تسويق
MARKETING
لنفترض وجود شركة تقوم بصناعة السيارات،
هذه الشركة لا تستطيع أن تصنع آلاف السيارات كل سنة إذا لم تجد لها مشترين، كذلك
تنتج مزارع القمح آلاف الأطنان من الغلال التي لابد أن يطيبها التلف إذا لم تصل
إلى من يحتاج إليها من الناس على هيئة خبز أو دقيق.
وسكان بعض مناطق أفريقيا ينتجون كميات
كبيرة من الماس، ولا يشترون إلا جزءاً يسيراً منه، أما الباقي فيصل إلي المستهلكين
في جميع أنحاء العالم.
وعملية إيصال السلع إلى من يحتاجها تسمي
(التسويق)
وقد ازدهرت عملية التسويق على مر الأيام
بازدهار التجارة.
وهكذا أصبحت في استطاعة أي سيدة أن تذهب
إلي(البقال) لتشتري ما تحتاج إليه من طعام لأسرته، ولسوف تجد عنده مختلف أنواع
الأطعمة المحفوظة والطازجة من لحوم وفواكه وخضروات وغير ذلك.
والبقال يشتري السلع التي يبيعها
لزبائنه من أناس آخرين، ولكم أن تتصوروا حالة هذا (البقال ) إذا ما تعين عليه أن
يشتري اللحم مثلاً من مزرعة من المزارع، والبقول من مزرعة أخري ، والتفاح من مزرعة
ثالثة وهكذا...
أي عليه أن يشتري من مئات الأشخاص
للحصول على غالبية السلع التي تجدها اليوم في محله الكبير.
وبعد ذلك كله قد لا يجد نوعاً أو آخر من
الفاكهة مثل الأناناس الذي لا تنتجه بعض الدول.
ومحال " البقالة" بل غالبية
المحلات التي نراها في الشوارع والطرق تسمي محلات تجارة القطاعي، وهي تبيع السلع
والبضائع بكميات صغيرة إلى المستهلكين مباشرة، وتشتري هذه المحال بضائعها عادة من
تجار الجملة، وتجار الجملة يشترون بضائعهم بكميات كبيرة ثم يبيعونها إلى المحال
الصغيرة كل على قدر حاجته.
وفي المدن الكبيرة توجد أسواق للجملة
تحتوي على بضائع مختلفة، منها أسواق الفاكهة والخضراوات، وهي تعمل خلال الليل أو
في أوائل ساعات النهار عندما تأتي المنتجات الزراعية من المزارع، وحينئذ يقبل تجار
الخضراوات على شرائها، وهذه الأسواق كبيرة والحركة فيها علي أشدها والضوضاء فيها
لا تطاق، ومع ذلك نري كثيراً من الناس يميلون إلى زيارتها لمشاهدة حركة البيع
والشراء.
ويشتري تجار الجملة الخضراوات والفواكه
بضائعهم من محلات التعبئة، وهذه المحلات تشتري بضائعها من الفلاحين، وقد أصبح من
السهل على الفلاحين بفضل وجود محلات التعبئة أن يبيعوا محصولاتهم جميعاً في مكان
واحد بدلاً من الذهاب إلى مختلف المحلات، فيبيعون هنا جزء وهنا جزءاً آخر.
فمثلاً عندما تنتج الذرة يجمها الفلاح
ويذهب بها إلى محلات التعبئة، حيث تخزن بعد تصنيفها في صناديق، وتأتي بعد ذلك
السيارات فتحمل الصناديق إلي تاجر الجملة في المدينة، ثم يأتي تاجر القطاعي فيشتريها
ويضعها في محل بقالته،
حيث تكون في متناول ربة المنزل التي
تأخذها معها إلى منزلها، وهكذا لا تستغرق العملية كلها من المزرعة إلى المنزل أكثر
من 24 ساعة بعد جمع الفلاح محصوله.
وهناك محلات عديدة تشتري ما يلزمها من
البضائع من تجار الجملة، ومن ذلك الصيدليات التي تشتري الأدوية من محلات بيع الجملة،
وهذه المحلات تشتريها من المنتجين أو من المعامل أو السماسرة الذين يمثلون المصانع
المختلفة، كذلك محلات بيع الملابس والأدوات المنزلية ولعب الأطفال وغيرها، تشتري
ما يلزمها من البضائع من محلات الجملة.
وقليل من محال القطاعي تشتري حاجياتها
مباشرة من الصناع بدلاً من تجار الجملة، ومن ذلك تجار السيارات، فهم يشترون
سياراتهم من المصنع مباشرة.
وعملية التسويق هامة جداً في حياتنا
التجارية الحديثة، وملايين من الناس يكسبون عيشهم من العمل بشكل أو آخر من
اشتغالهم في عملية التسويق.
لتحميل الموضوع من هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.