إلكتروناتELECTROINCS
في عام 1913 حوكم مخترع أمريكي
أمام المحاكم في نيويورك من اجل حصوله على الأموال عن طريق المراسلات نظير بيع أسهم
في استغلال اختراع لا قيمة له. وقرر المحلفون براءته من التهمة لكن القاض أسمعه
كلمات قاسية قال له فيها.. (عليك بالحصول على حديقة عامة لصنوف أخرى من العمل
تثابر عليها). وكان الاختراع هو أنبوبة الكترونية تعرف باسم أوديون أو المسماع،
برهنت على انها احدى المخترعات العظيمة في القرن العشرين. كان شأنها مثل معظم المخترعات،
فقد كانت أنبوبة المسماع مبنية على اكتشافات ومخترعات سابقة. ولكن دي فورست أضاف
اليها من عنده أفكار هامة. ويمكن القول بان استخدام الانبوبة الجديدة في الراديو
كان بداية العصر الإلكتروني الذي نحياه اليوم. فاليوم يجرى استخدام انابيب
الكترونية شبهة بأنبوبة مسما عدى فروست ليس في الراديو فقط، ولكن في التليفزيون
والرادار وتليفونات المسافات الطويلة أيضا. انها جزء من الآلات الحاسبة الضخمة
المعروفة بالعقول الالكترونية ومن الميكروسكوب الإلكتروني كما تساعد الأطباء على
تشخيص ومعالجة الأمراض .وهى تساعد على صدور الصوت من الأفلام السينما والاسطوانات
وأشرطة التسجيل .انها جعلت الصواريخ الموجهة أمرا ممكن التنفيذ .ولها في المصانع
الثقيلة والخفيفة خدمات كثيرة .كانت الكهرباء تؤدى أشياء رائعة قبل أيام
الالكترونات .فكانت التيارات الكهربية تتولى نقل الرسائل بالتليفون والتليغراف ,وكانت
تغير الطرق والمباني , وتدير الآت كثيرة الأنواع ,وتحول المعادن الخسيسة الى معادن
نفيسة,
وتقوم بتشغيل مغنطيسيات
الرفع الضخمة، وتشغيل أجهزة التدفئة، وبوسائل أخري تعمل الكهرباء علي زيادة
الرفاهية، ولم يكن يبدو أن الكهرباء قادرة على أكثر من ذلك، ولكن إذا بالباب ينفتح
لميدان جديد تماماَ وهو ميدان الإلكترونات.
ويأتي أسم الالكترونات من
كلمة إلكترون. إن الإلكترونات هي جسيمات دقيقة مكهربة، وتدخل الإلكترونات في تكوين
كل ذرة من أية مادة.
تسير الإلكترونات التيار
الكهربي خلال الأجسام الصلبة والسائلة، فهي تقفز من ذرة لأخري، وفي الأنابيب
الإلكترونية المعروفة بالصمامات تنتقل الإلكترونات خلال غاز خامل أو خلال تفريغ شديد،
وتنبعث الإلكترونات خارج بعض المعادن، ونظراَ لأنها تخرج من الذرات، فهي تسمي
إلكترونات حرة.
توجد وسائل متعددة
لانبعاث الإلكترونات، ففي أنابيب الراديو يستخدم التسخين، وفي الخلية الكهروضوئية
تقوم صفحة معدنية حساسة بإعطاء إلكترونات تنبعث حين سقوط الضوء عليها.
وفي أنبوبة الصورة في
التليفزيون يعمل الجهد الكهربي العالي على انبعاث الإلكترونات.
وبعض الأنابيب
الإلكترونية ذات حجم أصغر من حبة الفول. ولكن أنابيب الصورة في أجهزة الاستقبال
التليفزيونية قد يكون قطر شاشتها أكثر من قدمين.
وفي بعض الأجهزة
الإلكترونية تحل قطع الترانزستور محل الأنابيب، وتصنع قطع الترانزستور من بلورات
عنصر الجرمانيوم.
ويبدو أنه ليست هناك حدود
لما يمكن عمله بالإلكترونات، أنها تبشر بكشف الغموض عن كثير من الاسرار التي
نجهلها. وبفضلها سوف تتمكن التلسكوبات من رؤية ما هو ابعد من نطاق الرؤية الحالية
والكشف عن الشقوق
المستترة في المواد، واستكشاف ما في قاع البحر دون النزول إلى سطح الماء، ونحن
نحصل حالياَ على تأكيد بذلك من الأقمار الصناعية التي صنعها الإنسان وتدور حول
الأرض ومازال امام الالكترونات الكثير مما يجعلها الميدان المثمر لشباب اليوم من
الناشئين
لتحميل الموضوع من هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.