تربة
SOIL
إن حفنة من تراب حديقة جيدة
لهي خليط من كثير من الأشياء، أولها أنها تحتوي على فتات من صخور يحتمل أن تكون
متعددة الأنواع، ثم سيقان متحللة وجذور وأوراق نباتات معينة، كما أن بها أجساماً
متحللة لحيوانات دنيئة، ويحتمل أن تحتوي كذلك على كثير من الحيوانات الدنيئة التي
ما زالت حية، ومن المؤكد أنه يوجد بالتربة نباتات متناهية في الدقة نسميها
البكتريا.
وأن لمن العسير أن نفهم
الأهمية العظمي للتربة إلا إذ علمنا أننا لا نستطيع الحياة بدون النباتات الخضراء
التي هي مصانع الغذاء في العالم، وهذه النباتات بدورها لا يمكنها عمل الغذاء
بدون الماء والمواد التي
تحصل عليها من التربة، فضلاً عن المعادن مختلفة الأنواع التي يتحتم علينا الحصول
عليها من التربة.
وفى بداية الدنيا لم يكن
هناك تربة، فالصخور الصلدة التي كونت الأرض لم يكن قد مر بها الوقت الكافي لتفتت
إلى الجزئيات الصغير التي تتكون منها التربة، ولكننا نشاهد الآن أن فوق معظم
الصخور الصلبة غطاء من التربة، ويبلغ عمق التربة في بعض الأماكن عدة أقدام، وتتكون
التربة في العادة من طبقتين: الطبقة السفلي وتسمي تحت التربة، ومعظمها يتكون من
فتات الصخور، والطبقة العليا وهي التربة السطحية وهي المهمة،
لأن فيها النباتات الدنيئة والحيوانات
والمواد المتحللة التي ذكرت، وبعضها عظيم النفع في نمو المحاصيل.
وللتربة عدة أنواع بسبب
تنوع الصخور، كما أن للجو علاقة كبيرة بالتربة، ولذلك نجد التربة السوداء والحمراء
والصفراء، كما نجد التربة الرملية والطينية، وكذلك التربة الحمضية والمتعادلة،
وهناك فروق أخري غير ذلك.
ولكي تكون التربة صالحة
لنمو النباتات لابد أن تحتوي على جميع المعادن التي يحتاج إليها النبات، وعلى
فراغات هوائية لأن جذور النباتات تحتاج إلى الهواء، وعلى الماء ولكن بالقدر الذي
لا يؤدي إلي موت الجذور.
وان من بعض النباتات ما
يقضي عليه الإسراف في ريه، تماماً كما يقضي على بعضها الشح في سقايتها.
والتربة لو كانت خصبة جداً
تستهلك إذا لم يعتن بها، لأن المحاصيل التي تنمو فيها تأخذ بعضاً من معادنها،
ولابد أن يعود ما يأخذ منها إليها حتى تحتفظ بخصبها، ويفعل الفلاحون ذلك باستعمال
السماد وأنواع أخري من المخصبات، ويمكن إعادة بعض المعادن إلى التربة أيضاً بزراعة
البرسيم وأشباه فيها، ويعيش في عقد على جذوره نوع خاص من البكتريا تثبت الآزوت في
التربة.
ويسرق الماء والريح من
مزارعنا كمية كبيرة من التربة، فبعد المطر الغزير يحمل الماء التربة إلى المجاري
المائية، وهذه تحملها الأنهار وتحملها الأنهار إلى البحار السبعة.
ويعد نهر المسيسيبي أحد
أكبر لصوص التربة، فهو يفرغ في خليج المكسيك حوالي مليون طن من التربة يومياً،
وبالطبع لا تنفع هذه التربة الموجودة في قاع الخليج أحداً.
وصنع العواصف التي تهب من
حين لآخر أحواضاً واسعة من التراب الذي كان أرضاً زراعية جيدة.
وهناك طرق لصد لصوص التربة،
فزراعة النباتات قصيرة النمو كالحشائش تثبت التربة في مواضعها، كما أن زراعة
محاصيل كالحبوب في بقاع من الأرض تفصل إحداها عن الأخرى بقاع مزروعة بمحاصيل جيدة
قصيرة النمو بدلاً من زراعتها في حقول خاصة، يساعد على حماية التربة من الاكتساح.
تري ماذا يحدث لو أن تربتنا
اكتسحت أو استهلكت، أليس لدينا صخور وفيرة لتكوين تربة جديدة بالطبع نعم لدينا
ولكن ذلك يتطلب الكثير من الوقت.
فالمزارعون الأوائل استغلوا
التربة التي استلزم صنعها ملايين من السنين، ويخبرنا العلماء أن صنع طبقة سميكة من
التربة يحتاج إلى مئات بل آلاف من السنين، ولذا فمن المهم جداً لنا ان نحافظ على
التربة التي لدينا.
https://adamhpedia.blogspot.com
لتحميل الموضوع منهنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.