ارتياد أعماق البحار
DEEP-SEA EXPLORING
ارتياد أعماق البحار
حلم يراود الكثير من الشباب
فالمعروف
للجميع أن أعماق البحار ناحية ظلت مجهولة إلى هذا اليوم.
ولم
يخل التاريخ طبعا من بعض المحاولات لاكتشاف أغوار البحار السحيقة،
وأننا لا نعرف
شيئا عن الكائنات العجيبة التي تعيش في أعماق البحار
ونعلم أيضا أنها أماكن باردة
جدا ومظلمة
ولم
تكن الغاية من المحاولة الأولي لارتياد أعماق البحار
والمحيطات هي العلم
والاكتشاف، وأنما كانت بغرض اكتشاف الكنوز الغارقة فيه،
أذ أن كثيرا من السفن
المحملة بالأشياء الثمينة هوت وغاصت إلى الأعماق.
وليس
ارتياد أعماق البحار أمراَ يسيراَ، إ
ذ أن على مرتادها أن يجد وسيلة للتنفس تحت الماء،
كما أن عليه بالإضافة إلى ذلك أن يهتدي إلي وسيلة يحمي بها نفسه من الضغط الهائل
الذي ي
تعرض له هناك، فقد تعودنا على ضغط الهواء على أجسامنا، بل أننا لا نلاحظه على
الإطلاق مع أنه يساوي 15 رطلا على البوصة المربعة؛ ولكن غوصنا إلى لمسافة 3 ألاف
قدم تحت سطح المحيط – أي ما يزيد قليلا عن نصف ميل يجعل ضغط الماء الواقع على
أجسامنا يصل إلى نحو1300 قدم على البوصة المربعة الواحدة.
وتعد
ملابس الغوص من أولي الوسائل المناسبة للاستكشاف تحت سطح الماء، وثمة نوع من
الملابس يتكون معظمه من المطاط. أما الخوذة التي تغطي الرأس فهي من النحاس وبها
نوافذ من الزجاج، ويضع الغواص مع هذه الملابس حذائين ثقلين من الرصاص يزن الواحد
منهم حوالي عشرين رطلا، ويصل الهواء إلي الغطاس مضغوطا من مضخة فوق سطح الماء عن
طريق أنبوبة طويلة تتصل بالخوذة التي تحيط برأسه.
ويمكن
هذا الرداء الغواص من الهبوط بضع مئات من الأقدام تحت سطح الماء، ولكنه لا يصلح
للأعماق السحيقة أذ أنه لا يتحمل الضغط في تلك الأعماق.
أما
ملابس الغوص المعدنية فأنها تمكن الغواص من التعمق إلي نحو 700 قدم، إذ أنه يستطيع
أن يتحمل ضغطا مقداره 300 قدم علي البوصة المربعة.
وقد
شرع (وليم بيب 1927) في محاولاته إلي الوصول إلي أعماق لم يصل أليها أحد من قبل،
ولم يكن الدافع إلي ذلك البحث عن الكنوز الغارقة، أنما كانت رغبته في دراسة
الكائنات الحية في البحار، وقد استقر رأي بيب في النهاية علي أن أفضل الوسائل
لارتياد أعماق البحار هي كرة جوفاء من الصلب ’ فأعد له صديقه كرة من ذلك القبيل
يبلغ سمك جدارها بوصة وربع بوصة أما الكرة نفسها فلم يتجاوز قطرها أربع أقدام وتسع
بوصات (أي نحو متر ونصف تقريبا) ولكن وزنها كان أكثر من 5000 رطل.
وقد
سمي بيب كرته تلك كرة الأعماق، ولم يستطع بالطبع أن يصنع نوافذها من الزجاج أذ أنه
لم يجد نوع من الزجاج يستطيع أن يتحمل الضغوط التي تتعرض لها الكرة، فاستعاض عن
الزجاج بالكوارتز، ولم يتجاوز قطر باب الكرة 14 بوصة، ولم يكن بها أنابيب لتوصيل الهواء،
ولكنها كانت مزودة بخزان من الأكسجين موضوع في داخلها
كما
أنها كانت تتصل بالعالم الخارجي بواسطة أسلاك تليفونية وأسلاك كهربائية.
وقد
استخدم بيب وصديقه كرة الأعماق في القيام ببعض الرحلات الاستكشافية في أعماق البحر
وتمكنا
من الهبوط مرة إلى عمق 3028 قدم.
فرأيا
هناك كثيرا من المخلوقات الغريبة التي لم تقع عليها عين أحد من البشر. وقد ألف (بيب)
كتاباَ في وصف تلك المغامرات الشيقة أسماه (نصف ميل في الأعماق)
وقد
أعد صديقه فيما بعد كرة معدنية سماها (بنثوسكوب) أي (منظار الأعماق) فتمكن من
الوصول إل عمق 4500 قدم.
وفي
فبراير من عام1954 م، أمكن الغوص إلى مسافة 13.287 قدما
أي ميلين ونصف ميل -باستخدام نوع جديد من أدوات
الغوص يسمي (بيذيسكيف) أي (سفينة الأعماق). ولعل سفينة الأعماق وما يستحدث بعدها
من أدوات الغوص ووسائله ستمكننا من أماطه اللثام عن كثير من أسرار أعماق البحار الغامضة .تحميل الموضوع من هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.