الثلاثاء، 8 يوليو 2014

10 رمضان


أخى الحبيب : تابع معنا باقى خطوات الحصول على لذة تلاوة القرآن الكريم
الثامن : التأثر
وهو أن يتأثر قلبه بآثار مختلفة بحسب اختلاف الآيات فيكون به بحسب كل فهم حال ومهما تمت معرفته كانت الخشية أغلب الأحوال على قلبه ، فإن التضييق غالب على آيات القرآن وقوله تعالى : ( والعصر إن الإنسان لفى خسر إلا لاذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصو بالصبر ) ذكر أربع شروط وحيث اقتصر ذكر شرطا جامعا ، فقال تعالى ( إن رحمة الله قريب من المحسنين ) فالإحسان يجمع الكل ، وهكذا من يتصفح القرآن من أوله إلى آخره ومن فهم ذلك فجدير به أن يكون حاله الخشية والحزن .


قال الحسن والله ما أصبح اليوم عبد يتلوا القرآن يؤمن به إلا كثر حزنه وقل فرحه وكثر بكاؤه وقل ضحكه وكثر نصبه وشغله وقلت راحته وبطالته
 
  

·     وقال وهيب بن الورد : نظرنا فى هذه الأحاديث والمواعظ فلك نجد شيئا أرق للقلب ولا أشد استجلابا للحزن من قراءة القرآن وتفهمه وتدبره ، فتأثر العبد بالتلاوة أن يصبر بصفة الآية المتلوة.
·     فعند الوعيد وتقييد المغفرة بالشروط يتضائل من خيفته كأنه يكاد يموت وعند التوسع ووعد المغفرة يستبشر كأنه يطير من الفرح .
·     وعند ذكر الله صفاته وأسماءه يتطأطأ خضوعاً لجلاله واستشعارا لعظمته ، وعند وصف النار ترتعد فرائضه خوفا منها .
·     ولما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لابن مسعود : " فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا " رأيت عينه تذرفان بالدمع فقال لى : " حسبك الآن " رواه البخارى ، وهذا لان مشاهدة تلك الحالة استغرقت قلبه بالكلية ، ولقد كان من الخائفين ممن خر مغشيا عليه عند آيات الوعيد ، ومنهم من مات فى سماع الآيات ، فمثل هذه الأحوال يخرجه عن أن يكون حاكيا فى كلامه .
·     فإذا قال : ( ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير ) ولم يكن حاله التوكل والانابة كان حاكيا ، وإذا قال " ولنصبرن على ما آذيتمونا " فليكن حاله الصبر أو العزيمة عليه حتى يجد حلاوة التلاوة ، فإن لم يكن بهذه الصفات ولم يتردد قلبه بين هذه الحالات كان حظة من التلاوة حركة اللسان ( وكأين من آية فى السموات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون ) لأن القرآن هو المبين لتلك الآيات فى السموات والأرض .
التاسع : الترقى :
وأعنى به أن يترقى إلى أن يسمع الكلام ن الله عز وجل لا من نفسه فدرجات القرآن ثلاثة :
·     أدناها : أن يقدر العبد كأنه يقرؤه على الله عز وجل واقفا بين يديه وهو ناظر إليه ومستمع منه فيكون حاله عند هذا التقدير: السؤال والتملق والتضرع والابتهال .
·     الثانية : أن يشهد بقلبه كأن الله عز وجل يراه ويخاطبه بألطافه ويناجيه بأنعامه وإحسانه فمقامه الحياء والتعظيم والإصغاء والفهم .
·     الثالثة : أن يرى فى الكلام المتكلم وفى الكلمات الصفات فلا ينظر إلى نفسه ولا إلى قرائته بل يكون مقصور الهم على المتكلم موقوف الفكر عليه كأنه مستغرق بمشاهدة المتكلم عن غيره ، وهذه درجة المقربين وما قبله درجة أصحاب اليمين وما خرج عن هذا فهو درجات الغافلين .
العاشر : التبرى : وأعنى به أن يتبرأ من حوله وقوته والالتفات إلى نفسه بعين الرضا والتزكيه فإذا تلا بآيات الوعيد والمدح للصالحين فلا يشهد نفسه عند لك ، بل يشهد الموقنين والصديقين فيها ، ويتشوق أن يلحقه الله عز وجل بهم ، وإذا تلا آيات المقت وذم العصاه والمقصرين شهد على نفسه هناك وقدر أنه المخاطب خوفاً وإشفاقاً .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.