السبت، 20 أكتوبر 2018

توازن الطبيعة balance in nature



توازن الطبيعة  
balance in nature


أخذ المزارعون في مقاطعة إحدى الولايات الأمريكية الشرقية يشكون منذ زمن ليس ببعيد
(تاريخ كتابة المقالة 1980)
من الصقور التي كانت تخطف دجاجهم، ولذلك قرر المسئولون في المقاطعة أن يضعوا حداً لشكواهم،
فأعلنوا عن استعدادهم لمنح كل من يقتل بعض الصقور مكافأة مالية، وسرعان ما قتل الناس كثيراً من
الطيور حتى كف المزارعون عن شكواهم من خطف دجاجهم، ولكنهم ما لبثوا أن عادوا إلى الشكوى من جديد، وكانت شكواهم هذه المرة أن فيران الحقول كانت تأكل حبوبهم.
ولم يتريث أحد من المسئولين هنيه ليفكر في أن الصقور كانت تأكل فيران الحقول، بل أنها كانت تأكل من تلك الحيوانات أضعاف ما تأكله من الدجاج، فلما قل عدد الصقور خلا الجو لفئران الحقول فكثر عددها كثرة هائلة، ومعني ذلك أن قتل الصقور قد أخل بما يسميه العلماء "توازن الطبيعة"
والذي يعنيه العلماء من " توازن الطبيعة" هو ما يلي:
لكل منطقة من المناطق نباتاتها وحيواناتها الخاصة بها، فإذا لم يحدث فيها أي شيء غير عادي ظل عدد كل نوع من تلك النباتات والحيوانات ثابتاً تقريباً.
ولكي نتمكن من فهم طريقة الوصول إلى توازن الطبيعة في منطقة ما، لابد لنا من أن نعرف نوع الغذاء الذي تعيش عليه
عليه حيوانات هذه المنطقة، ففي أحدي مناطق الجهات الجنوبية الغربية من الولايات المتحدة مثلا،
يعيش نوع من الأيائل يسمي " أيل البغل" طعامه الرئيسي نوع من الورد البري، أما الأيائل نفسها فهي بدورها طعام أسد الجبل فإذا ما تركت هذه الكائنات الثلاثة وشأنها، ظل عدد كل نوع منها ثابتاً دون أن يطرأ عليه تغير كبير.
فلنفترض مثلاً أن عدد الأيائل قد زاد فجأة لسبب ما، فإن ذلك يستتبع حتماً ازدياد عدد الأسود الجبلية أيضا،
لأنها سوف تجد وفرة من الطعام الذي نأكله، ولكن سوف يحدث في نفس الوقت أن الورد البري سوف يصبح شحيحاً في تلك المنطقة، ولذلك سوف يعود التناقص سريعا.
وقد قررت حكومة الولايات المتحدة يوماً أن تحمي أيائل البغل بقتل الأسود الجبلية في تلك المنطقة، وسرعان ما تكاثرت الأيائل حتى أتت على كل الورد البري، ثم تحولت إلى الأشجار الصغيرة وشجيرات الأرتيميزيا، وحتى هذه لم تكفها،
فمات كثيرا منها جوعا، وتعلمت الحكومة من هذه الواقعة درسا، فصار المسئولون الآن يراعون عدم الإخلال بتوازن الطبيعة في المتنزهات الأهلية.
على أن الناس لا يكفون أبدا على الاخلال بتوازن الطبيعة بأي شكل من الأشكال، أذ أننا
لا نستطيع أن ننشى المدن الكبيرة أو نمهد أراضي جديدة للزراعة أو نجفف المستنقعات دون أن نتعرض لكثير من النباتات البرية، بل أننا نخل دائما بتوازن الطبيعة دون مبرر وجيه لذلك.
وإبادة نوع من أنواع النباتات أو الحيوان طريقة شائعة لإحداث ذلك الإخلال، وكذلك إدخال نوع جديد من النبات أو الحيوان في منطقة ما. هو طريقة أخري لإفساد توازن الطبيعة فيها.
ومن ذلك أن المستوطنين الأوائل في أستراليا أدخلوا فيها نبات التين الشوكي إذ ظنوا أنه نبات مناسب لزراعته في حدائق منازلهم، وكذلك جلبوا معهم نوعا من الأرانب كبيرة الأحجام، ولم تجد الأرانب ونباتات التين الشوكي أعداء لها في بيئتها الجديدة، فتكاثرت تكاثراً ذريعاَ وسببت للسكان مضايقات هائلة , مما اضطر الحكومة الأسترالية إنفاق مبالغ هائلة في محاولة للقضاء عليها.
بيد أن اللوم لا يقع دائماَ على الإنسان عندما يختل ميزان الطبيعة، فقد يحدث بين الحين والحين أن تتسبب الأحوال الجوية غير المعتادة في تكاثر نوع من أنواع الحيوان تكاثراً سريعاً حتى إننا نصفه بالوباء، فقد حدث مثلاً كثير من أوبئة
انتشار حشرة النطاط، ولو لم يتدخل الإنسان ببعض أخطائه الحمقاء لانتهت تلك الأوبئة عاجلاً أو أجلاً ،ولعاد إلي مناطقها توازنها الطبيعي

 لتحميل الموضوع من هنا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.