتكون علي العمق الأكثر ملائمة لحياتها ، ويوجد البلانكتون في البحر كما ذكرنا في كل الأوقات ليلاً ونهاراً صيفاً أو شتاءً بل من سنة لأخري ، إلا أن الأنواع المختلفة فيه تذبذب في كمياتها زيادة أو نقصاً من وقت لآخر ، ويعزي ذلك لتغير عوامل البيئة كالضوء ودرجات الحرارة وكذلك تبعاً لوفرة الغذاء الضروري لكل نوع ، كما أن بعض أنواع البلانكتون قد تفرز مواد تكون سامة لأنواع أخري ، ولما كان الضوء يخترق ماء البحر بقدر معلوم، فإن أغلب أنواع البلانكتون كما ذكرنا في أول هذا الكلام توجد في طبقة الماء العليا بكثرة حتي عمق 30 قدماً ، ويبدو أن الأنواع الكبيرة من البلانكتون الحيواني تستطيع أن تقوم بهجرة طويلة بي السطح والأعماق لتجد غذائها من الأنواع الأخرى، وهي تصعد عادة في أثناء الليل وتقفل راجعة للمياه العميقة قرب الصباح ، وقد تقطع في هذه الرحلة مائتي متر أو أكثر في كل مرة.
ومنذ سنوات عديدة تمكن العلماء بالاستعانة بأجهزة سبر الأعماق الإلكترونية من تتبع هجرة البلانكتون في عرض البحر، وإذا وجدوا في أثناء النهار ما يدل على تراكم أفواج البلانكتون قرب القاع، وفي أثناء الليل تحركت هذه الأفواج نحو السطح وأمكن تتبع هذه الحركة وردها إلى تأثير عامل الضوء على البلانكتون.
ولا يعد البلانكتون غذاء رئيسياً للحيوانات السطحية فحسب، بل لحيوانات القاع العميق منه نصيب أيضاً، ف البلانكتون الميت يتساقط على الدوام إلى الأعماق من طبقات الماء العليا كرذاذ المطر فتلتقطه باستمرار الحيوانات التي تعيش في الأعماق.
ويدرس العلماء أيضاً قيمة البلانكتون كغذاء متكامل للإنسان سواء كان طازجاً أو محفوظاً في العلب، فقد قام فريق من المغامرين برحلات طويلة فوق أطواق من المطاط أو في قوارب شراعية بالبحر وليس معهم مؤونة بالمرة سوي الشباك التي يجمعون بها البلانكتون وأثبتوا جميعاً أهمية البلانكتون كغذاء كامل للإنسان، وقد دعمت هذه الملاحظات أيضاً بتجارب معملية، والبعض يقول إن البلانكتون له مذاق الجمبري أو الأربيان، ويحتوي البلانكتون في الواقع على بروتينات وزيوت عالية القيمة الغذائية بالإضافة إلى الفيتامينات والأملاح ، وليس ثمة شك في قيمته الغذائية للإنسان.
كما أن بعض الحيوانات البحرية سريعة النمو تعيش كلية على هذا البلانكتون، والحوت الأزرق وهو أكبر المخلوقات المعروفة على الأرض حالياً في الحجم يصل وزنه إلى ستين طناً بعد عامين من الولادة.  
 لتحميل الموضوع من هنا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.