فنون
ARTS
لا يوجد حد فاصل بين الفنون وبين بعض الأشياء الأخرى
التي نفعلها
فصناعة السلال قد تعد فناً في بعض الأحيان، فإذا قام
الصانع بعمل وعاء يحتوي على مقدار من البطاطس مثلاً فهو ليس مفتناً أو مفناً (فناناً)،
لكنه إذا وضع رسماً معيناً على سلته وحاول أعطاها شكلاً معيناً فهو إذن فنان،
وبنفس الطريقة لا يعد فناناً كل من قام برقصة شعبية بسيطة، وهكذا الحال في الطباعة
وتغليف الكتب والحياكة وصناعة الخزف والمفروشات، فمن يقوم بصنعها قد يكون فناناً
وقد يكون مجرد صانع.
ولا يعلم أحد أيها أقدم الفنون،
ولكننا نعلم أن سكان الكهوف قاموا بعمل رسوم على جدران بعض المغارات، وحفروا أشكال
حيوانات على مقابض سكاكينهم المصنوعة من العظم، ومنذ آلاف السنين صمم المصريون والبابليون
المباني الجميلة ووضعواً نقوشاً على الأواني الخزفية، وقاموا بنسج الأقمشة الجميلة
أيضاً.
وتعد الموسيقي من الفنون القديمة،
ولا يعلم أحد متي تعلم الناس التمتع بالأصوات المطربة التي كانت تصدر من قرعهم على
جذع شجرة مجوف أو من نفخهم في قصبة مجوفة، والرقص فن لا يمكن تقصي أثره، وقد يكون
من أقدم الفنون.
لقد كان الفن والدين عند الشعوب
القديمة على صلة وثيقة، وهناك من يعتقد أن الرسوم التي قام برسمها سكان الكهوف
كانت صلوات لآلهتهم، ويعد الرقص جزءاً من الدين لدي كثير من الشعوب البدائية، وعلى
مر الأجيال كان أجمل ما في العمارة المعابد وأشهر اللوحات الزيتية والتماثيل
المنحوتة صنعت لهذه المعابد.
إن ما يجده الناس حول محال إقامتهم
له علاقة كبيرة بالسبيل الذي يتبعونه في محاولة إدخال الجمال علي حياتهم،
فالإسكيمو مثلاً يحفر الأشكال الجميلة من العاج المأخوذ من ناب حصان البحر في حين
أنه لا يصمم العمارات الكبيرة الجميلة، لأن ما حوله من ثلوج وأخشاب عائمة وأعشاب
عائمة وأعشاب وجلود لا تساعده على إقامة أي نوع من البناء، وبنفس الطريقة يصنع
الهنود والمقيمون في جنوب غربي أمريكا المجوهرات الفضية الجميلة المطعمة بالفيروز
لوفرة الفضة والفيروز لديهم.
ومن أجمل الفنون التي عبرت التاريخ،
الفن الإسلامي المتمثل في العمائر والمساجد وقبابها ونوافذها وأبوابها، والأواني
المزخرفة وغير ذلك.
ولكي يصبح الإنسان فناناً يجب
عليه أن يكون مبتكراً في عمله وألا يكتفي بمجرد نقل آراء غيره، فقد ولي الزمان
الذي كان يطلق فيه اسم فنان علي كل من قام بعمل شيء، ونحن الآن في عصر الآلات،
فالعامل لا دخل له في مسئولية التصميم. وإنما يقتصر عمله على إدارة الآلة التي
تقوم بتنفيذ فكرة شخص آخر.
وغالباً ما يعبر الفنان في عمله
عن شعور عميق يوحي بالفرح أو الحزن أو الخوف، بالهدوء او الحماس، بحب الله أو
الوطن أو الطبيعة، ولابد أن يوحي العمل الفني إلي من ينظر إليه أو من يسمعه بنفس
هذا الشعور، أي أن يكون بمثابة لغة هي في الواقع أسهل فهماً لكثير من الناس من
الكلمات الناطقة.
لتحميل الموضوع نسخة منسقة وجاهزة للطباعة من هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.