الثلاثاء، 8 يوليو 2014

6رمضان


إنى أعانى من عدم حضور القلب فى الصلاه ، أريد أن أكون مع الله فى كل حركة ، فهل هناك ما أتذكره لحضور قلبي ، على طول يأخذني فى الصلاة تفكير فى أشياء أخرى ، حتى إنى أقرأ القرآن حروف فقط على لساني لا أشعر بها ، وأقوم بأداء حركات الصلاة ولا أشعر بها ، وكأني جسداً آلياً ليس له قلب فماذا أفعل ؟؟؟؟؟؟؟؟


أخي الحبيب تذكر جيداً ما أقول لك : وتابع معنا خطوات الصلاة :
* دعاء الاستفتاح :
سئل حاتم الأصم رحمه الله : كيف تخشع فى صلاتك ؟؟
قال : بأن أقوم فأكبر للصلاة .. وأتخيل الكعبة أمام عيني
والصراط تحت قدمي
والجنة عن يميني والنار عن شمالي ..
وملك الموت ورائي .. وأن رسول الله يتأمل صلاتي وأظنها آخر صلاة
فأكبر الله بتعظيم وأقرأ وأتدبر وأركع بخشوع وأسجد بخضوع وأجعل فى صلاتي الخوف من الله والرجاء فى رحمته ثم أصلي ولا أدرى أقبلت أم لا ؟؟
 
أما دعاء الاستفتاح فأول كلماته أقول : " وجهت وجهى للذي فطر السموات والأرض " وليس المراد بالوجه الوجه الظاهر فإنك إنما وجهته إلى جهة القبلة والله سبحانه ليس هناك ، وإنما وجه القلب هو الذي تتوجه به إلى فاطر السموات والأرض ، فانظر إليه أمتوجه هو إلى أمانيه وهمه فى البيت والسوق ، متبع للشهوات أو مقبل على فاطر السموات ؟ وإياك أن تكون أول مفاتحتك للمناجاه بالكذب والاختلاق 















* ماذا يدور فى بالك :
 ولن ينصرف الوجه إلى الله تعالى إلا بانصرافة عما سواه
فاجهد فى الحال فى صرفه إليه وان عجزت عنه على الدوام
 فليكن قولك فى الحال صادقا وإذا قلت " حنيفا مسلما " فينبغى
أن يخطر ببالك أن المسلم هو الذي سلم المسلمون من لسانه
ويده وإذا قلت " وما أنا من المشركين " فاخطر ببالك الشرك
الخفى فإن قوله تعالى ( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً
صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ) نزل فيمن يقصد بعبادته
وجه الله وحمد الناس ، وكن حذرا مشفقا من هذا الشرك ،
 واستشعر الخجلة فى قلبك نفسك بأنك لست من المشركين
من غير باءة عن هذا الشرك ، فإن اثم الشرك يقع على القليل
 والكثيرمنه .
* محياي ومماتي لله :
وإذا قلت محياي ومماتي لله فاعلم أن هذا حال عبد مفقود لنفسه موجود لسيده وأنه إن صدر ممن رغبته فى الدنيا ورهبته من الموت لأمور الدنيا لم يكن ملائما للحال .
فاعلم أن عدوك ومترصد لصرف قلبك عن الله عز وجل حسدا لك على مناجاتك مع الله عز وجل وسجودك له ، مع أنه لعن بسبب سجده واحدة تركها ولم يوفق لها وان استعاذتك بالله سبحانه منه بترك ما يحبة وتبديله بما يحب الله عز وجل وليس بجرد قولك ، فإن من قصد سبع أو عدو ليفترسه أو يقتلة فقال : اعوذ منك بذلك الحصن الحصين وهو ثابت على مكانه فإن ذلك لا ينفعه بل لا يعيذه إلا تبديل المكان فكذلك من يتبع الشهوات التي هى محاب الشيطان ومكاره الرحمن فلا يغنيه مجرد القول ، فليقترن قوله بالعزم على التعوذ بحصن الله عز وجل من شر الشيطان .


واعلم أن من مكايده أن يشغلك فى صلاتك بذكر الآخرة وتدبير فعل الخيرات ليمنعك عن فهم ما تقرأ

فاعلم أن لك ما يشغلك عن فهم معاني قرائتك فهو وسواس ، فإن حركة اللسان غير المقصودة بل المقصود معانيها ، فأما القراءة فالناس فيها ثلاثة :
رجل يتحرك لسانه وقلبه غافل ، ورجل يتحرك لسانه وقلبه يتيع اللسان فيفهم ويسمع منه كأنه يسمع من غيره ، وهى درجات أصحاب اليمين ، ورجل سبق قلبه إلى المعاني أولا ثم يخدم اللسان القلب فيترجمه .
* لسان ترجمان القلب :
ففرق بين أن يكون اللسان ترجمان القلب أو يكون معلم القلب ، والمقربون لسانهم ترجمان القلب ولا يتبعه القلب ، وتفصيل ترجمة المعاني أنك إذا قلت ( بسم الله الرحمن الرحيم ) فإن به التبرك لابتداء القراءه لكلام الله سبحانه ، وافهم أن الأمور كلها بالله سبحانه وأن المراد بالاسم هاهنا هو المسمي ، وإذا كانت الأمور بالله سبحانه وتعالى فلا جرم كان :
  • ( الحمد لله ) ومعناه أن الشكر لله إذ النعم من الله ومن يرى من غير الله نعمة أو يقصد غير الله سبحانه بشكر لا من حيث أنه مسخر من الله عز وجل ففي تسميته وتحميده نقصان بغير التفاته إلى غير الله تعالى فإذا قلت :
  • ( الرحمن الرحيم ) فاحضر فى قلبك جميع أنواع لطفه لتتضح لك رحمته فينبعث بها رجاؤك ثم استثر من قلبك التعظيم والخوف بقولك :
  • ( مالك يوم الدين ) أما العظمة فلأنه لا ملك إلا له ، وأما الخوف فلهول يوم الجزاء .والحساب الذي هو مالكه ثم جدد الاخلاص بقولك :
  • ( إياك نعبد ) وجدد العجز والاجتياج والتبرى من الحول والقوة بقولك :
  • ( وإياك نستعين ) وتحقق أنه ما تيسرت طاعتك إلا بإعانته وأن له المنه اذ وفقك لطاعته واستخدمك لعبادته وجعلك أهلا لمناجاته ، ولو حرمك التوفيق لكنت من المطرودين مع الشيطان اللعين ثم إذا فرغت من التعوذ ومن قولك ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ومن التحميد ومن إظهار الحاجة إلى الاعانة مطلقا فعين سؤالك ولا تطلب إلا أهم حاجاتك وقل :
  • ( اهدنا الصراط المستقيم ) الذي يسوقنا إلى جوارك ويفضي بنا إلى مرضاتك وزده شرحا وتفصيلا وتأكيدا واستشهادا بالذين أفاض عليهم نعمة الهدايا من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين دون الذين غضب الله عليهم من الكفار الزائغين من اليهود والنصارى والصابئين ثم التمس الاجابة وقل ( آمين )

" قسمت الصلاة بيني وبين عبدى نصفين ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين ، قال الله تعالى : حمدني عبدي وإذا قال : الرحمن الرحيم ، قال الله تعالى : أثنى على عبدي ، وإذا قال : مالك يوم الدين ، قال : مجدني عبدي وقال مرة فوض إلى عبدى ، فإذا قال إياك نعبد وإيك نستعين ، قال : هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل ، فإذا قال اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ، قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.