الخميس، 1 أغسطس 2019

فلك ASTRONOMY


فلك  
ASTRONOMY

يعد علم الفلك من أقدم العلوم، فقد نظم قدماء المصريين تقويمهم برصد مواقع النجوم منذ أربعة آلاف سنة، ومنذ حوالي ثلاثة آلاف عام عرف البابليون طريقة التنبؤ بالكسوف والخسوف
وينتمي أوائل علماء الفلك الذين نعرف أسماءهم إلى زمرة الفلاسفة الإغريق
فحوالي عام خمسمائة قبل الميلاد، عرف (ثيلز) كيف يتنبأ بالخسوف والكسوف، وفي نفس الوقت تقريباً ناقش فيثاغورث فكرة كروية الأرض وسباحتها في الفضاء، وحوالي عام 200 ق.م.
قام(إراتوسثينس) بقياس حجم الأرض من رصده ارتفاع الشمس في مدينة الاسكندرية في اللحظة التي تتعامد فيها على أسوان، وقبل ذلك بما يقرب من خمسين عاماً قاس (أرسطارخوس) بعد الشمس والقمر، وكما يعتقد_ كما هو شأننا في الوقت الحاضر_ أن الأرض تدور حول الشمس.

 

كان الاعتقاد سائداً بين أكثرية علماء الفلك الإغريق أن الأرض ساكنة بينما يدور حولها الشمس والقمر والكواكب والنجوم، وكان ذلك أيضاً هو اعتقاد (هيبارخوس) الذي استنبط الأشكال المحتملة للمسارات، كما قام بوضع جدول ضخم للنجوم، وآخر علماء الفلك المشهورين هو (بطليموس ( الذي عاش حوالي 100 عام ق.م في الإسكندرية، وقام بتأليف كتاب يصف فيه حركة جميع الأجرام حول الأرض واشتهرت أفكاره هذه بأسم النظام ( البطليموسي) .
وقد اختار العرب لفظ الفلك لإطلاقه على هذا العلم، لإن حركة الأجرام السماوية تشبه حركة فلك المغزل، وكانوا قد اختاروا في بادئ الأمر أسماء عديدة، منها صناعة النجوم وصناعة التنجيم، لتشمل علم الفلك المعروف بالإضافة إلي التنجيم، ثم ما لبثوا أن فرقوا بين التنجيم والتنبؤ بالأحداث وبين علم الهيئة أو علم الأفلاك.
بدأ العرب بترجمة مؤلفات الهند واليونان والفرس، وبعد استيعاب ما بها أقاموا المراصد في بغداد ودمشق والقاهرة حيث لمعت أسماء عدد كبير من العلماء اشتهروا بأرصادهم الدقيقة أو بتحسن أنواع الأجهزة أو باستنباط النظريات الفلكية، ونذكر من بين هؤلاء (عبد الرحمن الصوفي) الذي وضع جداول تبين مواقع النجوم بعد رصد على جانب كبير من الدقة،
و(علياً ابن عيسى الأسطرلابي) الذي برع في صناعة أجهزة الإسطرلاب الفلكية.



كما ناقش (أبو الريحان البيروني) فكرة حركة نقطة الأوج في الفضاء، وقام (ابن يونس المصري) بتعيين أدق القيم للثوابت الفلكية، وغير هؤلاء كثيرون.
ولقد ظل النظام البطليموسي سائداً حتى نبذه (كورنيكوس، وتيخوبراها، وجون كبللو، وجاليليو جاليلي)
وأقاموا بدلاً منه علم الفلك الحديث، فاستخدم جاليليو المنظار الفلكي واكتشف أقمار المشترى ووضع أساس الصورة الحديثة للمجموعة الشمسية.
وفي عام 1687 م فسر نيوتن قانون الجاذبية مؤسساً بذلك علم الميكانيكا السماوية، وانصب اهتمام علم الفلك في بادئ الأمر على المجموعة الشمسية ثم تعداها إلى النجوم والمجرات البعيدة، وبدأ علماء الفلك قبيل عام 1900 م في التقاط الصور الفوتوغرافية بدلاً من الأرصاد المرئية البطيئة، وبذلك تمت قياسات مواقع وأبعاد وحركات عدد هائل من النجوم، وحوالي ذلك الوقت، اكتشف علماء الفيزياء تركيب الذرة، وسرعان ما تمكن علماء الفلك من دراسة طبيعة النجوم بتحليل أضوائها.


وعالم الفلك في الوقت الحديث هو في الواقع نصف عالم فيزياء، لأن جزءاً كبيراً من علم الفلك يعتمد على تطبيق قوانين الفيزياء على الأجرام البعيدة في الكون
وتنقسم بحوث علم الفلك إلى نوعين:
أحدهما دراسات نظرية للتنبؤ بسلوك الأجرام الفلكية وتفسيرها، بينما تقدم أعمال الرصد الحقائق التي ينبغي بناء النظريات على أساسها، ويقوم بالبحوث الفلكية بضع مئات من العلماء فقط في جميع أنحاء العالم (حتى تاريخ كتابة المقال) وهم متخصصون وعلى درجة كبيرة من التدريب ويعملون في المراصد أو الجامعات، ولكن ليس من الضروري أن يكون المرء متخصصاً في الفلك كي يستمع بهذا العلم، فهناك عدة ألوف من الهواة يستمتعون بدراسة النجوم وتجتمع نواديهم في كثير من المدن.
ويواجه الشباب أحياناً مشكلة اختيار علم الفلك كمهنة في الحياة، وليست هناك قواعد خاصة في هذا الشأن، ولكن يجب على الفلكي المرتقب بوجه عام أن يكون حائزاً علي درجات عالية في المدرسة، وأن يولي العلوم والرياضيات عناية خاصة، ومع ذلك يكون الاختيار شاقاً لأن رجلاً ذا مواهب تؤهله لأن يصبح عالماً فلكياً يكون أمامه الكثير من الفرص الأخري التي يتيح غالبها مرتبات مرتفعة، أما جزاء عالم الفلك فهو في العمل نفسه، ويكفيه فخراً أنه يعاون بعض الشيء في الكشف عن سير الكون.

لتحميل الموضوع منسق وجاهز للطباعة من هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.