جامعة الدول العربية
في يوليو سنة
1943 م دعت الحكومة المصرية رؤساء الحكومات العربية إلى إجراء مباحثات ومشاورات
بقصد تحقيق التعاون العربي، وأسفرت المباحثات عن توقيع بروتوكول الإسكندرية في
السابع من أكتوبر سنة 1944 م، وفي 22 مارس 1945 م ظهرت جامعة الدول العربية إلى
عالم الوجود، إذ أصبح البروتوكول ميثاقاً تلتزم به سبع دول عربية هي: مصر والعراق
والمملكة العربية السعودية وسورية ولبنان والأردن واليمن.
وقد زاد عدد
الدول الأعضاء بعد ذلك بانضمام ليبيا والسودان وتونس والمغرب والكويت والجزائر ثم
أخيراً اليمن الجنوبية الشعبية والصومال وموريتانيا ودولة الأمارات العربية وجيبوتي.
وتتألف الجامعة
من الدول العربية الموقعة على الميثاق، ولكل دولة عربية مستقلة الحق في الانضمام إلى
الجامعة
وحدد الغرض من الجامعة
بأنه توثيق الصلات بين الدول المشتركة فيها، وتنسيق خططها السياسية، تحقيقا للتعاون
بينها وصيانة لاستقلالها وسيادتها، والنظر بصفة عامة في شئون البلاد العربية ومصالحها.
وكذلك من
أغراضها تعاون الدول المشتركة فيها تعاوناً وثيقاً، بحسب نظم كل دولة منها وأحوالها
في الشئون الاقتصادية، وشئون المواصلات والثقافة والجنسية والجوازات
والشئون الاجتماعية والصحية وغير ذلك من ألوان التعاون.
وينص الميثاق على
عدم جواز الالتجاء إلى القوة لفض المنازعات بين دولتين أو أكثر من دول الجامعة.
كما يتوسط مجلس
الجامعة في الخلاف الذي يخشى منه وقوع حرب بين إحدى دول الجامعة ودولة أخري من دولها أو غيرها للتوفيق بينهما.
وفي حالة وقوع
اعتداء من دولة علي دولة من أعضاء الجامعة أو خشية وقوعه فللدولة المعتدي عليها أو
المهددة أن تطلب دعوة المجلس إلى الانعقاد فوراً، ويقرر المجلس التدابير اللازمة
لرفع هذا الاعتداء ويصدر القرار بالإجماع، وما يقرره المجلس بالإجماع يكون ملزماً لجميع
الدول الأعضاء، وما يقرره بالأكثرية يكون ملزماً لمن يقبله.
وللجامعة مجلس
يتألف من ممثلي الدول الأعضاء، ويكون لكل منهم صوت واحد بغض النظر عن عدد ممثليها،
ومهمة المجلس القيام على تحقيق أغراض الجامعة ومراعاة تنفيذ ما يبرمه الأعضاء من
اتفاقات وتقرير وسائل التعاون مع الهيئات الدولية التي قد تنشأ في المستقبل لصالح الأمن
والسلام ولتنظيم الشئون الاقتصادية والاجتماعية
ويعقد المجلس
بصورة عادية دورتين في العام، وينعقد بصفة غير عادية كلما دعت الحاجة إلى ذلك بناء
على طلب دولتين من دول الجامعة.
وللجامعة أمانة
عامة تتألف من أمين عام وأمناء مساعدين وعدد كاف من الموظفين.
وقد أصدرت
الجامعة في السنوات التالية لإنشائها عدداً من القرارات المفيدة، وأنشأت مجلساً للاقتصاد،
وآخر للمواصلات ومثله للبترول ومجلساً للثقافة، وآخر للشئون الاجتماعية.
وفي نوفمبر
1958 م تم بين الجامعة والأمم المتحدة توقيع اتفاق ينص على اعتبار جامعة الدول
العربية منظمة إقليمية دولية، لها امتيازات وحصانات
منظمات الأمم المتحدة.
ولما كانت دول الجامعة العربية تدرك أن
من أسباب النكبة التي أصابت فلسطين.
انعدام التعاون العسكري والاقتصادي بينها،
فقد عقدت فيما بينها معاهدات الضمان الجماعي في 17 يونية 1950 م
وذلك رغبة منها في تقوية الروابط وتوثيق
التعاون بين دول جامعة العربية حرصاً على استقلالها ومحافظة علي تراثها المشترك واستجابة
لرغبة شعوبها في ضم الصفوف لتحقيق الدفاع المشترك عن كيانها، وصيانة للأمن والسلام
وفقاً لمبادئ ميثاق جامعة الدول العربية، وميثاق الأمم المتحدة وأهدافها، تعزيزاً
للاستقرار والطمأنينة، وتوفيراً لأسباب الرفاهية والعمران في بلادها.
لتحميل الموضوع من هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.