راديوRADIO
جهاز الراديو |
الراديو كلمة تعني عند أكثرنا سماع
البرامج الإذاعية، فنحن ندير مفتاحاً يسمح بدخول تيار الكهرباء فيسرى خلال أجهزة
الراديو التي لدينا وندير مفتاحاً آخر لنسمع برنامجاً خاصاً نريده،
قد يكون مباراة لكرة القدم تنقل إلينا من
بُعد أميال قليلة، وربما يكون حفلاً موسيقياً يأتينا عبر البحار، ونسمع كل نغمة
تصدر في الحفل الموسيقي، فهو يأتينا في الحال كما لو كنا جالسين في القاعة
الموسيقية.
والراديو يفيد في نواح أخري إلى جانب
نقل البرامج إلينا، فالسفن تستخدمه لتحديد أماكنها بالضبط ولتطلب به النجدة إذا
تعرضت للخطر، ويستخدمه قواد الطائرات للتخاطب مع الشخص المسئول في برج المراقبة،
ويستعمله المستكشفون ليظلوا على صلة بالعالم، ويتم الآن إرسال نداءات الشرطة إلي
سيارات النجدة بوساطة الراديو، وشركات " التليفون" تستعمل الراديو في
بعض الحالات ليحمل " الرسائل التليفونية" عبر المحيط.
ويظن بعض الناس أن الصوت ينتقل بنفسه
طوال الطريق من أجهزة الإرسال إلي أجهزة الاستقبال (وهذه
فكرة خاطئة) فالموجات اللاسلكية وحدها هي التي تنتقل من
أجهزة الإرسال إلي أجهزة الاستقبال ، أما الصوت الذي يخرج من جهاز "الراديو " فإنه يتولد داخل الجهاز نفسه ، إن موجات الصوت تساعد
جهاز الإرسال علي أنتاج موجات لاسلكية ، وتنبعث هذه الموجات غير المنظورة في
الفضاء في جميع الاتجاهات، وحين تصل إلي جهاز الاستقبال يمكن جعلها تصدر موجات لاسلكية
، وتنبعث هذه الموجات غير المنظورة في الفضاء في جميع الاتجاهات ، وحين تصل إلي
جهاز الاستقبال يمكن جعلها تصدر موجات صوتية تشبه تماماً تلك التي حدثت عند محطة
الإرسال.
لا يوجد
شخص يمكن أن نسميه مخترع " الراديو"، فهناك كثير من العلماء أسهموا في
الوصول بالراديو إلى ما هو عليه، ومن بين العلماء الذين يستحقون جانباً كبيراً من
الفضل في ذلك، العالم الألماني " هنريخ هيرتز"
والعالم
الإيطالي " جوجليلمو ماركوني"
والعالم
الأمريكي " لي دي فورست"
كشف
هيرتز كيف أن الشرارة الكهربية تبعث موجات يمكنها أن تحدث شرارة أخري على بعد
مسافة قصيرة، وعن طريق استخدام الشرارات الكهربية وما يصدر عنها من موجات كشف ماركوني
طريقة لإرسال الرسائل، وأصبحت هذه الطريقة تعرف باسم " التلغراف" اللاسلكي،
وكانت الرسائل تنقل على شكل رموز تتألف من نقط وشرط.
ثم
كانت أنبوبة (الإلكترون) المسماة (بصمام ثلاثي) والتي اخترعها دي
فورست خطوة كبيرة إلى الأمام في سبيل أنتاج الراديو الحديث، إن أنابيب الإلكترون اليوم هي القلب بالنسبة لأجهزة الإرسال وما
لدينا من أجهزة استقبال.
وفى محطة الإذاعة تعد أنابيب إلكترونية
خاصة بجهاز الإرسال لتوليد الإشارة الحاملة، وهذه الإشارة الحاملة هي تيار كهربي
يسري إلى الخلف وإلى الأمام عدداً مذهلاَ من المرات في الثانية الواحدة. وفى نفس
الوقت الذي تتولد فيه الإشارة الحاملة يكون الصوت الذي حدث أمام (الميكرفون) قد شكل تياراً كثيراً ما يقوم به مرسل (التليفون) المعتاد.
ويجري بعد ذلك تقوية التيار الكهربي أو
ما يسمي بالتكبير، وهذا التيار المقوي الذي يعرف باسم الإشارة المسموعة المعبرة عن
الصوت يتم نقله في الإسلاك إلى جهاز الإرسال، وهناك يتم مزج أو تحميل الإشارة
المعبرة عن الصوت على الإشارة الحاملة.
وهذه الإشارة المعدلة أو المشكلة من
إشارة معبرة عن الصوت والإشارة الحاملة، تندفع إلي أعلي ثم إلى أسفل هوائي الإرسال
بسرعة لا يمكن تصديقها.
وحين يقول مذيع الراديو (تذيع محطتنا على ذبذبة قدرها ثمانمائة كيلو سيكل)
فإن ذلك يعني أن تيار محطة الإرسال
يتدفق إلي أعلي وأسفل الهوائي ثمانمائة ألف مرة في الثانية الواحدة.
إن تيار الكهربي الذي يندفع إلي أعلي
وأسفل الهوائي يرسل موجات(راديو) في جميع
الاتجاهات، وتسير هذه الموجات بسرعة الضوء وهي 186.000 ميل في الثانية.
وحين تصدم موجات (الراديو) هوائي جهاز استقبال تولد فيه تياراً
كهربياً يتدفق فيه إلى الخلف وإلى الأمام، وهذا التيار يشبه التيار الذي سبق أن
تدفق إلي أعلي وإلى أسفل في هوائي محطة الإرسال ولكنه أضعف منه بكثير جداً.
وهناك ثلاثة أجزاء هامة داخل جهاز
الاستقبال تحول هذا التيار الضعيف إلي صوت، فهناك دورة التوليف أو المنغم، إن
موجات تأتي من كثير من محطات الإذاعة قد تصدم الهوائي في وقت واحد، ويتيح المنغم
للسامع انتقاء المحطة التي يرغب في سماعها.
ويذهب التيار الناتج عن موجات هذه
المحطة الواحدة إلي الكاشف وهو ثاني الأجزاء، وعمل الكاشف
هو تحويل التيار غلي تيار مقوم يمكنه تشغيل السماعة أو مكبر الصوت، ولابد أن يفصل الكاشف الإشارة الحاملة عن الإشارة المعبرة عن الصوت، وبعد
ذلك تتم تقوية الإشارة المسموعة وتصل إلى مكبر الصوت، وفي مكبر الصوت يقوم هذا
التيار بتوليد أصوات تشبه تماماً تلك التي حدثت في محطة الإذاعة.
وبعض أجهزة الراديو
اليوم هي أجهزة تعمل بتعديل الاتساع، والبعض هي أجهزة تعمل بتعديل التردد،
والأجهزة اتي من النوع الأخير يمكن استعمالها فقط في حدود نحو مائة ميل من محطات
إذاعة ترسل برامجها بتعديل التردد، أما الأجهزة الأولي التي تعمل بتعديل الاتساع، فإنها
إذا كانت جيدة تستطيع التقاط البرامج أو الرسائل من بُعد آلاف الأميال.
والاختلاف هو في أنواع الموجات التي
ترسلها محطة لإذاعة، وأضخم ميزة للإذاعة بتعديل التردد هو في أن الشحنات الكهربية
الجوية لا تتداخل معها.
وتستخدم في بعض أجهزة "الراديو" قطع "
الترانزستور" دقيقة الحجم بدلاً من الأنابيب الإلكترونية، وهي تصنع من
بلورات الجرمانيوم، ويمكن ان يكون جهاز "الترانزستور" في حجم الجيب.
وقد فعل "
الراديو" الشيء الكثير ليجعل الدنيا تبدو قريبة منا، فنحن نحاط علماً
بالأحداث حال وقوعها، وأول إذاعة حقيقية هامة بالراديو في الولايات المتحدة كانت
تقريراً عن انتخاب الرياسة في الثامن من نوفمبر عام1920 م.
ومن الطبيعي أن يخلي " الراديو" اليوم السبيل في كثير من الأماكن للراديو
المزود بالصور أي " التليفزيون"
راجع موضوع الترانزستور من هنا:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.