دم BLOOD
نقطة دم |
لكي تبقي أجسامنا حية لابد ان نحصل على الطعام والاوكسجين، على أن وصول
الطعام إلى معدتنا لا يعني شيئا في حد ذاته، كما أن وصول الأوكسجين إلى رئتينا لا
يعني شيئاً أيضاً، فلابد من أن يصل الطعام والأوكسجين من قمة رأسنا إلى أخمص
قدمينا، وإلى كل جزء من أجزاء جسمنا.
ويتولى الدم عملية النقل هذه، وهو يسرى في
أنابيب دقيقة تسمى الاوعية الدموية، بينما يتولى القلب دفع الدم خلالها كأنه
المضخة.
وللدم وظائف أخرى غير نقل الطعام
والاوكسجين، ولعظم أهميته البالغة يستلزم الأمر أن يظل القلب يعمل ليلاً ونهاراً
دون وتوقف أو راحة.
ويبلغ دم الشخص الذي يزن
مائة رطل حوالي اللترين، وتزيد هذه الكمية بزيادة الوزن وتقل بقلته.
وتبدو نقطة الدم كنقطة
الحبر الأحمر، ولكنها أعقد منه بكثير، والجزء السائل من دمنا
ليس أحمر اللون، إذ أن اللون الأحمر في الدم يرجع إلى
وجود خلايا حمراء دقيقة عديدة فيه، وتلك الخلايا الحمراء أدق من أن تري بالعين
المجردة، حيث يبلغ طول صف مؤلف من آلاف الخلايا منها حوالي البوصة الواحدة.
ولدي كل إنسان بلايين من الكرات الحمراء في دمه.
والوظيفة الأساسية للكرات الدموية الحمراء هي نقل
الأوكسجين الذي تجمعه من الرئة وتنقله إلى كل خلايا الجسم الأخرى.
وتنتج كرات الدم الحمراء
داخل بعض عظامنا، ففي كل ثانية من حياتنا ملايين من كرات
الدم الجديدة، كما أن ملايين أخري منها تتلاشي وتتحلل في كل ثانية أيضاً، ويحدث
ذلك في الكبد والطحال.
كذلك يحوي الدم خلايا
بيضاء مختلفة الأنواع، منها نوع يقوم بدور جيش الدفاع ضد جراثيم الأمراض إذ يقوم
بالتهام الجراثيم نفسها، ويقوم نوع آخر بإصلاح أجزاء الجسم التي أصابتها الجراثيم،
وتوجد الكرات البيضاء بنسبة كرة أو اثنتين لكل ألف كرة حمراء.
ويسمي الجزء السائل من الدم
"البلازما"، ويتألف الجانب الأكبر
منها من الماء الذي يحوي كثيراً من المواد الكيميائية الهامة الذائبة فيه، كما
تحوي البلازما مادة تجعل الدم يزداد كثافة ويتجلط، كما تحوي مادة أخري تمنعه من التجلط حين لا يلزم ذلك،
وتحوي مواد أخري تجعل أجسامنا تؤدي عملها كما يجب، ومواد أخري تعين الكرات البيضاء
على مقاومة الجراثيم.
والبلازما هي التي تنقل الطعام إلى كل أجزاء الجسم، وهي التي تجمع المخلفات
وتنقلها إلى الرئتين أو الجلد أو الكليتين للتخلص منها.
ومن السهل أن نشاهد أية نقطة دم تتغير باستمرار خلال سريانها في الجسم،
فهنا تلتقط الأوكسجين، وهناك تلتقط الطعام، وهنا تترك بعض الطعام الذي التقطته أو
بعض الأوكسجين الذي امتصته ، وهناك تترك مجموعة من الخلايا ، وهناك تترك مجموعة من
الخلايا البيضاء لمقاومة الجراثيم التي دخلت من جرح في الجلد، وهنا تلتقط مادة من
المواد ثم تتركها في مكان آخر ، وهكذا تدور نقطة الدم وتدور24 ساعة في اليوم.
وليس الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يحوي الدم، فالدم موجود في كل
الحيوانات الفقارية، ولا تستطيع أن تحيا بدونه إلا الكائنات الدقيقة البسيطة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.