بيات
شتوي
HIBERATION
تقضي الكثير من الحيوانات فترة الشتاء
في حالة من الركود التام أو البيات، وتشاهد في التربة وكتل الخشب المتعفنة أنواع
لا حصر لها من مختلف الحشرات والديدان في حالة بيات شتوي، وتقضي الكثير من
الفراشات وأبي دقيق فصل الشتاء في طور البيضة أو العذراء، أما قواقع الحديقة (الحلزون)
فإنها تحفر الأرض تحت المخلفات السطحية المتراكمة، وتقفل فتحة صدفتها بغشاء رقيق
يتخلله ثقب صغير لمرور الهواء، والبيات الشتوي غير مألوف في الأسماك
إلا أن سمك الشبوط قد يبقي محاطاً
بالثلوج أو مدفوناً تقريباً في طين القاع، ويبقي في حالة من عدم النشاط لفترات
طويلة في أثناء برودة الطقس.
وتقضي الضفادع والسمندرات عادة فترة
بيات شتوي، ويمكنها الاحتفاظ بحياتها حتى عندما تهبط درجة حرارة أجسامها إلى درجة
تحت درجة التجميد، ذلك أنه عندما تأخذ درجة الحرارة في الهبوط يزداد تركيز الدم
والسوائل التي في الأنسجة، ومن ثم تنخفض درجة حرارة تجمدها
وتقضي كثير من السحالي والثعابين
والسلاحف فترة بياتها بأن تزحف تحت الصخور وكتل الأخشاب وتحفر الأرض إلى ما تحت خط
التجميد، وهي لا تتناول في أثناء البيات طعاماً، وتنخفض الوظائف الحيوية في
أجسامها إلى نحو 5% منها في الأحوال العادية، وتبدأ أولاً باستهلاك السكر ثم الدهن
المدخر في أجسامها لتنتج المقادير القليلة من الطاقة اللازمة لحفظ الحياة.
وتختبئ أنواع كثيرة من الثدييات والطيور
(أي الحيوانات ذات الدم الحار) في فصل الشتاء إلا أنها تكون نائمة فقط، فالدببة
وعناق الأرض وأبو عفن (الظربان) والراكون (عناق الأرض الأمريكي) تكون مثقلة بالنوم
في فصل الشتاء، وكثيراً ما تذكر الدببة في عداد الحيوانات التي تبيت شتاء، غير أن
ذلك ليس صحيحاً، ولا تهبط حرارة أجسامها وهي نائمة سوي درجات قليلة، وليس بين
الثدييات ما يبيت بياتاً شتوياً حقيقياً سوي الخفافيش وآكلات الحشرات (مثل القنافد
والشرو والخلد)
والقوارض (كالسناجب الأرضية وفأر الجبل والها
مستر (
ولربما كان من بينها أيضاً بعض
الرئيسيات مثل الليمور منفوش الذيل الذي يعيش في جزيرة مدغشقر، وفي عالم الطيور يبدو
أن الطائر المسمى بور – ويل له بيات شتوي.
وأسباب بيات الحيوانات ذوات الدم الحار
ما زالت غامضة، فهي لا تعود إلى عجزها عن الاحتفاظ بالدفء ولا إلى انخفاض درجات حرارة
البيئة، ولربما كان منشؤها تركيباً داخلياً متصلاً بالجهاز العصبي فنقص الطعام
مثلاً يسبب جنوح فأر الجيب إلي البيات.
وتنخفض درجة حرارة ذوات الدم الحار عند البيات
إلي درجة أو اثنتين فوق الوسط المحيط بها، وينقص معدل دقات القلب إلى ما بين 4 أو
15 دقة في الدقيقة، وتقل سرعة العمليات الحيوية للجسم إلى نحو 3 في المائة من
معدلها العادي، وفي حالات كثيرة يكون الدهن المدخر في الجسم المصدر الوحيد لإنتاج الطاقة
ومع ذلك فالحيوان في أثناء النبات يتفاعل لحفظ حياته، فإذا نقصت حرارة الوسط إلى
حد بالغ تزيد سرعة عمليات الأيض(الميتابولزم) لرفع درجة الحرارة إلى الحد الذي
يكفي لبقاء الجسم حياً.
وتستيقظ ذوات الدم الحار في أثناء
البيات مرة كل أسبوع على الأقل، فترتفع درجة حرارة أجسامها ويزيد عدد دقات قلبها
وتبدي شيئا من النشاط، وإذا كانت قد ادخرت شيئا من الطعام فإنها تشرع في أكله فوراً،
أما إذا نفذ طعامها المدخر أو الدهن المخزون في أجسامها فلا مناص لها من إنهاء
بياتها الشتوي
ومن الحيوانات ما يمر في فترة من البيات
الشتوي في أثناء جفاف الجو، كما أن كثيراً من النباتات توقف نشاطها في فترات جفاف
الجو أو برودته.
لتحميل الموضوع منسق وجاهز للطباعة من هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.