الثلاثاء، 8 يوليو 2014

8 رمضان


أنا لا أشعر بلذة تلاوة القرآن ، لا أقرأه كثيرا إلا فى رمضان وتكون قرائتى مجرد قراءة فقط ولا أحصل علىاللذه التي يتحدث عنها الناس المرافقون للقرآن ، فماذا أفعل حتى أحب قراءة القرآن بكثرة ؟؟؟؟؟؟ أريده رفيقي وأنيسي فى الدنيا والآخرة فماذا أفعل ؟؟؟؟؟


أخي الحبيب ، أحيي فيك روح الصدق مع نفسك
واعلم أن هذه اللذه لت تحصل إلا بتوافر عشرة آداب عند تلاوة القرآن الكريم
( فهم أصل الكلام ، ثم التعظيم ، ثم حضور القلب ، ثم التدبر ، ثم التفهم ، ثم التخلي عن موانع الفهم ، ثم التخصيص ، ثم التأثر ، ثم الترقي ، ثم التبرى )

فالأول : فهم عظم الكلام :
وعلوه وفضل الله سبحانه وتعالى ولطفه بخلقة فى نزوله عن عرش جلاله إلى درجة إفهام خلقه ، فلينظر كيف لطفه بخلقه فى إيصال معاني كلامه إلى إفهام خلقه ؟ ولولا تبييت الله عز وجل لموسى عليه السلام لما أطاق لسماع كلامه كما لم يطق الجبل مبادئ تجليه حتى صار دكا .
الثاني : التعظيم للمتكلم :
فالقارئ عند البداية بتلاوة القرأن ينبغي أن يحضر فى قلبه عظمة المتكلم ويعلم أن ما يقرأه ليس من كلام البشر وأن فى تلاوة كلام الله عز وجل غاية الخطر فإنه تعالى قال " لا يمسه إلا المطهرون " وكما إن ظاهر جلد المصحف وورقه محروس عن ظاهر بشرة اللامس إلا إذا كان متطهرا ، فباطن معناه أيضا بحكم عزه وجلاله محجوب عن باطن القلب إلا إذا كان متطهرا عن كل رجز ومستنيرا بنور التعظيم والتوقير ، وكما لا يصح لمس جلد المصحف كل يد فلا يصح لتلاوة حروفه كل لسان ولا لنيل معانيه كل قلب فتعظيم الكلام تعظيم للمتكلم ، ولن تحضره عظمة المتكلم ما لم يتفكر فى صفاته وجلاله وأفعالة .
" ما قدروا الله حق قدره "
فإذا حضر بباله العرش واستواء ربه عليه ، والكرسي الذي وسع السموات والأرض ، واستحضر مشهد السموات والارض وما بينهما من الجن والانس والدواب والأشجار ، وعلم أن الخالق لجميعها والقادر عليها والرازق لها واحد ، وأن الكل فى قبضة قدرته مترددون بين فضله ورحمته وبين نقمته وسطوته ، إن أنعم فبفضله وإن عاقب فبعدله ، وانه الذي يقول هؤلاء إلى الجنة ولا أبالى وهؤلاء إلى النار ولا ابالى وهذا غاية العظمة والتعالى ، فالبتفكير فى أمثال هذا يحضر التعظيم للمتكلم ثم تعظيم الكلام .
الثالث : حضور القلب وترك حديث النفس :
قيل فى تفسير ( يايحيي خذ الكتاب بقوة ) أى بجهد واجتهاد ، وأخذه بالجد أن يكون متجردا له عند قرائته منصرف الهمه إليه عن غيره وقيل لبعضهم : إذا قرأت القرآن تحدث نفسك بشئ ؟ فقال : أو شئ أحب إلىمن القرآن حتى أحدث به نفسي ! وكان بعض السلف إذا قرأ آية لم يكن قلبه فيها أعادها ثانية ، وهذه الصفه تتولد عما قبلها من التعظيم ، فإن المعظم بالكلام الذي يتلوه يستبشر به ويستأنس ولا يغفل عنه فقد قيل أن القرآن ميادين وبساتين ورياض ، فإذا دخل القارئ الميادين وقطف من البساتين وتنزه فى الرياض استغرقه ذلك وشغله عما سواه فلم يعزب قلبه ولم يتفرق فكره .
الرابع : التدبر :
وهو وراء حضور القلب فإنه قد لا يتفكر فى غير القرآن ولكنه يقتصر على سماع القرآن من نفسه وهولا يتدبره والمقصود من القراءه التدبر ، ولذلك سن الترتيل فى الظاهر ليتمكن من التدبر بالباطن وقال على رضي الله عنه : لا خير فى عبادة لا فقه فيها ولا فى قراءة لا تدبر فيها .
وإذا لم يتمكن من التدبر إلا بترديد فليردد إلا أن يكون خلف إمام فإنه لو بقى فى تدرب آية وقد اشتغل الإمام بآية أخرى كان مسيئا ، وكذلك إن كان فى تسبيح الركوع وهو متفكر فى آية قرأها إمامه فهذا وسواس ، روى عن عامر بن قيس أنه قال : " الوسواس يعتريني فى الصلاة " ، فقيل فى أمر الدنيا ؟ ، فقال لان تختلف فى الأسنة أحب على من ذلك ، ولكن يشتغل قلبي بموقفى بين يدي ربي عز وجل وإنى كيف أنصرف فعد ذلك وسواسا فهو كذلك فهو يشغله عن فهم ما هو فيه ، والشيطان لا يقدر على مثله إلا بأن يشغله بمهم دينه ولكن يمنعه به عن الأفضل .


كان عمر بن عبد العزيز معروفا بالحكمة والرفق ، وفى يوم من الأيام دخل عليه أحد أبناءه وقال له : يا أبت ! لماذا تتساهل فى بعض الأمور ؟!
فوالله لو أنى مكانك ماخشيت فى الحق أحدا .
فقال الخليفة لابنه : لا تعجل يابني ، فإن الله ذم الخمر فى القرآن مرتين وحرمها فى المرة الثالثة ، وأنا أخاف أن أحمل الناس على الحق جملة فيدفعوه فتكون فتنة .
فانصرف الابن راضيا بعد أن اطمأن لحسن سياسة أبيه ، وعلم أن موقف أبيه ليس عن ضعف ولكنه نتيجة حسن فهمه للقرآن .  



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.