الأربعاء، 24 أكتوبر 2018

ثقاب MATHES


ثقاب  
MATHES


الثقاب العادي أو ما نسميه " عيدان الكبريت"
قد يبدو أمراً تافها غير ذي بال، ولكنه وفر على الإنسان كثيراً من الوقت والجهد، فقد كانت طريقة إشعال النار قبل ابتكار الثقوب تستغرق وقتاً طويلاً، بحيث إن الناس كانوا يتجشمون مشقة السير مسافة طويلة ليستعيروا قطعة فحم مشتعلة، بدلاً من محاولة إشعال النار بحكها كما يحك الثقاب الذي نعرفه اليوم برؤوس طرف العلبة.
وأعواد الصوفان _ التي كان الناس في إنجلترا وأمريكا يستعملونها منذ مئتي عام – كانت هي الأخري أعواداً خشبية برؤوس من مادة الكبريت. لكن رائحتها نفرت منها التجار، فأخذ الصبية يبيعونها للناس في الشوارع، علي أنها لم تكن تصلح هي الأخري إلا لنقل الشعلة من مكان إلي آخر، وفي أوائل القرن التاسع عشر ابتكر رجل فرنسي ما أسماه (صندوق الإشعال الفوري)، وكان يحتوي علي أعواد من الخشب تغمس طرفها في مخلوط من المواد الكيميائية، ويشتعل العود إذا وضع في زجاجة بها قطعة من الأسبستوس مغموسة في حامض مركز، لكن" صندوق الإشعال الفوري "هذا لم يكن يشتعل" فوراً علي الدوام.
ولكي يشتعل الثقاب اليوم فإننا نحك العود بسرعة على سطح خشن، لأن الاحتكاك يولد حرارة تشعل رأس العود.
وكان أول أنواع الثقاب التي تشعل بالاحتكاك من صنع الصيدلي الإنجليزي جون ووكر أن النار لابد لها من الأكسجين ففكر في صنع رأس عود ثقاب، يغمس العود في مخلوط من الكبريت ومادة كيمائية تتفاعل بالتسخين طاردة الأكسجين
ونجحت الفكرة، وكانت أعواد ثقابه تشعل بسحبها خطفاً من داخل حزمة من ورق الصنفرة وسمي هذا النوع نجوم الصباح.
ولما كان الفوسفور أسرع " وأسهل اشتعالاً من الكبريت، فقد صنعت رؤوس الثقاب من الفوسفور ولماكان الفوسفور
مادة خطرة، فقد أصاب المرض – بسببه كثيراً من العمال الذين يتداولونه، وأجريت التجارب سنوات طويلة حتى أمكن الاهتداء إلى مركب فسفوري يمكن تداوله دون أن يلحق الضرر بالعمال.
وهناك اليوم صنفان رئيسيان من الثقاب،
نوع " الأمان المعتاد، والنوع الذي يشتعل بحكه على أي سطح خشن الملمس، وتحتوي رؤوسه على مركب الفسفور، وكذلك الزجاج، والغراء، ومركب الأكسجين.
ويغطي عود الثقاب بالبارافين حتى يسهل اشتعاله، ويعالج بمادة كيميائية حتى لا يظل مضيئاً بعد إطفاء الشعلة
أما ثقاب الأمان فلا يشتعل بحكه إلا على سطح مصنفر به مادة خاصة هي مركب الفسفور، فالسر في ثقاب الأمان أن الفوسفور موجود على " صنفرة العلبة"
وليس في تركيب رأس العود، وبحك العود يشتعل جزء يسير دقيق من الفوسفور على شريط الصنفرة، فيشعل رأس العود كله، وقد صنعت أول أنواع ثقاب الأمان في السويد عام ١٨٤٤ م. علي يد جوستاف بانش، وقد عم استعمالها في كل مكان.


لتحميل الموضوع من هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.