الأحد، 20 أغسطس 2017

هرم pyramid



هرم  
pyramid

مما دعا إلى بناء الأهرام اعتقاد الفراعنة بوجود حياة أخري بعد الموت، لذلك تنافس ملوكهم في بناء الأهرام حتى نحفظ جثثهم المحنطة وكنوزهم الثمينة، واحكموا بناءها وأخفوا مداخلها حتى تصان من عبث اللصوص والطامعين في الثروات التي دفنت معهم.
وقد تعددت الأهرامات، فمنها من بني في الجيزة (أهرامات الجيزة) ومنها من شيد في سقارة
وتحتل أهرام الجيزة في سير الفراعنة مركز الصدارة. وأهم هرم في تلك المنطقة هرم الجيزة الأكبر
الذي بناه الملك خوفو على هضبة مرتفعة ليكون علما قائما أبد الدهر يشرف علي الوادي لا تنال منه السنون أو تؤثر فيه مياه الفيضان التي تغمر الوادي كل عام.
وقد بدأ خوفو بناء الهرم بعد توليه الحكم بفترة قليلة، فكان يجمع العمال اللازمين لبناء الهرم وقت الفيضان حين تطفي مياه النيل علي المزارع فتغطيها بالطمي الذي يكسبه خصوبة ونماء، ولا يستطيع الأهالي القيام بالزراعة وما إليها أذ تحول غمرة الفيضان بينهم وبين حقولهم.
وقد روي لنا (هيروديت) – المؤرخ الإغريقي الذي زار مصر عام 450 ق. م
أن العمال الذين يقومون بالعمل في بناء الأهرام كان يقدر عددهم بحوالي10000 عامل (عشرة آلاف)، كانوا يستبدلون كل ثلاثة أشهر، وقد خصص لهم الملك خوفو مدينة سكنية خاصة بهم، وكان يقدم لهم الطعام والشراب، وقد أمضي العمال عشر سنوات في قطع الأحجار وتمهيد الطريق، وعشرين سنة أخري في البناء.
وتطلب بناء هذا الهرم من الأحجار 2300000 (اثنان مليون وثلاثمائة ألف حجر) يزن الواحد منها طنين ونصف طن تقريبا فيكون وزن الجميع 5.750.000 طن
حوالي (خمسة مليون وسبعمائة وخمسين ألف طن)
ولقد بلغ إحكام التصاق الأحجار ببعضها البعض درجة يستحيل معها إدخال دبوس أو أي آلة دقيقة بينهما.
وأكثر أحجار الهرم قطعت من تلال (طره) على ضفاف النيل الشرقية المقابلة، وكانت تنقل في أثناء الفيضان حتى سفح الهرم
ويقوم الهرم على مساحة تزيد على 12 فدان وكان ارتفاعه 146 متر
وقد خلد بناء هذا الهرم الملك خوفو وسجل ما كانت عليه مصر منذ خمسين قرنا من إدارة فنية منظمة، وما بلغه المهندسون من مهارة وبراعة.
ويقع مدخل الهرم من الواجهة البحرية في مواجهة النجم القطبي الذي لا يغيب عن الأفق الشمالي، وكان خوفو يعتقد أن هذا النجم لا يأفل يضمن لروحه الخلود والدوام
والمدخل على ارتفاع 15 متر من القاعدة
ويؤدي بناء مدخل الهرم إلى طريق مائل ارتفاعه متر تقريبا وعرضه متر كذلك وعلى بعد 20 متر من الداخل تصل إلى بئر تحت الأرض
وفي نهاية الطريق المائل المتقدم تجد قطعة كبيرة من الجرانيت الأحمر وضعت في عهد قدماء المصريين لتحول دون دخول الهرم، ومن هنا يبدأ سلم أقيم حديثا تصعد عليه بضع درجات تؤدي إلى ممر أضيق أقيم عليه سلم خشبي، تسير فيه منحني الظهر حتى تصل إلى بهو كبير، وقبل أن تصعد إلى البهو الكبير تجد أمامك فتحة مربعة يمكنك أن تسير فيها منحنيا لتصل إلى حجرة دفن الملكة
وطولها ستة أمتار وعرضها خمسة ولها سقف هرمي الشكل، وبها منفذان للهواء في الحائط البحري والحائط الجنوبي، ومن البهو الكبير تجد صاعدا عرضه متر وعلى جانبيه إفريزان مرتفعان عرض كل منهما نصف متر تقريبا، وينتهي بك هذا الطريق الصاعد إلى غرفة دفن الملك التي ترتفع عن سطح الأرض بحوالي42   متر والغرفة كلها من الجرانيت الداكن، ارتفاعها ستة أمتار وعرضها خمسة أمتار وطولها عشرة أمتار ونصف متر
ولا يوجد بالحجرة ألا تابوت فارغ من الجرانيت ليس له غطاء وبالحجرة منفذان للهواء يصلان إل خارج الهرم.
وتعلو غرفة الملك خمس حجرات صغيرة بعضها فوق بعض، وهي حجرات فارغة لتخفف ضغط البناء على حجرة الملك، وقد وجدت على حوائط الغرف الثلاث الأخيرة
نقوش هيروغليفية كتبها أحد العمال الذين اشتركوا في البناء بالمداد الأحمر.
وبناء هذا الهرم يدلنا على مبلغ المدنية والحضارة اللذين بلغتهما مصر في عهد الأسرة الرابعة تحت حكم الملك خوفو، ويظن كثير من الناس أن خوفو كان ظالما وأنه أغلق المعابد وسخر الناس في تشييد هرمه بقوة وجبروت ولكن الأمر بخلاف ذلك ولكن خوفو فتح المعابد وشيد التماثيل للآلهة ويدلنا على ذلك أن اسمه وجد مقرونا باسم الإله
"خنوم " وأما هذا العدد الوفير من العمال الذي أستخدمه في بناء الهرم كان يستخدمهم في الأوقات التي تغمر مياه الفيضان أراضيهم.   
لتحميل الموضوع من هنا

هناك تعليق واحد:


  1. من أفضل المقالات على الإطلاق صراحة تستحق التعمق أكثر واكثر اتمني ان تنشئ كتاب الكتروني يحتوي على جميع مقالاتك وترفعه على جوجل بلاي سيكون الامر مرحب به جدا خصوصا كون محتواك فريداً
    خبير سيو
    محترف سيو
    خدمات سيو

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.