توقيتTIME

توقيتTIME

يعد تعيين الوقت أحد أهداف علم الفلك منذ قديم الأزل، فالسماء ساعة دقيقة دائمة يمكن استخدام أرصادها لمعرفة الوقت، والأرض هي أساس قياساتنا له، فدورانها حول محورها يحدد اليوم، وحركتها حول الشمس تحدد العام.

ودوران الأرض حول محورها ميقاتي ممتاز، إذ لا شيء تقريباً يؤثر في معدلها الثابت، وحينما تدور الأرض تتحرك النجوم عبر السماء، ويمكن تعيين وقت عبور نجم ما في منتصف مجال المنظار بدرجة كبيرة من الدقة.

ويطلق علي التوقيت الذي يعتمد مباشرة علي النجوم التوقيت النجمي، وتقوم مراصد كثير من الدول بتعينه يوماً بعد يوم.

ولكن يهمنا للأغراض العلمية أن تسير ساعتنا مع الشمس بدلاً من النجوم حتى يحل الظهر دائماً في نفس الوقت من النهار حسب ساعاتنا.

ولهذا السبب تضبط ساعاتنا لتبين التوقيت الشمسي المتوسط الذي يختلف عن التوقيت النجمي بسبب حركة الأرض السنوية حول الشمس، ويقوم علماء الفلك برصد التوقيت النجمي ثم تحويله إلى التوقيت الشمسي المتوسط الذي تذيعه موجات اللاسلكي القصيرة، ويستخدم علماء الفلك حركات الكواكب في مساراتها كأهم معايير يوثق بها،

ولكن تتطلب هذه الطريقة حسابات متناهية في الدقة بالغة التعقيد.

ويختلف التوقيت باختلاف الأماكن علي سطح الأرض، لأن التوقيت المحلي يعتمد علي خط طول الراصد، فإذا تحركنا عند خط طول عرض 40 درجة ثلاثة عشر ميلاً إلي الشرق أو الغرب تغير التوقيت المحلي بمقدار دقيقة كاملة.

فلو ضبط كل شخص ساعته لتشير إلي التوقيت المحلي لعم الارتباك في كل مكان، ولذا يقسم العالم إلي 24 منطقة توقيت أساسية.

وفي حدود منطقة معينة تشير جميع الساعات إلي توقيت موحد هو التوقيت المحلي لخط الطول الذي يقبل القسمة علي 15 مثل 75 درجة ،90 درجة، وهلم جرا، وأخيراً يلجأ علماء الفلك إلي توقيت لا يعتمد علي مكان الراصد، فيستخدمون في أرصادهم التوقيت العالمي ، وهو الوقت الأساسي للمنطقة المحيطة بخط الصفر والمار بمرصد جرينتش بإنجلترا، ويطلق أيضاً عليه أسم التوقيت المتوسط لجرينتش، وكان  العرب منذ عشرة قرون يستخدمون خط طول بغداد أو خط طول جزر كاناري بالمحيط الأطلنطي ، وإن كانوا ينسبون أرصادهم وجداولهم إلي العواصم العربية الهامة كالقاهرة ودمشق وبغداد.

ويستخدم التوقيت النجمي لقياس أطوال النجوم بحذاء مسار الشمس في السماء، كما يساعد هذا التوقيت البحارة، وعلماء الفلك علي البحث علي الأجرام السماوية.