السبت، 27 أكتوبر 2018

تسجيل حق الاختراع PATENTS


تسجيل حق الاختراع  
PATENTS


كثيراً ما نري على غلاف بعض الأشياء التي نشتريها أو نستعملها هذه الجملة (مسجل تحت رقم000) وهذه العلامات تعني أن الدولة تحمي حق المخترعين، والتسجيل يعطي المخترع وحده كل الحق في ان ينتج أو يبيع اختراعه خلال فترة معينة يحددها القانون وخلال هذه الفترة لا يسمح لشخص آخر بأن يقلد هذا الاختراع دون أن يدفع للمخترع مبلغاَ يتفق عليه.
وقصة " صامويل كرومتون" تثبت لنا مدي ضرورة تسجيل حق الاختراع، وكرومتون هذا كان نساجاً إنجليزياً عاش في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، والنسيج في ذلك الوقت كان يتم بطريقة يدوية. وكان كرومتون يعيش مع والدتها الأرملة ومع عمه المقعد في منزل ريفي يشرف على إحدى الغابات.
وفي ركن من غرفة النوم كان كرومتون يصنع نول النسيج، وتحت وطأة الفقر الذي كانت تعيش فيه الاسرة، أضطر صامويل إلي أن يتعلم كيف يدير النول وهو ما زال حدثاً، وفي كل بضع دقائق كان النول يتوقف لأن الخيوط كانت تنقطع، وفكر صامويل كم يكون رائعاً لو أنه وجد طريقة لغزل خيوط متينة، وظل خمس سنوات يجري تجاربه سراً حتى وفق أخيراً إلى تصميم آلة تنتج خيوطاً أشد متانة وأجمل واستطاع أن ينسج من الغزل الجديد ما يعرف حالياً بالموسلين، وكان هذا أجود غزل من نوعه ظهر في هذا التاريخ.
وبالطبع أقبل النساجون على كرومتون لشراء هذا الغزل الجديد، وأخذ كرومتون يعمل بهمة ليوفر الطلبات المتزايدة في ذلك الوقت الذي كان فيه منافسون من الغزالين يجدون صعوبة في بيع غزلهم.
ورفض كرومتون أن يطلع أحداً على آلته الجديدة، إذ كان يخشي أن يصنع الآخرون آلة مثلها، وبذلك يفقد تجارته الرائجة في مجال الغزل، وكان يعتقد أن من حقه أن يكافأ علي السنين الطويلة التي قضاها في العمل ليصل إلي اختراعه، غير ان الغزالين الآخرين هددوا باقتحام منزله وتحطيم آلته بعد أن أصبحوا علي وشك أن يفقدوا أرزاقهم، وكان احتفاظ كرومتون بسر اختراعه يعني أن الفرصة لن تسنح إلا لقليل من المشترين الإنجليز للحصول علي شيء جيد.
وكان تسجيل حق الاختراع أمراً معروفاً في إنجلترا في ذلك الوقت، إلا أنه لم يكن من السهل علي مخترع فقير ان يحصل علي تسجيل يحفظ به حقه، وأخيراً وافق كرومتون علي أن يقلد بعض المنتجين آلته نظير مبلغ من المال اتفق عليه ، ولكنهم لم يحترموا وعدهم لكرومتون ولم يصله منهم إلا القليل.
ولم يمض وقت طويل حتى أصبح تسجيل حق الاختراع شائعاً في كل أنحاء إنجلترا، ووجدت الحكومة أن كرومتون لم يحصل على مكافأة مناسبة على جهوده، فأمرت له بخمسة آلاف جنيه.
ولو كان كرومتون قد حصل من قبل علي حق تسجيل اختراعه لما خشي إطلاقاً من تسرب السر إلي الآخرين، إذ يصير من المحتم حينئذ على كل من يستعمل اختراعه أن يدفع له مبلغاً محدداً نظير هذا الامتياز.
وكل الدول حالياً تنص في دساتيرها علي حق الحكومة في إصدار براءات الاختراع، ومعني هذا تشجيع المواهب والكفاءات واعتراف من الدول بحاجتها إلى جهود من المخترعين من أبنائها.
وعندما بدأت الولايات المتحدة تطبق هذا القانون، تقدم ثلاثة فقط في السنة الأولي لتسجيل اختراعاتهم، وكان التسجيل رقم واحد من نصيب صامويل هوبكنز من فيرمونت، وكان قد اخترع طريقة جديدة للحصول على محلول قلوي لعمل الصابون من رماد الخشب، واليوم يصدر مكتب التسجيل الأمريكي عشرات الألاف من تسجيلات الاختراع في العام الواحد، وبلغ ما أصدره منذ إنشائه أكثر من مليونين ونصف مليون شهادة.
والمخترع الذي يريد أن يسجل اختراعاً جديداً عليه أولاً أن يرسل وصفاً لاختراعه إلى مكتب التسجيل، وأن يوقع إقرارات تثبت أن هذا الاختراع من تفكيره الشخصي، ثم يدفع رسماً قليلاً، وبعد ذلك يبدأ المختصون بمكتب التسجيل في دراسة الاختراع، فإذا أقروا أن هذا الاختراع جديد فعلاً دفع المخترع رسما آخر يصدر المكتب بعده شهادة التسجيل.
وحتى سنة 1880 م كان مكتب التسجيل الأمريكي يطلب من المخترع أن يرسل إليه نموذجاً من اختراعه.
وليس ضرورياً أن تتحول جميع الاختراعات لتصبح سلعة متداولة، ولكن هناك الكثير من الاختراعات التي درت على مخترعيها ثروات طائلة بعد استعمالها.

 لتحميل الموضوع من هنا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.