الخميس، 1 نوفمبر 2018

جان دارك JOAN OF ARC

جان دارك  
JOAN OF ARC

يبدو الجزء الأول من قصة جان دارك كالأساطير
جان دارك الفتاة الريفية التي لا تعرف القراءة والكتابة، أصبحت قائدة لجيوش فرنسا
قادت الجنود وهي ترتدي درعها البراق إلى انتصارات رائعة، ووقفت بجانب ملك فرنسا في أثناء تتويجه في كاتدرائية ريمز العظيمة، وإلى هنا ينتهي الجزء الأسطوري من القصة، فقصة جان دارك لم تنه نهاية سعيدة.
ولدت جان في قرية دومريمى في شمال فرنسا. وكان والدها يملك مزرعة في أطراف القرية، وفي هذه الفترة لم تكن فرنسا بلداً سعيداً، فقد استمرت الحرب بينها وبين إنجلترا حوالي مائة عام، واستولي الإنجليز وأصدقائهم البرجانديون على الكثير من الأجزاء الشمالية لفرنسا.
ولم يتم تتويج الأمير الذي كان سيصبح ملكاً على فرنسا وسمي بولي العهد، وكان ضعيفاً وأنانياً، تنازل عن كثير من الأراضي الفرنسية ليحصل على أموال للهوه.
وعندما بلغت جان الثالثة عشر أصبحت شديدة التدين، وترددت كثيراً على كنيسة القرية، وخرجت إلى الحقول مع قطيع أبيها حتى تستطيع أن تكون بمفردها لتفكر وتصلي، وبدأت تشاهد رؤي لبعض القديسين في الكنيسة والحقول، كما سمعت أصواتاً تطلب منها أن تتوج ولي العهد ملكاً، وأن تطرد أعداء فرنسا، وصممت جان علي أن تقوم بما عهدت إليها به الأصوات
وحاول أفراد أسرتها والقسيس أن يقنعوها بأنها تتخيل هذه الأصوات، ولكنها لم تستسلم.
وأخيراً وصلت إلى قصر ولي العهد، وهناك كما يقال: حاول أحد رجال القصر أن يسخر من الفتاة الريفية فجلس على العرش، واختفي ولي العهد في الزحام، وعندما دخلت جان حجرة العرش نظرت إليه، ثم حولت أنظارها بسرعة وشاهدت ولي العهد وركعت أمامه، ولم يفز رجال القصر بالضحك الذي كانوا يتوقعونه
وبدأ ولي العهد يؤمن بانه قد يكون في استطاعة هذه الفتاة أن تعيد إليه مملكته، فوضعها على رأس جيشه، واتجهت إلي مدينة أورليانز المحاطة بالأسوار، والتي كان الإنجليز يحاولون الإستيلاء عليها.
وكانت جان ترتدي درعاً أبيض وتحمل راية بيضاء مطرزة بأزهار فرنسا، وقد بلغت السابعة عشرة إذ ذاك، ولم يعلمها أحد أن تحارب أو تقود الجيش، ولكنها قادت الجنود إلى النصر في أورليانز، وبسبب هذا النصر يطلق علي جان أحياناً اسم " عذراء أوليانز"، وكسب جيشها معارك أخري، وأخيراً توج ولي العهد ملكاً.
وهكذا فعلت جان دارك ما أمرتها به الأصوات وأرادت العودة إلى منزلها، غير أن الملك رجاها أن تستمر في القتال، وبعد فترة قصيرة أسرها الإنجليز، وكان في استطاعة ملك فرنسا إن ينقذها لكنه لم يفعل.
وحوكمت جان علي أنها ساحرة، وقال القضاة: إنها لم تسمع أصواتاً أبداً، وأنها لخطيئة كبري أن تقول إنها سمعت، واستمرت المحاكمة أياماً، ولم تقل جان أنها مخطئة، غير أن القضاة أدانوها وأحرقت، وعندما اندلعت ألسنة النيران صاح أحد الجنود الإنجليز قائلاً " لقد أحرقنا قديسة"، وبعد خمسين عاماً تقريباً أعلنت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية أنها " القديسة جان".

لتحميل نسخة منسقة وجاهزة للطباعة من 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.