الأحد، 4 نوفمبر 2018

تعرية التربة EROSION



تعرية التربة EROSION


منذ أن نشأت الأرض والمعركة قائمة بين اليابس والماء، ويكون النصر لليابس في بعض الجهات، فتظهر أرض جديدة أو ترتفع أرض كانت موجودة، ويكون النصر للماء في جهات أخري فيتآكل اليابس ويلقى به في البحر.
ويعرف تآكل التربة هنا بالتعرية، وتقوم بالجزء الأكبر منه الرياح والأمواج والجليد والمياه الجارية.
وتستطيع الرياح الحاملة لذرات الرمال أن تنحت حتى الصخور الصلبة، وينحت الرمل الذي تحمله الرياح من الصخور أشكالاً غريبة في بعض الأحيان.
وتستطيع الأمواج كذلك أن تنحت الصخر الصلب إذا كانت لديها أسلحة، والأسلحة التي تستخدمها الأمواج هي الرمل والحصي.
وتشق انهار الجليد أودية عميقة، فهي تعمل عمل المحاريث وتدفع أمامها الصخور والتربة، لكن المياه الجارية هي المحارب الرئيسي الخطير في المعركة بين اليابس والماء.
وتفعل مياه الأمطار وهي في طريقا للبحر في نحت اليابس أكثر مما تفعل الرياح والأمواج والجليد معاً.
وتشق أنهار الجليد أودية عميقة، فهي تعمل عمل المحاريث وتدفع أمامها الصخور والتربة، ولكن المياه الجارية هي المحارب الرئيسي الخطير في المعركة بين اليابس والماء، وتفعل مياه الامطار وهي في طريقها إلي البحر في نحت اليابس أكثر مما تفعل الرياح والامواج والجليد جميعاً.
وتعمل التعرية عملها منذ مئات الملايين من السنين، وقد تآكلت سلاسل بأكملها من الجبال وحفرت أودية عميقة.
وتتأكل التربة الهشة بأسرع مما يتآكل الصخر الصلب، فنهر المسيسيبي يلقي بمليون طن من الرواسب في خليج المكسيك كل عام، ويضيف نهر النيل إلى سمك التربة المصرية ملليمتراً كل سنة، ويدرك كثيراً من الفلاحين الآن أن التعرية هي أخطر عدو لأراضيهم.
والنحت في التربة العارية أسرع منه في التربة التي تغطيها الأعشاب والأشجار، إذ تساعد الجذور على تثبيت التربة في مكانها، والتعرية في سفوح المنحدرات أسرع منها في الأراضي المنبسطة، إذ كانت التربة هي نفس التربة، ووسائل فلاحتها هي نفس الوسائل، والإلمام بهذه الأمور يساعد الفلاح علي أن يخوض معركته ضد التعرية.
والأفضل أن تستغل التربة التي تذروها الرياح في الرعي بدلاً من حرثها، ويمكن أن تزرع الأشجار على السفوح المنحدرة.
وهناك طرق مختلفة لصيانة أراضي السفوح التي تستغل لزراعة المحصولات الحقلية، فيمكن ان تزرع الحشائش بين حقول الذرة والقمح والشوفان، ويمكن أن تحرث الحقول على سفوح التلال حرثاً أفقياً – أي على عرض السفح بدلاً من حرثها رأسياً صعوداً وهبوطاً على السفح.
ووجود أخدود في حقل نذير بالخطر، وإذا لم يفعل الفلاح شيئاً تجاهه كان من الأكيد أن يتسع الأخدود ويبلع الحقل بأكمله.
وقد أتلفت التعرية بالفعل ملايين الأفدنة من الأراضي الزراعية، وكان بعض هذا التلف مما لا يمكن تداركه، ولكننا نستطيع أن نعيد إصلاح بعض الأراضي التي عريت، ونستطيع ان نفعل الشيء الكثير لصيانة ما تبقي لنا من الأراضي الطيبة.
لتحميل الموضوع منسق وجاهز للطباعة من هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.