الأحد، 22 أبريل 2018

بترول PETROLEUM


بترول  
PETROLEUM

لقد عثروا على الزيت هذا خبر مدهش ولكن هذا الخبر ليس دائما
خبراً سارًا ففي باكورة أيام الولايات المتحدة الامريكية كان الناس يعرقون ويجتهدون للحصول على الملح
وذلك بحفر بئر للوصول إلى الماء المالح الموجود على أعماق بعيدة تحت سطح الأرض، ولذلك كان الشخص الذي يحفر الأرض للحصول على الملح ويعثر بدلا منه على الزيت يصاب بخيبة أمل شديدة، أما الآن فإن أي إنسان يشعر وحصل على الماء المالح بدلا منه،
والزيت الذي يحفر الانسان الأرض للحصول عليه هو البترول
وكلمة بترول مشتقة من كلمتين لاتينيتين معناها "زيت الصخر"
وحينما يخرج زيت الصخر أو زيت الغفل) الخام) من الأرض يكون سائلا ثقيلا قاتم اللون
ويظن العلماء أن البترول تكون من أجساد النباتات والحيوانات الدقيقة جدا التي عاشت في البحار قليلة العمق منذ ملايين السنين وعندما ماتت هذه النباتات والحيوانات أستق ت في القاع حيث دفنت في الطين الذي يوجد هناك وبمرور الوقت غطي هذا الطين طبقات من الرمل ثم بطبقات تتكون من معظمها محارات وحيوانات البحر الصغيرة وكذلك بطبقات أخري من الطين وبالتدريج تكون البترول من النباتات والحيوانات المدفونة، ولكن لا أحد على وجه التحديد يعرف كيف تكون هذا، على أن هناك الكثير من الآراء حول هذا الموضوع
وبمرور الملايين من السنين أصبحت طبقات الرمل والمحارات والطين التي ترسبت في قاع البحر صلدا صخرا
فلقد أصبح الطين طَفلا) بفتح الطاء (وأصبح الرمل حجرً رمليًا، أما المحارات فقد أصبحت حجرا جيريا
وتوجد في الحجر الرملي أو الحجر الجيري مسام أو ثقوب، ويوجد بالطفلة هي الأخري مسام
ولكن هذه المسام تكون أدق من مثيلاتها في الحجر الجيري أو الحجر الرملي ولقد تجمع معظم الزيت في مسام الحجر الرملي أو الجيري وكانت هذه الصخور مسامية لدرجة تسمح للزيت في مناطق مختلفة تجعدت فيها الطبقات إلي أعلي
مكونة مصايد للزيوت، والزيت أخف من الماء ويمكن حجزه في المصيدة الصخرية بواسطة الماء الذي يوجد تحته
وقد عرف الإنسان) البترول (منذ قرون عديدة.
والقاعدة العامة أن البترول يوجد على أعماق بعيدة ولكن في بعض الأماكن يتسرب إلى السطح عن طريق بعض الشروخ
وقد عثر القدماء على البترول الموجود على السطح واستخدموه دواء لهم ووقود لنيرانهم كذلك استخدموا الاسفلت الذي يتبقى في بعض الأوقات نتيجة لتبخر الزيوت في لصق قوالب الطوب المستخدمة في عمل الأرضيات وبناء الحوائط وشد بعضها البعض وفي جعل القوارب لا تتأثر بالماء، ولكن حفر الأرض للحصول على البترول لم يخطر ببال أحد لأمد طويل جدا
ونحن نعرف الآن أن البترول خليط   مواد عديدة جدا
وأنه يمكن تحليله إلى المركبات الكثيرة المختلفة التي توجد به
ومن بين المركبات الكيروسين والجازولين والسولار والشحم وهلام (البترول) والبرافين والأسفلت وتسمي عملية تحليل البترول إلى مكوناته بعملية التكرير
وأحد الأسباب التي جعلت الناس بطيئين جدا في البحث عن البترول هو أنهم كانوا يحصلون على ما يحتاجونه من الزيت والشحم من النباتات والحيوانات ولكن الوضع اختلف منذ أكثر من مائة وخمسين عام، فلقد أبتدأ حينئذ عصر الألة ودعت الحاجة إلى الحصول على أفضل أنواع الزيت والشحم لكي تدور المكنات بليونة، كذلك احتاج الناس إلى الكيروسين
لأنهم وجدوا أنه من الممكن استخدامه في اشعال مصابيحهم
وقد حفرت أول بئر للزيت في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1859 م
حفرها الكولونيل (أدوين. ل. دريك) في تيتو سفيل بولاية (بنسلفانيا).
ولقد عثروا على البترول على عمق 96.5 من الأقدام تحت سطح الأرض، وأعطت هذه البئر 25 برميلاً من الزيت في اليوم، وسرعان ما حفرت آبار أخري بعد هذا البئر.
وفي ذلك الوقت لم يكن قد تم اختراع الطائرة والسيارة، ولذلك لم يكن " الجازولين " حينئذ يثير اهتمام أي شخص، وقد ضاعت الملايين من الجالونات من الجازولين قبل ظهور السيارات والطائرات وقبل أن يبدأ استخدامها بكميات هائلة.
وليس من السهل تحليل البترول إلى المواد المختلفة الموجودة به.
والطريقة بوجه عام هي أن ترفع درجة حرارة البترول إلى أن يتحول معظمه إلى البخار، ويذهب البخار في برج طويل وتذهب أخف الأبخرة إل ى قمة البرج، اما أثقلها فيذهب إلى القاع، وتسحب الأبخرة من البرج على ارتفاعات مختلفة ثم تحول مرة أخري إلى الحائلة السائلة، ويتبع أخف الأبخرة أخف السوائل وهو " الجازولين"، والأبخرة التي تلي ذلك خفة تصبح السائل الذي يلي " الجازولين" خفة وهو " الكيروسين " وهكذا.
وتستخدم شركات البترول الجيولوجيين   وهم علماء تخصصوا في دراسة الصخور، للبحث عن الأماكن التي يحتمل أن يكون الزيت قد حجز فيها. ولكن الجيولوجيين لا يمكنهم أبداً أن يكونوا على ثقة من وجود البترول لأن الطريقة الوحيدة المؤكدة للعثور على البترول هي حفر الآبار وانتظار النتيجة.
أما كيف تحصل الشركات على البترول فإنها تبدأ بحفر الآبار للعثور عليه.
يعني أولاً بناء برج الحفر، وفي مكان ما بهذا البرج توجد قطعة طويلة من أنابيب الحفر، وبأسفل إحدى أنابيب الحفر يوجد دقاق ذو أسنان كبيرة قاطعة.
وتقوم آلة بإدارة الدقاق فيشق طريقة إلى أسفل داخل الأرض آخذاً الأنبوب معه، ثم تضاف قطع أخري من انابيب الحفر حسب الحاجة وأخيراً قد تصل البئر إلى طبقة يوجد فيها الزيت.
وفي المصيدة الصخرية قد يوجد مع الزيت غاز طبيعي، وفى هذه الحالة قد يدفع هذا الغاز الزيت عالياً في الهواء.
ولكن كقاعدة عامة يجب استخدام المضخات لرفع الزيت إلى السطح.
وتصل عمق الآبار إلى أعماق كبيرة، وقد تصل تكلفة حفر البئر العميقة إلى مليون دولار.
وقد تكون البئر غير منتجة حتى ولو كانت البئر التي توجد بالقرب منها منتجة جداً، وفي عمليات البحث عن البترول يمكن تكوين ثروات كبيرة وقد تضيع أيضاً ثروات كبيرة
 
لتحميل الموضوع من هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.