الجمعة، 27 مارس 2020

خزف وصيني CHINA AND POTTERY


خزف وصيني 

  
CHINA AND POTTERY
خزف وصيني CHINA AND POTTERY


شعر أسلافنا منذ العصور الأولي بالحاجة إلي إواني الماء والطعام، وقد وجدوا منذ أمد بعيد أيضاَ أنه يمكن تشكيل الطين المبلل في هيئة أوان نافعة وأباريق مختلفة الأشكال والأحجام.
وما زلنا نستخدم الطين في صناعة الأواني لطهو الطعام وتخزينه، ولصنع الأكواب والأطباق والزهريات الجميلة، وتسمي كل تلك الأشياء المصنوعة من الطين باسم) الخزف (والصيني
والواقع أن الصيني نوع من الخزف يتميز بلمعانه وبأنه شفيف نوعاً كالزجاج بحيث يسمح للضوء أن يشع من خلاله، وقد اكتسب هذا النوع اسم " الصيني" لأن الصينين كانوا أول من اكتشف طريقة صنعه، واحتفظوا بها سراً مغلقاً عن بقية العالم مئات السنين
والغالب أن الأواني الطينية الأولي جففت في الشمس، ثم اكتشف أن الطين إذا خبز في النار أصبح أفضل بكثير، ثم تعلم الإنسان بمضي الزمن كيف يطلي الخزف بطلاء لامع مانع لتسرب الماء.
والغالب كذلك أن طريقة صنع الخزف اكتشفت في جهات وأوقات متباينة، فقد وجد الخزف في أطلال القري القديمة في أجزاء مختلفة من العالم، وقد وجد مكسوراً طبعاً ولكنه رغم هذا يمد العلماء بكثير من الأفكار عن الشعوب التي عاشت في البلاد التي خلفت تلك الأطلال.
وقد تركز اهتمام صناع الخزف في بادئ الأمر في جعل خزفهم مفيداً نافعاً، ثم اهتموا بعد ذلك بتجميله، ومنذ 2600 سنة صنع المصريون والإغريق زهريات لا تقل في جمالها عن مثيلاتها في أي عصر من العصور.
وليست عملية صنع الخزف والصيني بالعملية السهلة، فلا بد أولاً من العثور علي الطين الجيد الملائم، وبعد ذلك تستلزم العملية خمس خطوات:
١_ الخلط.
٢- التشكيل.
٣- الحرق.
٤- التلميع.
٥- التزيين.
وليس من المهم أن تتم الخطوات الثلاثة الأخيرة علي التوالي.
والخطوة الأولي هي خطوة) الخلط (وتستلزم خلط الطين بالماء، وقد تضاف إلي خليط من مواد أخري، ففي النوع المعروف باسم " صيني العظام" يضاف إلي الخليط رماد العظام ، كذلك قد يكون الخليط خفيفاً يمكن صبه، أو سميكاً كالعجين.
والخطوة الثانية هي خطوة التشكيل، وكانت تتم في العصور القديمة يدوياً، وهو أمر يكلف الإنسان جهداً ويضيع عليه وقتاً، ويستلزم دقة وعناية فائقتين، ثم استخدمت بعد ذلك " عجلة الفخار" وظلت تستخدم آلاف السنين لتشكيل تلك الأواني، وقد وجدت أوان صنعت بتلك " العجلة" في أطلال المدن القديمة بالشرق الأدنى منذ أكثر منذ ٤٦٠٠ عام.
ويستطيع الصانع بهذه " العجلة" أن يدير الطين حول محوره، بينما يقوم هو بتشكيله بضغط إبهامه وأصابعه علي الطين في الأماكن المناسبة التي تحوله إلي الشكل الذي يريده.
ومن الطرق الأخري لتشكيل الخزف صبه في قوالب، وهذه الطريقة هي المستخدمة لإنتاج أكثر الخزف في الوقت الحاضر.
أما خطوة الحرق فتتلخص في خبز الخزف في فرن " قمينة" بعد تشكيله بالشكل المطلوب تماماً.
وقد يتطلب الأمر تكرار الحرق مرة أخري أو مرات متتالية، ويكون الحرق الأخير هو الخطوة الأخيرة في هذه العملية.
أما التلميع فيتم بطلاء الخزف بمادة تتجمد مكونة من طبقة زجاجية لامعة يمكن تلوينها بألوان جميلة، ويلزم أن يحرق الخزف بعد طلائه بتلك المادة، كما انه يطلي مرة أو مرات بذلك الطلاء.
ولتزيين الخزف طرق شتي: فقد يضغط الرسم علي سطح الطين الطري قبل حرقه أول مرة، أو قد يطلي قبل التلميع مباشرة، أو قد يقتصر التجميل علي عملية التلميع نفسها.
وليست طرق التجميل هذه شيئاً جديداً، فقد صنعت أوان مزينة حتي قبل أن تبتكر) عجلة الخزف (أو تستخدم، ثم زينت أوان مختلفة الأشكال والأحجام بطلاءات ورسوم جميلة في بلاد الإغريق، وقد ظهرت علي بعضها رسوم آلهة الإغريق وأبطالهم، كما يبين بعضها مناظر الحياة اليومية.
وكان صناع الخزف والصيني يفخرون بعملهم، وكثيرا ما كانوا يوقعون بأسمائهم علي منتجاتهم.
وتوضح أكثر الصور هنا أواني فخارية وصينية من العصور القديمة، كذلك تصنع الآن منتجات خزفية وصينية جميلة يشتهر بها كثير من بلاد العالم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.