السبت، 21 مارس 2020

خفاشBAT


خفاش

BAT

أنواع الخفافيش

الخفافيش هي الثدييات الوحيدة التي تستطيع الطيران، وتستعين على ذلك بأجنحة من الجلد الرقيق تمتد بين أصابعها بالغة الطول، ويمتد الغشاء الجلدي إلى أرجلها الخلفية، ومنها إلى الذيل، وللخفافيش القدرة على أن تطير إلى أبعاد شاسعة، كما أن البعض منها يهاجر كالطيور، وقد قطعت بعض صغار الخفافيش ٢٨ ميلاً في ليلة واحدة، وهاجرت إلى مناطق تبعد ٨٠٠ ميل.
وتوجد الخفافيش في شتي أنحاء العالم باستثناء المناطق القطبية بالغة البرودة، غير أنها أكثر انتشاراً في المناطق الاستوائية
وهناك مئات الأنواع من الخفافيش، وهي ثاني الرتب الكبيرة في الثدييات، أما أكبر الرتب فهي القوارض التي يبلغ عدد أنواعها ألفين تقريباً
ويتغذى أغلب الخفافيش على الحشرات أو الفواكه، غير أن من بينها ما يعيش على الأسماك وحدها، ومنها ما يعيش علي الدم، كما أن منها أيضاً ما يأكل حبوب اللقاح ورحيق الأزهار التي تتفتح ليلاً، والخفافيش لا تنشط إلا ليلاً وتنام في النهار في الكهوف وتجاويف الاشجار ومداخل المناجم وشقوق الصخور والغرف العليا المظلمة وسقوف الحواصل والبيوت المهجورة.
وتتعلق في أثناء الراحة من أرجلها ورؤوسها مدلاة إلى أسفل، ويختبآ البعض منها في أوراق الأشجار أو تحت قلفها وتقضي أنواع كثيرة فترة بيات شتوي، وتجثم بعض الأنواع معاً في مجموعات تشبه في كثافتها عناقيد العنب.
وتستعين الخفافيش بالموجات الصوتية في اكتشاف العوائق التي تعترض طريقها، وتسمي هذه الوسيلة الصوتية احياناً.
(تحديد المواضع بواسطة الصدى)، كما أن صدى الصوت بالفعل هو الذي يحد مواضع الأشياء، والحيتان بدورها تستعمل الطريقة الصوتية، إلا أنها لم تبلغ حد الكمال إلا في الخفافيش دون غيرها.
ولا صحة للقول بأن الخفافيش عمياء، لأن لها أعين كاملة، غير انها لا تعتمد عليها كثيراً في معرفة طريق طيرانها ولا في العثور على الحشرات التي تصيدها وهي طائرة، وتعتمد في ذلك كلية على جهازها الصوتي.
والصوت الذي يستعين به الخفاش مرتفع النغم جداً، أو فوق مستوي سمع الأذن البشرية، إذ أنه يتراوح ما بين 30000 و70000 ذبذبة في الثانية، بينما تتراوح حساسية الأذن ما بين 20000 و250000 ذبذبة في الثانية.
وأهم أجزاء الجهاز الصوتي في الخفاش الحنجرة أو العلبة الصوتية التي تخرج هذه النغمات، والأذنان اللتان تتلقيان الصدى، ولمنع الأذنين من سماع الصرخات في أثناء إخراجها تنقبض عضلة خاصة في مدخل كل اذن فتقفلها، وبمجرد أحداث الصرخة تنقبض العضلة فتسمع الأذن الصدى العائد إليها.
ويخرج الخفاش الصرخات التي فوق مستوي السمع بمعدل نحو عشر صرخات في الثانية في أثناء وقوفه مستريحا، أما في أثناء الطيران وخاصة إذا كان قريباً من بعض العوائق فإن المعدل يرتفع إلى 50 أو 60 صرخة في الثانية.
وتنعكس الأصوات على أي عوائق صلبة في طريقها، ويصل صداها إلى الأذن فتميزه، والخفاش في حاجة إلى أذنيه كلتيهما ليحدد موقع العائق.
فلو أن العائق كان منحرفاً نحو أحد الجانبين بدلاً من أن يكون موجهاً لخط الطيران، فإن الأذن الأقرب إلى العائق تسمع الصدى، قبل الأخرى، وبذلك يعرف الخفاش كان العائق عن يمينه أو يساره.
وباستعمال الجهاز السمعي يتمكن الخفاش من الطيران في كهف مظلم دون أن يرتطم بالعوائق التي تتدلي من السقف أو تعترض الطريق، ويمكنه في ذات الوقت أن يحدد مواضع الحشرات الصغيرة التي تطير ليلاً ويلتهمها، وإذا طار خفاش في غرفة فإنه يغير اتجاهه في اللحظة الأخيرة عندما يوشك أن يرتطم بلوح من الزجاج الشفاف والعصفور الذي لا يملك مثل هذا الجهاز الصوتي يطير رأسياً إلى لوح الزجاج.
ولا تلتبس صرخات الخفافيش الأخرى بصرخات أي خفاش نظراً لأن كلاً منها أصبح معتاداً على الصرخات التي يخرجها بنفسه، وفي إمكان مئات الخفافيش أن تطير في مختلف الاتجاهات في الهواء أو في كهف دون أن ترتطم ببعضها البعض، والأصوات مرتفعة النغم فوق مستوي السمع لا تنطلق بعيداً، والغالب ألا تتعدي15 قدماً، مما يحول دون التباس الخفاش بأصداء صوته المرتدة من أجسام بعيدة.
ويعيش الخفاش الصغير بني اللون في الأجزاء الداخلية من الولايات المتحدة، ويتغذى هذا النوع على الحشرات في أثناء الفصول الدافئة ويبيت بياتاً شتوياً في الكهوف عادة وفي أثناء البرودة القارصة، وتلد الأنثى عادة صغيراً واحداً في فصل الربيع.
وتوجد الخفافيش الصغيرة البنية وبعض الأنواع شديدة القرابة منها في شتي أنحاء نصف الكرة الشمالي، ويبلغ عدد الأنواع التي تتغذي على الحشرات مئات عديدة، ومنها أنواع كبيرة الأذنين جداً مثل الخفاش كبير الأذنين، ومنها أنواع ذات آذان غريبة الشكل كخفاش (ماستيف).
ومنها ما تتحلي أنفه بزوائد عجيبة كأوراق الأشجار مثل خفاش (الأنف الشبيهة بحدوة الحصان)
ويتعلق البعض منها فرادي في أثناء النهار في غرفة مهجورة أو كهف. بينما يتعلق البعض الآخر في مجموعات قد تصل إلى المليون كما هو الحال في النوع المكسيكي مطلق الذنب.
وتوجد الخفافيش آكلة الفواكه في المناطق الاستوائية من العالم القديم وتمتد شرقاَ حتى أستراليا، وأكبر آكلات الفاكهة خفافيش الثعلب الطائرة، وقد يصل طول المسافة بين جناحيها المفرودين إلي أربع أقدام وتتعلق الخفافيش آكلة الحشرات نهاراَ ورؤوسها منكسة في الأشجار والكهوف، وإذا تعلقت في أشجار خالية من الأوراق فإنها تلف أجنحتها حول وجهها لتحجب ضوء الشمس عن عينيها، وعندما يأتي المساء تأكل الفاكهة الناضجة، وثمة نوع آخر من الخفافيش آكلة الفاكهة في المناطق الاستوائية والمعتدلة من الأمريكيتين.
والخفافيش مصاصة الدماء توجد في أمريكا الوسطي والجنوبية فقط، وتتغذي على الدماء وحدها، وتلتهم دماء الحيوانات سواء أكانت برية أو مستأنسة.
ويستعين الخفاش مصاص الدماء بأسنان حادة مثل شفرة الحلاقة لينزع الطبقة الخارجية من الجلد، ثم يلعق في هدوء ما يسيل من الدماء على سطح الجرح، ويحدث ذلك غالباً دون أن يسبب ازعاجاً للفريسة.
وكثيراً ما يستيقظ الناس في المناطق الاستوائية أن أصابع أرجلهم أو غيرها من الأجزاء المكشوفة من الجسم قد تعرضت لهجمات الخفاش مصاص الدماء في أثناء الليل، وتتغذي الخفافيش مصاصة الدماء على أي حيوان من الحيوانات ذوات الدم الحار.
وتعيش الخفافيش آكلة الأسماك – وتسمي أيضاَ مشقوقة الشفة- في المناطق الاستوائية من أمريكا الوسطي والجنوبية، وأصابع وأقدام هذه الخفافيش ومخالبها بالغة الطول، وتستعملها في القبض على الأسماك من سطح الماء، ويحتفظ الخفاش بالسمكة في أغشية أرجله وذنبه حتى يجد موضعاً مأموناَ يهبط فيه ويأكل سمكته في هدوء.
وتتغذي الخفافيش طويلة الأنف على حبوب اللقاح والرحيق، وقد يكون لها دور كبير في تلقيح الزهور التي تتفتح مساء، وتغطي أطراف ألسنتها بالغة الطول بالشعر الدقيق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.