الثلاثاء، 30 أكتوبر 2018

الثورة الصناعية INDUSTRIAL REVOLUTION


الثورة الصناعية  

INDUSTRIAL REVOLUTION


ظل العالم قروناً طويلة ومعظم العمل فيه يدوي، يؤديه الإنسان بيديه، وقد ابتكر الناس بعض الأدوات، ولكنهم استخدموا عضلاتهم في الاشتغال بهذه الأدوات، ومنذ نحو قرنين من الزمان حدث تغيير عظيم، إذ بدأت الآلات تحل محل العمال، ويطلق علي الفترة التي شهدت هذا التغيير اسم ( الثورة الصناعية)
وقد نشأت هذه الثورة في إنجلترا، وبدأت بصناعة الغزل والنسيج، فقبيل عام 1770 م كانت عملية الغزل ونسج القماش تتم بنفس الطريقة التي ظلت تستخدم أكثر من 3000 سنة.
وفي عام 1770 م اخترعت آلة الغزل اليدوية المعروفة باسم "جيني" والتي جعلت في إمكان رجل واحد أن يؤدي العمل الذي يقوم به ثمانية أفراد.
وسرعان ما ابتكرت آلات تفوق آلة جيني بعضها يدور بقوة الماء، ولم يمض وقت طويل حتى خرجت إلى الوجود الأنوال التي تدار بقوة الماء، ثم ظهرت الآلة البخارية.
ولم يعد من الصروري أن تقوم آلات الغزل والنسيج على مقربة من المجاري المائية، إذ صار في الأمكان استخدام الآلات البخارية في أي مكان، وانتقل استعمال الآلات الميكانيكية إلى صناعات أخري، ثم إلى بلاد أخرى
وقد يبدو لأول وهلة أن كل امرئ كان يشعر بالسعادة بعد أن أصبح أداء العمل سهلاً، ولكن الآلات أدت إلى تعطيل كثير من الناس، فإذا كان رجل واحد يستطيع باستخدام آلة كبيرة أن يؤدي عمل 100 رجل، أصبح لزاماً على 99 رجلاً أن يجدوا وسيلة أخري لكسب العيش؟ لذا وقعت اضطرابات وشغب، وحاول العمال أن يحطموا الآلات التي كانت تنتزع منهم أرزاقهم
وكان الكثيرون من العمال قبل مجيء الآلة يؤدون عملهم في بيوتهم، ولكن لم يكن في الإمكان إقامة الآلات التي تدار بقوة الماء أو البخار في بيوت الناس، وقامت المصانع، وأنشئت على مقربة منها بيوت السكني، حيث حشد فيها العمال حشداً.
وثمة نتيجة سيئة أخري ترتبت على ظهور الآلة وهي تأجير الأطفال للعمل في المصانع، إذ كانت الأجور التي تدفع لهم أقل مما كان يتقاضاه العمال البالغون، وكان من الأمور الشائعة أن يشتغل الأطفال في المصانع لمدة 12 أو14 ساعة في اليوم، وفضلاً عن هذا كان الكثيرون منهم يلقون معاملة سيئة.
وعندما كان المرء يشتغل بطريقته الخاصة كان على الأرجح يشعر بالفخر في عمله. وحين اشتغل على آلة لم يكن في وسعه أن يتابع أفكاره ومشاعره هذه، وهنا ظهرت نتيجة سيئة أخري تمخض عنها مجيء الآلة، إذ فقد العامل اعتزازه بنفسه.
وكان هناك أيضاً خطر التعرض للإصابة بسبب الآلات، إذ كان هذا الخطر أعم بكثير منه في حالة استخدام العدد اليدوية.
لم يكن من المحتم وجود بعض هذه الآثار السيئة، ولقد بذل الكثير من الجهد بقصد تصحيحها وتداركها، فهناك مثلاً قوانين تشعيل الأحداث التي تحرم استخدامهم بالمصانع، وقوانين أخري توفر الحماية للعمال البالغين أيضاً
ويوم العمل مختلف جداً عما كان عليه في المصانع التي أنشئت خلال تلك الفترة المبكرة.
ولقد أسفرت الثورة الصناعية بطبيعة الحال عن منافع عظيمة، إذ كان معنى الآلات القضاء على الكثير من العمل الشاق المرهق، وفضلاً عن هذا أصبح في الإمكان إنتاج السلع المصنوعة بتكاليف أقل وبمقادير أكبر بكثير عما كانت عليه الحال من قبل، والأشياء التي لم يكن يقتنيها سوي الملوك والملكات في الأزمنة السابقة، أصبح في إمكان أي فرد أن يشتريها، وما كان في الوسع إطلاقاً توفير معظم المتع التي ننعم بها اليوم لولا ظهور الآلات، فما كنا مثلاً لنستطيع أن نتمتع بالنور الكهربي لو لم توجد المولدات الكهربية الكبيرة. 
لتحميل الموضوع من هنا



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.