الاثنين، 13 أبريل 2020

دغل JUNGLE


دغل JUNGLE
دغل 

كلمة الأدغال يعرفها اليوم كثير من الأولاد والبنات لأنهم يقرأون عنها في قصص الأطفال، وتوجد الأدغال في الهند وفي أنحاء كثيرة من العالم جنوب شرقي آسيا والجزر الغربية منه وأمريكا الوسطي، وعلى طول نهر الأمازون في أمريكا الجنوبية، وفي المساحات الواسعة من مجاهل وسط أفريقيا.
والأدغال هي أشجار ونباتات أخري برية كلها متشابكة في حاجة إلى الماء والحرارة وضوء الشمس ولذلك فمن السهل معرفة السبب في أن أدغال العالم موجودة في الأراضي المطيرة قرب خط الاستواء، وغالباً ما تسمي (الغابات الاستوائية).
ونباتات الأدغال دائماً في صراع من أجل التعرض لضوء الشمس، وبعضها يفوز بسبب استمرار نموه حتى يصبح مفرطاً في الطول نحيلاً، وبعضها ينشر أوراقه منبسطة لتلتقط الضوء، وكثير من النباتات يجثم على أغصان الأشجار العالية، وهناك نباتات أخري كثيرة متسلقة،
ولذلك نلاحظ أنه إذا قطعت شجرة من أشجار الأدغال فإنها لا تسقط حتى ولو كان القطع قرب السطح، لأن المتسلقات تمسكها في مكانها.
ولكثير من نباتات الأدغال أزهار فاخرة، فأزهار الأوركوز تأتي من الأدغال، بعض نباتات الأدغال سامة، ولذلك فإن كثير من السموم التي نستعملها في قتل الحشرات مستخرجة من هذه النباتات، والسهام المسمومة التي يستعملها الهنود الذين يعيشون قرب نهر الأمازون في أمريكا الجنوبية للصيد يأتي سمها من أحدي نباتات الأدغال المتسلقة.
ومعظم الأدغال بها (قطط) كبيرة، ففي ادغال الهند مثلاً توجد النمور والفهود، أما القردة والخفافيش فتوجد في كل الأدغال.
والثدييات ليست أكثر الحيوانات وجوداً في الغابات، ولكن الطيور والزواحف والحشرات هي الأكثر وجوداً، وتعد فرخة الأدغال في الهند جدة لجميع الكتاكيت الحالية، والببغاوات هي من طيور الأدغال، ويوجد بين الأشجار كثير من الحيات والسحالي، كما يوجد في الأنهار التي تخترق الأدغال الكثير من التماسيح، وقد يتراءي غصن مدلي من إحدي الأشجار، وإذ هو في الحقيقة حية كبيرة تبحث عن الطعام، وقد تري كتلة من الخشب في أحد الأنهار وما هي إلا تمساح نائم.
والأدغال هي مجمع الحشرات، وهي أسوأ عدو لمرتادي الأدغال لأن بعضها يحمل الأمراض بينما بعضها الآخر بسبب المضايقة، ويوجد أنواع كثيرة من النمل، ولو قدر أن تنشأ هناك حديقة على قطعة من الأرض أزيلت أشجارها، فإن غزوة من جيش النمل تقضي عليها في ليلة واحدة.
ومع أن الأدغال نباتات من كل ناحية منها غلا أنه ليس من السهل أن يجد الإنسان غذاء فيها، وقد يظن الإنسان أن المعيشة في الأدغال ميسرة كالمعيشة في جزيرة بالبحار الجنوبية حيث يتساقط من الأشجار جوز الهند وثمر الخبز، غير أنه من النادر أن تحمل نباتات الأدغال شيئاً يصلح للأكل، ولذلك فالشخص الذي يتوه في الأدغال لابد له أن يأكل الجراد والسحالي والديدان وإلا مات جوعاً.
ولقد حولت بعض أجزاء الأدغال إلي مزارع، كما حولت أجزاء أخري إلى مراع، وكذلك بنيت مدن في الأدغال، ولكن الاحتفاظ بالمزارع أو المراعي أو حتى المدن كيلا تعود إلى الأدغال كما كانت، أمر يتطلب صراعاً دائما، وقد كشف أن في أدغال العالم خرائب مختفية لكثير من مدن الأمس.
 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.