الثلاثاء، 30 يناير 2018

البدائيون SAVAGES



البدائيون SAVAGES   

يسمي الغربيون الشعوب البدائية " المتوحشون" غير أن هذه التسمية ليس فيها إنصاف للشعوب البدائية التي يسير معظمها وفق ما يسودها من أفكار عن الخلق الطيب، وليس البدائيون جميعاً بالقساة، كل ما في الأمر أنهم قوم لم يأخذوا بأسباب الحضارة بعد، وأنهم كانوا يعيشون كما عاش أسلافنا منذ آلاف السنين.
إن نظرة سريعة إلى جماعة منهم تزودنا بفكرة أفضل عن المعني الذي تدل عليه كلمة " بدائي" ففي أعماق الغابات الممتدة على طول نهر الأمازون في أمريكا الجنوبية يعيش هنود" الويتوتو"، وهم قبيلة من عشائر صغيرة تضم كل منها مائتي شخص.
ولكل عشيرة بيت كبير له هيكل مصنوع من كتل خشبية، مشدود بعضها إلى بعض بأغصان الكروم ومغطاة بطبقة كثيفة من ورق النخيل، وليست هناك حواجز او تقسيما داخل البيت، ولكل أسرة مكانها ونارها، ويتكون الأثاث الوحيد من أسّرة على هيئة أراجيح صنعت من الكروم ومن ألواح من الخشب، ودلك صنعت من الكتل الخشبية، ويسكن الرئيس في الجزء الخلفي من البيت، وقد تكون أسرته كبيرة جداً لأن جميع أفراد الأسرة من النساء والأطفال يصبحون ملكاً له.
وليس من السهل قطع الأشجار لبناء بيت، إذ لا يملك الويتوتو سوي البلط المصنوعة من الحجارة، أما أدواتهم الأخرى من الخشب فمن الخشب أو العظم، وليست لهم معرفة بالمعادن.
ولا ينتج الويتوتو إلا القليل من غذائهم، فتقوم النساء بالتقاط أنواع من الفاكهة من الغابة بينا يقوم الرجال بصيد الحيوان والسمك.
ويستخدم الصيادون الفخاخ في صيد الحيوانات البرية لغذائهم، وقد تكون السهام التي يستعملونها مسمومة أحيانا، ويجري صيد الأسماك بواسطة الرماح المصنوعة من الخشب أو سنارات العظام، او سلاسل تقوم بدور الفخاخ
وهؤلاء الهنود لا يستطيعون القراءة أو الكتابة ولكنهم يعرفون طرق الغابة، وليس في استطاعة أي شخص متحضر أن يباريهم في قراءة ما تدل عليه آثار الأقدام الحافية، أو الفروع الصغيرة المكسورة أو أوراق الشجر المخدوشة.
وللويتوتو اعتقاد في الأرواح الخيرة والشريرة، كما يعتقدون أيضا أن في بعض حيوانات الغابة قوي سحرية، وهو يشعرون بخوف شديد جداً من النمر الأمريكي " أليفور" ومن الأنكونا وهي نوع من الحيات الكبيرة، فلا يقتلون هذه الحيوانات أبداً خشية أن تؤذي العشيرة بسحرها.
وينشب القتال أحياناً بين العشائر، ولكن لها أيضاً حفلاتها ورقصاتها المشتركة التي يدعي إليها القوم بدق طبول عبارة عن جذوع أشجار مجوفة، ويمكن سماعها إلى مسافة 20 ميلاً.
وللعشيرة مجلس يعاون رئيسها في اتخاذ القرارات، بل قد يصوت الأعضاء على المسائل الهامة، وطريقة التصويت عندهم غريبة، فبعد ان يشرح العضو مشروعه يطمس عصاً في قدر بها عصير التبغ، ثم يلعق العصا ويطوف على الأعضاء بالقدر، فيغمس كل من يتفق معه في الرأي عصاه في القدر ويلعقها.
ولا يبتعد هؤلاء البدائيون عن موطنهم، وهم يصنعون صحافاً قليلة من الصلصال ثم يجففونها بحرقها في النار، أما ملبسهم البسيط فمن لحاء أشجار اللين.

لتحميل الموضوع من هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.