الأربعاء، 22 أبريل 2020

رادار RADAR


رادار RADAR
شاشة رادار 


يكاد يكون كل واحد منا قد سمع أصداء الصوت، وموجات الصوت حين تصدم شيئاً صلباً ترتد عنه، وفي الرادار تترد أصداء الموجات اللاسلكية، فهي تصدم شيئاً لا تستطيع النفاذ من خلاله فترتد، وعندما تعود إلى المكان الذي بدأت منه تصطدم " بشاشة" خاصة أشبه " بشاشة التليفزيون"
وتوضح " الشاشة" بطريقة بسيطة الشيء الذي صدمته الموجات ومهما يكن الجسم الذي صدمته فإنه يظهر على شكل كسرة في خط مضيء، فإذا ارتدت موجات كثيرة عن جسم ظهرت الكسرة أشد لمعاناً عما إذا كانت الموجات المرتدة قليلة العدد، وبعض الأسطح ترد الكرة العادية رداً أصلح من البعض الآخر وبالمثل موجات الراديو، ويلزم لمن يقوم بتشغيله أن يتعلم قراءة الصورة التي تظهر على شاشته.
إن موجات الرادار هي موجات لاسلكية قصيرة جداً، وهي تسير بنفس سرعة الضوء أي ١٨٦٠٠٠ ميل في الثانية، شأنها في ذلك شأن جميع موجات اللاسلكي، ويحصل من يقوم بتشغيل الرادار على الصورة بسرعة جداً، ولكن يلزم جزء ضئيل من الثانية كي تسير الموجات إلى الجسم وتعود ثانية، وقياس ذلك الزمن يساعد في تعيين بُعد الجسم.
وفي محطة الرادار لابد من وجود جهاز إرسال يبعث بموجات لاسلكية، ويلزم كذلك وجود جهاز استقبال له شاشة رؤية، ولا بد أيضاً من وجود نوع خاص من الهوائيات، وبهذا الهوائي يمكن لموجات اللاسلكي أن يتم خروجها في هيئة شعاع الأنوار الكاشفة بدلاً من خروجها في جميع الاتجاهات.
وفي أول العهد بالرادار كان يسمي " الكشف وتحديد المدي بالراديو " وتتألف كلمة رادار من خمسة حروف من ذلك الاسم الطويل بالإنجليزية.
وقد ساعد الرادار في إنقاذ إنجلترا في أثناء الحرب العالمية الثانية، إذ كانت قاذفات القنابل الألمانية تحدث دماراً شديداً في المدن الإنجليزية، حتى إذا بدأ الرادار يستخدم ويحدد مواقع طائرات العدو المغيرة أمكن أن تتصدي لها المدفعية المضادة والطائرات المقاتلة.
كذلك ساعد الرادار كثيراً في مناطق أخري للقتال، وكما ساعد في وقاية المدن من الغارات الجوية فقد ساعد قواد قاذفات القنابل على كشف الأهداف المطلوبة.
إن المدينة حتى ولو كانت مختفية تحت الدخان والضباب لا يصعب على قائد الطائرة تحديد موقعها بوساطة الرادار، وقد ساعد الرادار السفن الحربية في إصابة سفن العدو المستترة تحت جنح الدخان، كما ساعد مدافع خفر السواحل في صد الهجمات.
وتوجد الآن دول كثيرة لديها محطات للرادار منتشرة على حدود بلادها، إن محطات الرادار هي جانب دفاعي هام في هذا العصر الذي تدور فيه المعارك الحربية في الجو.
والرادار لا يستخدم في زمن الحرب فقط وإنما له استخدامات في زمن السلم أيضاً، منها مساعدة رجال الأرصاد الجوية إن يقتفي أثر الأعاصير، كما يساعد قواد الطائرات الجوية على تجنب العواصف، وهو مفيد جداً في المطارات، فعندما تتعذر الرؤية يساعد الطائرات على الهبوط بسلام.
إن عامل اللاسلكي في غرفة المراقبة بالمطار يستطيع أن يري على " شاشة" الرادار التي لديه موقع كل طائرة تريد الهبوط في المطار على وجه التحديد، إنه يستطيع إعطاء الاتجاهات اللازمة للهبوط إلى كل قائد طائرة عن طريق الراديو.
والرادار يساعد البحارة على الدخول بسفنهم في أمان إلى الميناء، وهو يحذرهم من جبال الجليد التي قد تطفو معترضة طريقهم.
وقد نجحت موجات الرادار فعلاً في الذهاب إلى القمر والعودة منه عبر مسافة تقرب من نصف مليون ميل، وربما ساعدتنا في وقت ما على التطلع من خلال السحب التي تكتنف كوكب الزهرة أو أن تجد حلاً لبعض أسرار كوكب المريخ.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.