إنزع التسخط وإزرع الرضا
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
" ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولاَ " * رواه مسلم *
الرضا هو :
تقبل ما يقضي به الله – عزوجل – من غير تردد ولا معارضة .
والسخط هو :
تلون العبد وعدم ثباته مع الله , فلايرضي إلا بما يلائم طبعه وهواه .
شرط الرضا :
إلا يعترض علي الحكم ولا يتسخط وليس شرطاَ للرضا إلا يحس بالألم .
حكم الرضا :
هناك من الرضا ما هو واجب وهناك ماهو مستحب .
فالرضا الواجب :
هو بقضاء الله وأفعاله فليس للعبد أن يعترض علي قضاء الله بأي وجه .
الرضا المستحب :
هو الاستئناس بالقضاء والحكم وهي منزله عاليه , كعمر بن عبد العزيز - رحمه الله –
يتوفي أبنه فيقول " أصبحت ومالي سروراَ إلا في مواضع القضاء والقدر "
وسعد بن أبي وقاص – رضي الله عنه – يعمي فيقول " قضاء الله أحب إلي من بصري "
,,, وعمران بن حصن – رضي الله عنه - استسقي بطنه ويلقي علي ظهره مدة
طويلة حتي ينقب له في سريره موضع لحاجته فيقول : - " أحبه إلي أحبه
اليه "
- · نتائج الرضا :
1- في الحياة تكون صاحب نفس مطمئنة وكذلك وقت القبض .
2- أن رضيت رضي الله عنك وتكون آخرتك كذلك من الرضا .( فمن رضي فله الرضا )
----------------------------------------------------------------
- · من ثمرات الرضا والسخط :
1 – الراضي محب صادق .
2 – الراضي محسن الظن بربه .
( لا تهمه فيما يجريه عليه والمتسخط شاك في قضاء الله وحكمه وعلمه )
3 – حظه من المقدور ما يتلقاه به من رضا وسخط من رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط.
4 – رضاك عن ربك يثمر رضاه عليك .
5 – السخط باب الهم والغم والحزن وشتات القلب .
6 – الراضي شاكر والساخط كافر بالنعم .
7 – الرضا يخرج الهوي من القلب . ( فالراضي هواه تبع لمراد الله )
---------------------------------------------------------
- · السبيل للرضا : -
" أعلم أن قدر يكرهه العبد ولا يلائمه لا يخلو أما أن يكون عقوبه علي الذنب, أو يكون سبباَ
لنعمه لاتنال إلابذلك المكروه , فالمكروه يتقطع ويتلاشي وما يترتب عليه من النعمه دائم لاينقطع "
- · فإذا شهد العبد هذين الأمرين إنفتح له باب الرضا عن ربه في كل ما يقضيه له ويقدره .
- · فالذي يسبب عدم الرضا أو التسخط ثلاثة أمور : -
1 - نسيان النعم الكثيرة .
2 – إبقاء المكدر أي تعظيم المفقود .
3
– الهوي لأن الأمر الذي أتاك علي غير هواك , فبعض الناس عندما يفقدوا شئ
أو يأتي أمر مكروه لهم ينسوا كل ما أعطاهم الله من النعم لدرجة تسمع من
يقول لو كان الله أخذ مني كل شئ وأبقي لي هذا ,
,,, وهذا من الطمع فقد أعطاك الكثير وأنت علي هذا الناقص القليل تري الحياة كدرت .
***
ولك أخا الإسلام في يوسف عليه السلام موعظة : -
فقد لخص شدائد أربعين سنة من إلقاء في الجب وخدمة في بيت وسجن فعندما رأي أباه
لم يقل حدث لي وحدث لي ... , كما يقول الناس ويظلون يتكلمون في ما لقو من الشدائد
وقال : - } وقد أحسن بي أذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان
بيني وبين أخوتي إن ربي لطيف لما يشاء أنه هو الحكيم العليم { يوسف 100
***
( اللهم رضني بقضائك , وبارك لي في قدرك , حتي لاأحب تعجيل شئ أخرته ولا تأخير شئ عجلته ) من دعاء عمر بن عبد العزيز .
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.