الثلاثاء، 8 يوليو 2014

7 رمضان



لابد أن اتوقف كليا عن طريقة تفكيرى السابقة فالوقت يمضي ولا يعود مرة أخرى .
لقد جعل الله تعالى حياتي فى هذه الدنيا دقائق وثواني ، وحضنى على الانتفاع بكل جزء من أجزائها بمزيد من الاخلاص ، وحذرني من كل ما يعوق سيري أو يؤدى بي إلى التثاقل ونبهنى إلى أنه سيحاسب كل من جنى على نفسه بجناية تضييع الوقت وسيعرضة يوم القيامة لعقاب الخزى والندامة مصدقاً لقوله تعالى : " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون " سورة المؤمنون الآية 
112

أخرج من سرداب الأماني ، ياأسير الأغاني .... انفض غبار الكسل ، واهجر من عذل ، فكل من سار على الدرب وصل ، نسيت الآيات وأخرت الصلوات ، واذهبت عمرك الصلوات ، وتريد الجنات !!!!!
ما أنا إلا دقائق :
إن الشهور والأعوام والليالي والأيام كلها مواقيت الأعمال ومقادير الأجيال فهى تنقضي جميعا وتمضي سريعاً
وقد أوجب الله على العبد فى كل يوم من أيام حياته وظيفة من وظائف طاعته يتقرب بها إليه ، فهى لطيفة من لطائف نفحاته يصيب بها من يشاء بفضله ورحمته ، فالسعيد من اغتنم الليالي والساعات وتقرب إلى الله بالطاعات ، إن كل شهر يستحله الانسان فإنه يدنيه من أجله ، ويقربه من آخرته ( وخيركم من طال عمره وحسن عمله ، وشركم من طال عمره وساء عمله ) رواه أحمد والترمذي ، وان الانسان بين أن يثاب على الطاعة والاحسان أو يعاقب على الاساءه والعصيان كما قال تعالى :" ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله وما كانوا مهتدين " سورة يونس آيه 45 

ياكثير الرقاد أما لنومك نفاد ، سوف تدفع الثمن ، يامن غلبه الوسن ، تظن الحياه جلسة وكبسة ، ولبسة وخلسة ، بل الحياة شرعة ودمعة وركعة ومحاربة بدعة..
سأدرك قيمة العمر فهو كل ما أمتلكه للقاء :
كان أولى بي أن أسي على نفسي بما انهدم من بنيان عمرى وما طوى من كتاب حياتي ، فكل يوم يمضي إنما هو ورقة من شجرتي قد زوت وسقطت ورحم الله الحسن البصرى حين قال ( يابن آدم إنما أنت أيام مجموعة كلما ذهب يوم ذهب بعضك ) فالمؤمن الصحيح هو من يربح عمره ويتزود فيه من صالح عمله فيتزود من دنياه لآخرته حتى لا يأسف على الدنيا عند ذهابه منها ولن يجزع من الموت عند نزوله به ، ولا يخاف ولا يحزن على إقباله على الآخره لان اعماله تؤنسه ، وفى الحديث ( وصنائع الاحسان تقي مصارع السوء ) رواه الطبري فى الأوسط بسند حسن
وتزودوا فإن خير الزاد التقوى :
اغتنم خمسا قبل خمس:
شبابك قبل هرمك
وصحتك قبل سقمك
وغناك قبل فقرك
وحياتك قبل موتك
وفراغك قبل شغلك

 
فالانسان فى هذه الحساه سائر لا واقف ، فإما أن يصعد إلى أعلى وإما أن ينزل إلى الحضيض إما أن يتجه إلى الأمام وإما أن يتجه إلى الوراء ، فمن لم يتقدم إلى الجنة بالأعمال الصالحة فهو متأخر إلى النار بالأعمال السيئة ، إذ لا منزل للانسان فى نهاية المطاف سواهما ولا طريق يؤدى لغيرهما.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى
 يسأل عن أربع : عن عمره فيما أغناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله فيما
اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل به ؟
روى أن أبا الدرداء رضي الله عنه وقف ذات يوم أمام الكعبة ثم قال
لأصحابه : أليس إذا أراد أحد منكم سفرا يستعد له بزاد ؟ قالوا : نعم ،
 قال : فسفر الآخرة أبعد مما تسافرون !
فقالوا:دلنا على زاده ؟
فقال : حجوا حجة لعظائم الأمور وصلوا ركعتين فى ظلمة الليل لوحشة القبور وصوموا يوما شديدا حره لطول يوم نشوره .
قال سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : إنى لأمقت الرجل أن أراه فارغا ليس فى شئ من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة .
يقول عبد الرحمن بن الامام أبي حاتم الرازى : ربما كان يأكل وأقرأ عليه ويمشي وأقرأ عليه ويدخل الخلاء وأقرأ عليه ويدخل البيت فى طلب شئ وأقرأ عليه ." فكانت ثمرة هذا المجهود وهذا الحرص على استغلال الوقت كتاب الجرح والتعديل فى تسعة مجلدات وكتاب تفسير فى مجلدات عدة وكتاب السند فى ألف جزء .
فلابد أن اجعل حياتي :
كلها لله فلا أضيع من أوقاتي ما اتحسر عليه يوم القيامة فالوقت سريع الانقضاء فهو يمر مر السحاب .
فاستيقظوا عباد الله من الغفلات واستعملوا كل لحظة فيما يرضي الله وينفع الخلق .

اغتنم خمسا قبل خمس:
شبابك قبل هرمك
وصحتك قبل سقمك
وغناك قبل فقرك
وحياتك قبل موتك
وفراغك قبل شغلك 
 
**********
 
كان هناك شاب يخرج من بيه كل صباح فيمشي على ضفاف النهر ليصل إلى مكان دراسته فى قرية مجاورة ، وفى أحد الأيام استوقفه شيخ كبير ووجه له سؤال : لم تعيش فى هذه الدنيا ؟؟؟
فاستغرب الشاب وكأنه يواجه السؤال لأول مرة فلم يجب فقال له الشيخ أتعرف قصة الكراسي سأرويها لك ... سنفترض أنك مدعو لحضور دورة تدريبية فى مكان به 100 كرسي وتم اخبارك أن كرسيك هو رقم 65 فهل ستجلس على كرسي آخر ؟
فقال : لا ، فقال الشيخ : ولكن إذا تم اخبارك أن الكراسي ذات ترقيم سري لا يظهر لأحد سوى منظمي الدورة .. فهل ستجد الكرسي بسهولة ؟؟
قال : لا ، فقال الشيخ  : ولكن إذا قيل لك أن الكراسي غير مرتبة وغير مرقمة سوى هذا الترقيم السرى .. فما هى نسبة نجاحك فى الوصول لهدفك ؟؟
قال : تقريبا 1 % ، فقال الشيخ : ولكن إذا قيل لك أن الكراسي ذات ترتيب معلن فما هى نسبة نجاحك فى الوصول لهدفك ؟؟
قال تقريبا  100% ، فقال الحكيم : ولكن إذا قيل لك أن الكراسي ذات الترقيم من 60 : 70 ذات لون أخضر .. فما هى نسبة نجاحك فى الوصول لهدفك ؟؟؟
قال تقريبا 100% ولكن بسرعة ، قال الشيخ : وإذا قيل لك أن الكرسي رقم 65 لونه أخضر ، قال الشاب : سوف لا أهتم بالرقم .
قال الحكيم : ياهذا الوصول للنجاح يحتاج لتحديد يساعدك للوصول بسرعة
فتحديد هدفك فى فترة أطول سيساعدك فى الوصول للنجاح فى فترة قصيرة
فلا تهدر أوقاتك فهى كل ما تملك فى الحياة للوصول لهدفك
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.